حميد العنبر الخويلدي - قراءة في نص حداثوي واقعي الصبغة والمرام للشاعر الدكتور علي لعيبي

نص حداثوي . واقعي الصبغة والمرام للشاعر الدكتور
الفاضل علي لعيبي ..رئيس مجلة آداب وفنون
.وكان لنا معه سفر مجاراة تحليقية ..

حَدثنِي صَديقِي الرِّيح ...
عَن ريشَةِ طَيرٍ مُهاجِر ...
عنْ زَوبعَةٍ غُبارٍ في صَحْراءٍ مَنسِيَة ...
عَن أفقٍ بَعيدٍ يشْبِه وَجهِي ...
أَخبَرَني أَنْ أغْلقَ انفِي ...
وأُلغِي أيَّ زَفيرٍ ...
قالَ هُناكَ بيْنَ الأحْراشِ الكَثيفَةِ سُنبُلة صَفْراءَ ...
لَكنها كَئيبَة جِداً ..
غَريبَةٌ عِندَ شجَرٍ يَابِس مُتَحجِّر ...
قرَّرَتْ أنْ لا تَموت ...
أسْفلَ جذْرِها ...
قَطَراتٌ بَقايَا مَاءٍ عَنيدٍ ...
تُكابِد تَتَألَّم ...
هَذا الفَلَّاحُ قدْ أُصٍيبَ بِالرَّمَد ...
لَمْ يعُدْ يَرَى ...
عتمة مِنْ ليْل أسْوَد ...
حَزينٌ القمَرُ الآخَرُ إعْتَزَلَ الظُّهورَ ...
كَسَرَ نايَ الرَّاعِي ...
هَربتْ كلُّ النِّعاجِ ...
تُفتشُ عَن ذِئابٍ تلتَهِمُها ...
ماَعادَ صَفيرُ القطَارِ يَمْنحُنا بَعضاً مِن ذِكْرياتِ الأمْسِ ...
يبْدو سَفَرهُ طَويلٌ ...
تَاهَتْ أعْمدَتُه ...
إختارَ الإنْحرافَ نَحْو جَبلِ النَّار ِحَتى يَحْترِق َ
.د.علي

........................................


مجاراةُ ظلٍّ لظلٍّ

مع ملح الواقع وجهاً لوجه ..وجلداًٍ لجلدٍ بملمس ناعم وطراوة كلام ظريف ،
هو ذاته الحنين الجميل لنبش تل الذكريات ،،الايشان اصبح حكايةً ولازال ترقد تحت ترابه صورا لحسناوات ذات الزمان ، ولسطوة ملوكه وعسكره ،ولعزم البطولة وللورد ودبكات الاعياد والخيل ،و، و،الخ ، كدس من الاوراق غابت ولكنها حاضرة بنا ترهج ارهاج الضوء في المدن البعيدة ، وهي تبدو للعين
هنا ينفتح الباب وتَدَفّق فيوضُ التي نحب
فتمتد يد لهذا الملف وذاك الملف ،وحسب المرام ،،، قال في تساميه ،،
(( حدثني صديقي الريح ،،،
عن ريشة طير مهاجر ،،
عن زوبعة غبار في صحراء منسية
عن افق يشبه وجهي ،،
اخبرني ان اغلق انفي
والغي اي زفير ،،،،))
دكتورنا الغالي ، في وقفته هذي كأنّهُ استخدم علم الحفريات،، اخذ عيّنات من هذا الكتف وعيّناتٍ من ذاك الكتف ،،
يفتش عن منحوتة عن ايقونة ، هو الوحيد يفقه السرَّ ولازال ينظر ، عسى من بصيص وطلوع ثان ،
( كل يوم هو في شان. )
( هناك بين الاحراش الكثيفة ،،
سنبلةٌ صفراءٌ،،،
لكنها كئيبة جداً
غريبة عند شجر يابس متحجر ،،
قررت ان لا تموت...)
الوقتُ الحرُّ ذو الهوية حين ينتهي من دورته لاترجع ابداً ،كان لفَّ اغراضه ورحل ،كان صحيحاً،الوردة تمثّلُ ربيعها في صورته في تاريخه لاتمثل ربيعاً اخراً بعيداً عنها بزمن او بدورة سنين
( هذا الفلاح قد اصيب بالرمد،،
لم يعد يرى،،
عتمةًمن ليل اسود ،،
حزين القمر الاخر
اعتزل الظهور ،،،)
زمان الذي تنوح عليه زمان نظيف بديع كمثل حضارة توهجت وكتبها لسان الوجود ، طبعَها فنانوها ومبدعوها على واجهة التاريخ ومداخله ، وحين قرر الزمان ان ينهي نظمه واعجازاته تتحول الى مرئيات ،اندفع وركب العجلة وغادر ،
علينا ان ننظر الى الدرب فلعلنا على سكة من اللون نفسه ، ولعله لون الله ، كلنا نبكي وآيلون اليه هو وحده لاشريك له
هذا اول الاتكال ، هذا تعني اننا قدريون اعتباريون ولكن ليس كمثل الخاملين الذي مر وقتهم وهم رقود
ابداً لا، نحن نختلف مؤكدا نختلف، نسحب ازمنتنا من خزانات الوجود ونعرف اي الخيوط الان في ايدينا اي الشفرات،
نعم نراها رؤية العيان ،،ولكنها مخاضة ينتهي بها الذي جاء ولم يكن كما هو من جنس الشمس مضيئًا ، سينطوي
تنفتح الباب الكبرى وتدخل ريح كمثل التي تحب
هي هكذا ، كالسحب الحافلة تمرع وتزهر الارض بها وتمضي وتأتي غيرها هطولاً وهكذا، قلما صادف زماننا وجه كآبة اكلح
غنِّ فلازلتُ اغني فوق الربوة ما حزنت ولا قلقت ، فلعلي ارى، واقرب ما اراه ذلك القمر الحلم


ا،حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري...العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى