محمد عباس محمد عرابي - قصيدة الباحة للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي

يعد الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي من أبرز الشعراء الذين يشجعون السياحة الداخلية ،فلقد أبدع في دواوينه الشعرية في إبراز جوانب جمال الطبيعة الخلابة في ربوع مملكة الجمال والبهاء واصفا جمال الطائف ،والباحة وأروع به ،وهو يصف لنا جمال قرية عراء وجبل بني ظبيان ،وفي هذه الدرة الفريدة واصفا جمال الباحة بلاد غامد وفي هذا المقال قراءة سريعة لقصيدة الباحة ،حيث يبين أن الباحة ازدادت جمالا بزيارة لفيف من ولاة الأمر(حفظهم الله لها) فها هي القلوب تهتف بلحن الرضى ،وأرض الباحة تنبت أزهار الهناء ،وصارت رُبى غامدٍ لحناً تردده زهران ، و روابي الشعر، يتم زراعتها حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا حيث يقول(واصفا الزيارة المباركة من ولاة الأمرة )للباحة :
صوتي لصوتك يا قلبي الحنون صدى
فاهتف بلحن الرضى واجعل أساك فدى
أنخْ هنا ركبك الساري، فأنت على
أرض ستُنبت أزهار الهناء غدا
أسمعْ رُبى غامدٍ لحناً، تردّده
زهرانُ، فالدّرب صار اليوم متّحدا
إنّي حفرتُ روابي الشعر، أزرعها
حباً، وصدقاً وللإنسان ما قصدا

ثم يتحدث عن البهجة التي عمت أنحاء الباحة بالزيارة الميمونة من ولاة الأمر لها ،ويسجلها التاريخ في سجله بسطور من نور حيث يقول :
يا فهدُ .. ها أنت والأزهار راقصة
من حولنا تزدهي حبا لمن وفدا
الباحةُ – اليوم – لحن سوف أنشده
شعراً، وتُنشدُه هذي الرُّبى أبدا
أرضيتها بلقاء، سوف يحفظه
تاريخها زمنا، لا يعرف العددا
سمعتُ أزهارها تحكي، وقد حلفت
بالله صدقا، إذا أحسنتم المددا
لتصبحنّ مثال الحسن في بلد
لكم محاسنه ... أنعم به بلدا
وعدتُ قلبي بحلم كنتُ أرقبه
إنّ الفتى من يفي دوماً بما وعدا
وبالزيارة المباركة للباحة سعدت النفوس بما يبدد الأحزان ،وعمت الربوع الألحان بشدو الطيور الرنان ، والشعر غرّد على أيك المشاعر في صدق حيث يقول :
وها أنا اليوم ألقي الشعر تسمعني
ربوعها، وأرى في ربعها فهدا
شعرا يعيش على أنغامه أملي
ويقتل اللحن فيه الحزن والكمدا
يشدو به "حُزنةُ" العالي، وينقله
لحناً شجياً إلى كل الربوع "شدا"
أفنيتُ فيها شباب الحرف أنظمه
وصفاً لها. كلما قرّبته ابتعدا
يا بلبل النغم العذب الذي غرست
ألحانه عبر هاتيك الرّبوع صدا
إن كنت تشدو على أغصانها فعلى
غصون قلبي عصفور الهناء شدا
يا شعر غرّد على أيك المشاعر في
صدق فقد يؤنسُ التغريد من وجدا
ثم يستعرض الشاعر جانبا من تاريخ المملكة المشرف في عصر النبوة وما بعدها في ظل ديننا الحنيف حيث يقول فرحا بزيارة ولاة الأمر لباحة الجمال والعطاء وحرصهم مشكورين على ازدهارها :
هذا اللقاء الذي نحياه، ينقلني
إلى زمان، أضاء المشرقين هدى
رأيت فيه رسول الله، يملؤه
عدلا، وكان لمن يحتاجه سندا
وقد رأيت به الصدّيق ممتثلاً
كما رأيت به الفاروق متّقدا
ولم تزل تسمع الأيام صرخته
ويشرب الدهر منها عزّة وفدى
قد قالها عمر الفاروق في ثقة
بالله، يمهرها الأموال والولدا
فلو تعثّر في صنعاء راحلة
براكب، كنت مسئولا ومنتقدا
من حقّق النصر في بدر ومن جعل
الأحزابَ، بالرغم من إحكامها، بددا؟
ومن طوى الأرض للإسلام طائعه
إلا الذي لم يزل في حكمه أحدا
إنا نكوّن بالإسلام رابطة
مهما اختلفنا فقد صرنا بها جسدا
لو اشتكى كدرا ماءُ الخليج شكا
منه الفرات، ولم ينس الأسى بردى
ليس التزمّت طبعاً في عقيدتنا
ولا التّحلّل .. إنّا نبتغي رشدا
وليس من يمتطي للمجد همّته
كمن قضى عمره لهوًا فضاع سُدى
لا يعرفُ الحرّ إلا من تعامُلهِ
ولا الشجاع الفتى إلا إذا صمدا
قد يغرق المرء في لذّاته، ويرى
دنياه نشوى ويأتي عيشُه رغدا
حتى إذا ما تمادى في غوايته
تبدّلت حاله بعد الرضى نكدا
مهما غفا الناس إعراضاً فلن يجدوا
من دون ربهم الرحمن ملتحدا
في كل ذرّة رمل من جزيرتنا
معنى من العزّ، بالبشرى يسيل ندى
تمّت لنا نعم الرحمن في بلد
كالمنهل العذب، كم من ظامئ وردا
إليه تهفو قلوب المسلمين على
بُعد المسافات، والإسلام منه بدا
دستورنتا الحق، لا نرضى به بدلا
به نسير إلى أهدافنا صُعُدا
فبالهدى نجعل الأيّام ناعمةً
تزهو.. وإن أحكمتْ أعداؤنا العُقدا
نمضي بإيماننا، و الله يكلؤنا
ما خاب من مدّ لله الكريم يدا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى