لا أحد يعرف قصة هذه السيدة التي نصبت خيمتها عند باب أحد مقار الوية المشاة ، طلب منها أحد الحراس بالإبتعاد عن مدخل الباب ، وقال لها أخاف أن يعاقبني الآمر إذا شاهدك جالسة هنا فقالت " يمه آنا زاحمتك على لكمتك " . وعندما مرت سيارة آمر اللواء خطفاً ، أنتبه الى وجود خيمة تجلس في داخلها سيدة يفوق عمرها الأربعين ، أستدعى آمر الحرس وأراد منه تفسيراً. التقى الأخير بالسيدة طالبا منها معرفة أسباب جلوسها عند باب مقر اللواء . أشاحت وجهها عنه ولم تنفع كل ما بذله من جهد لاقناعها بترك هذا المكان . ذهب آمر الحرس الى آمر اللواء ، وقف أمامه بالإستعداد العسكري محني الرأس ، وأخبره إنه لم يصل الى نتيجة معها .
بقيت السيدة جالسة في مكانها أياماً وليال ، كان الحراس يتناوبون على تقديم ما زاد من طعامهم من القصعة حتى إنهم عقدوا معها ألفة من طرف واحد .
ذات يوم ، جاء قائد الفرقة مع حماياته الخاصة ، وقبل دخوله مقر اللواء لمح خيمة السيدة متمددة في داخلها . طلب من أحد الحرس أن يفهمه ما قصتها ، فاخبروه . أتفق قائد الفرقة مع آمر اللواء أن يجري لها ترتيب خاص بحيث تكون جزءا من اللواء حتى لو كان ذلك خارج السياقات العسكرية ، فنصبت لها خيمة من الكتان بدلا من خيمتها التي هي عبارة عن خرق لمتها من قارعة الطريق.
في الليل عندما عاد من مقر الفرقة ، لمح آمر اللواء ، فخذي السيدة بارزاً قليلا عن عباءتها وهي نائمة . ذهب الى غرفته في المقر ، لا يعرف ماذا يفعل ، منذ ثلاثين يوما لم ينزل الى الموصل ، أستغفر الله وناجاه أن يسكت صوت الشيطان في داخله . أتجه الى خيمة السيدة النائمة ، أيقظها وسألها : لم تخبرينا ما قصتك يا سيدتي ؟ فقالت وآثار النوم في عينيها : وليدي ، أبني الوحيد ، كان هنا عندكم ، المأمور جلب جثة واحد غير وليدي ، آنا متأكدة ، وليدي بعده عايش .
في تلك الاثناء ، تبخرت الحوسة في مسامات الآمر وتعوذ من الشيطان الرجيم ، ثم ذهب الى المقر طالبا منهم معرفة أسم أبنها ومن هو المأمور الذي أخذ جثته.
خلال أقل من ربع ساعة توفرت معلومات كاملة عن الشهيد أبن السيدة ووقف المأمور أمام الآمر يقسم بأن ولدها هو نفسه الذي أستشهد في معركة الحويزة عام 1985 .
لم تنجح كل محاولات الآمر أقناعها بأن ولدها في عليين وإنه ينتظرها في الجنة كي يشفع لها .. بقيت في خيمتها تراقب الداخلين والخارجين من الجنود في كل نهار وعندما يعييها التعب في آخره تذهب الى فراشها لتنام .
انتقلت الوحدة العسكرية التي ينتسب إليها أبنها وجاءت سواها وهي مازالت في مكانها رابضة تنتظر عودته الى أحضانها.
بقيت السيدة جالسة في مكانها أياماً وليال ، كان الحراس يتناوبون على تقديم ما زاد من طعامهم من القصعة حتى إنهم عقدوا معها ألفة من طرف واحد .
ذات يوم ، جاء قائد الفرقة مع حماياته الخاصة ، وقبل دخوله مقر اللواء لمح خيمة السيدة متمددة في داخلها . طلب من أحد الحرس أن يفهمه ما قصتها ، فاخبروه . أتفق قائد الفرقة مع آمر اللواء أن يجري لها ترتيب خاص بحيث تكون جزءا من اللواء حتى لو كان ذلك خارج السياقات العسكرية ، فنصبت لها خيمة من الكتان بدلا من خيمتها التي هي عبارة عن خرق لمتها من قارعة الطريق.
في الليل عندما عاد من مقر الفرقة ، لمح آمر اللواء ، فخذي السيدة بارزاً قليلا عن عباءتها وهي نائمة . ذهب الى غرفته في المقر ، لا يعرف ماذا يفعل ، منذ ثلاثين يوما لم ينزل الى الموصل ، أستغفر الله وناجاه أن يسكت صوت الشيطان في داخله . أتجه الى خيمة السيدة النائمة ، أيقظها وسألها : لم تخبرينا ما قصتك يا سيدتي ؟ فقالت وآثار النوم في عينيها : وليدي ، أبني الوحيد ، كان هنا عندكم ، المأمور جلب جثة واحد غير وليدي ، آنا متأكدة ، وليدي بعده عايش .
في تلك الاثناء ، تبخرت الحوسة في مسامات الآمر وتعوذ من الشيطان الرجيم ، ثم ذهب الى المقر طالبا منهم معرفة أسم أبنها ومن هو المأمور الذي أخذ جثته.
خلال أقل من ربع ساعة توفرت معلومات كاملة عن الشهيد أبن السيدة ووقف المأمور أمام الآمر يقسم بأن ولدها هو نفسه الذي أستشهد في معركة الحويزة عام 1985 .
لم تنجح كل محاولات الآمر أقناعها بأن ولدها في عليين وإنه ينتظرها في الجنة كي يشفع لها .. بقيت في خيمتها تراقب الداخلين والخارجين من الجنود في كل نهار وعندما يعييها التعب في آخره تذهب الى فراشها لتنام .
انتقلت الوحدة العسكرية التي ينتسب إليها أبنها وجاءت سواها وهي مازالت في مكانها رابضة تنتظر عودته الى أحضانها.