سعيد الشحات - زغلول عبدالرحمن يكشف أمام المحكمة أسرار تهريبه إلى سوريا للهجوم على مصر وتسليمه وثائق سرية لأحمد أبوالفتح ودور جماعة الإخوان

ذات يوم 12 أغسطس 1965


كانت الساعة التاسعة صباح 12 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1965 حين بدأ المجلس العسكرى، برئاسة اللواء عبدالمنعم حسنى، فى جلسته الثانية لمحاكمة زغلول عبدالرحمن، الملحق العسكرى فى السفارة المصرية بلبنان، الذى هرب إلى سوريا، وعقد مؤتمرا صحافيا فى دمشق يوم 28 أغسطس 1962 للهجوم على النظام المصرى، وذلك فى عز الخلافات المصرية السورية بعد الانقلاب فى سوريا على الوحدة مع مصر يوم 28 سبتمبر 1961، وظل ثلاث سنوات يتنقل بين عواصم أوروبية حتى ركب الطائرة وعاد إلى القاهرة وسلم نفسه لسلطات المطار يوم 17 يونيو 1965، «راجع، ذات يوم، 7 أغسطس 2021».
عينت المحكمة العسكرية النقيب حسن دهشان بالدفاع عن المتهم، بعد أن رفض توكيل محام له معترفا بأنه مذنب فى كل الاتهامات ضده، ولا يحتاج إلى محام، وفقا لجريدة «الأخبار» التى نشرت وقائع الجلسة فى عددها 13 أغسطس، 1965، مشيرة إلى أن الحاضرين فيها كانوا خمسة مدنيين، وخمسة عسكريين، وشقيق المتهم، وأحد أقاربه.
سأله رئيس المحكمة فى كل الادعاءات التسعة الموجهة ضده، فكشف عن الأسرار التى تقف وراء وقائعها، أكد أنه تقاضى من سوريا 120 ألف ليرة لتسديد الفلوس التى سلبها من عهدته، و70 ألف دولار للمعيشة منها والقيام بنشاط معاد لمصر، سأله: مع من هذا النشاط المعادى؟ أجاب: مع بعض المصريين الموجودين فى الخارج، زى لجنة «مصر الحرة» وبعض «الإخوان المسلمين»، سأله: هل تتذكر أسماء؟ أجاب: أذكرهم، لجنة مصر الحرة تتكون من أحمد أبوالفتح، وحسين أبوالفتح، وأحمد فهمى، وبعض السياسيين الفارين زى مرتضى المراغى «آخر وزير داخلية قبل ثورة 23 يوليو 1952»، ودُول تلات أرباعهم صغيرين فى السن، الحياة قاسية عليهم، يخشون العودة وبيتظاهروا أنهم ضد النظام.
أضاف: «فيه واحد اللى قلت له أنا عايز ألجأ، ونعمل لجنة علشان نعارض هذا النظام الموجود فى مصر، وطبعا هو رحب علشان يستفيد منها فى جميع النواحى، لأنه عضو فى لجنة مصر الحرة، مسلوب الجنسية، وهما خدوا 250 ألف جنيه علشان عملية اللجوء تتم، أخذوها بدون علمى».
سأله رئيس المحكمة عن الملفات والوثائق السرية التى سلمها إلى أحمد أبوالفتح، أجاب: «كان معايا الشنطة بتاعتى فيها دوسيهين، وكان أسلم طريقة للتحفظ عليها إنى أسلمها لأحمد أبوالفتح، وسلمتها له فى الخارج، وفضلت معه لمدة سنة تقريبا ثم أخذته منه»، سأله: «هل كنت تقصد أن يطلع عليها»؟ أجاب: «لأ.. أنا كنت لاجئ، والبوليس يرى طبعا كل شىء، وأول ما استقريت فى أوتيل، وهو كان فى شقة مفروشة أخذت الشنطة وتحفظت عليها»، سأله: «أبوالفتح قطعا قراها؟»، رد: «ما أظنش قراها هو راجل يصلى، وخليته أقسم اليمين»، علق رئيس المحكمة: «يعنى سلمت القط مفتاح الكرار».. رد: «يجوز يا افندم»، «ضحك».
سأله رئيس المحكمة عن التحاقه بالقوات المسلحة السورية برتبة عقيد، أجاب: «بعد ما وصلت إلى سوريا قالوا لى أنت اتعينت عقيد فى الجيش السورى، وجابوا لى مظروف فيه مرتب شهر، رفضت أخذ الفلوس، وسكت على كده»، أضاف، أنه لم يعارض لكنه لم يزاول عمله بهذه الرتبة».
يكشف «زغلول» عن المقدمات التى دفعته إلى التفكير فى اللجوء، وكان الأساس لعبه للقمار وخسائره على موائده، قال: «بدأت أمارس لعب القمار قبل لجوئى، وسرقت فلوس من عهدتى شوية شوية علشان لعب القمار، وبعدها فكرت فى اللجوء إلى سوريا، وكان ذلك عن طريق بعض المصريين المقيمين بالخارج الذين يسعون لقلب نظام الحكم فى مصر، وتم اللجوء وكان مؤتمر «شتورا» منعقدا، وخرجت فى عربية دبلوماسى يعمل فى بيروت إلى دمشق، وكان يجلس معايا جنبى فى السيارة التى لم تتعرض للتفتيش لأن عليها أرقام هيئة دبلوماسية».
يضيف «زغلول:» «تسلمت باسبور باسم طويل فاكر منه اسم الأزهرى، فى الآخر وماستعملتوش بعد كده، وقابلونى فى سوريا بتوع المكتب الثانى «المخابرات العسكرية» وقائد الجيش، وعقدنا مؤتمر صحفى، وبعدها استخرجت جواز سفر سورى دبلوماسى باسم زغلول محمد عبدالرحمن، وقعدت فى سوريا شهر أو شهر ونصف بعدها غادرتها إلى باريس»، يذكر: «ترددت على سوريا بعد ذلك مرتين، فى إحدى المرات، أحمد فهمى قال لى: «النظام بيقع فى مصر، واحنا محتاجين نهم شوية علشان نعمل شوية تفجيرات فى داخل مصر..طبعا أنا ماوافقتش تحصل أى عملية من عمليات التفجيرات، وكان همى أن أحول بينه وبين الحصول على متفجرات، وعلشان لو أنا ما قمتش حيقوم هو، سافرت واتفقت مع عدنان عقيل، قائد الشعبة الثانية».
واستأنفت الجلسة فى اليوم التالى.


......................................................................
سعيد الشحات_اليوم السابع



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى