محمد عباس محمد عرابي - من حكم ومواعظ لامية ابن الوردي(وقفة بلاغية )

الشاعر ابن الوردي مؤلف اللامية من شعراء العصر المملوكي هو زين الدين بن الوردي المصري الكندي.الشافعي . أبو حفص عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس, ولد في معرة النعمان غرب حلب 691 - 749 هـ / 1292 - 1349. تولى قضاء حلب ثم قضاء منبج . فقيه, أديب, شاعر. أجاد المنظوم والمنثور. من تصانيفه (تتمة المختصر في أخبار البشر) لخص فيه كتاب (المختصر في أخبار البشر) لأبي الفداء وله (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) أكثره في الجغرافية وفيه كلام عن المعادن والنبات والحيوان ولكن تغلب عليه الصفة الأدبية الخيالية. وكتاب (المنح) . وله في الفقه (المسائل المذهبية) وله كتب في اللغة والنحو والشعر مثل شرح ألفية ابن مالك وضوء الدرة على ألفية ابن معطي وعدد من المقامات منها :, منها مقامة في الطاعون العام, مقامة الصوفية, المقامة الدمشقية المسماة (صفوة الرحيق في وصف الحريق) أي حريق دمشق.

وتعد اللامية من أروع قصائده أورد فيه ابن الوردي بعض من النصائح في مختلف المجالات وحتى يستفيد الناس منها ضمنها خلاصة تجاربه الحياتية ،ويستهلها بعدة نصائح منها :

واتَّـقِ اللهَ فتـقوى الله مـا * * * جاورتْ قلبَ امريءٍ إلا وَصَلْ

ليسَ مـنْ يقطعُ طُرقاً بَطلاً * * * إنـما مـنْ يـتَّقي الله البَطَـلْ

وفيما يلي نقف على أبيات الحكم والمواعظ التي يقول فيها :

إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكمـاً * * * خُصَّتْ بهـا خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا * * * أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا * * * تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ * * * يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ * * * كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى * * * وجمالُ العلمِ إصـلاحُ العمـلْ
جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ * * * يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي * * * فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما* * * أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى* * * مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ * * * قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
إن جَزتني عن مديحي صرتُ في* * * رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
أعـذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذْ * * * وأمَـرُّ اللفظِ نُطـقي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرةٌ * * * وعـنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعـتبر (نحن قسمنا بينهم) * * * تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ)
ليس ما يحوي الفتى من عزمه * * * لا ولا ما فاتَ يومـاً بالكسلْ
اطـرحِ الدنيا فمنْ عاداتها* * * تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
‍عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها * * * عيشـةُ الجاهـلِ فيهـا أو أقلْ
كَـمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً * * * وعليـمٍ باتَ منهـا فـي عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى * * * وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
فاتـركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ * * * إنـما الحيلةُ فـي تركِ الحِيَلْ
‍أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى * * * فرمـاهـا اللهُ منـهُ بـالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما* * * أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ

وهذه الأبيات على ثلاثة محاور رئيسة هي :

وصايا غالية ،وحكم خالدة، دعوة للاهتمام بالنحو والشعر ،التحذير من الدنيا

المحور الأول :وصايا غالية ،وحكم خالدة:

ففي قول ابن الوردي :

إيْ بُنيَّ اسمعْ وصايا جَمعتْ حِكمـاً * * * خُصَّتْ بهـا خيرُ المِللْ
أطلبُ العِلمَ ولا تكسَلْ فمـا * * * أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ
واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين ولا * * * تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ
واهـجرِ النَّومَ وحصِّلهُ فمنْ * * * يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ
لا تـقلْ قـد ذهبتْ أربابُهُ * * * كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى * * * وجمالُ العلمِ يا صاح العمـلْ

حيث تشتمل الأبيات على وصايا غالية ،وحكم خالدة تمتاز بها ملة الإسلام ،ويحث ابنه على طلب العلم بهمة عالية دون ملل أو كسل فالعلم لايناه كسلان ،ثم يحثه على تعلم الفقه وعدم الانشغال عنه بالشواغل والملهيات من الحرص على جمع الأموال، والترفيه الزائد عن الحد المضيع للأوقات في اكتساب العلم ،فطالب العلم ليس كغيره فهو قليل النوم يحصل العلم وهو غاية شريفة يرخص أمامها كل شيء غال .

المحور الثاني: دعوة للاهتمام بالنحو والشعر

جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو فـمنْ * * * يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ
انـظُمِ الشِّعرَ ولازمْ مذهبي * * * فـي اطَّراحِ الرَّفد لا تبغِ النَّحَلْ
فهوَ عنوانٌ على الفضلِ وما* * * أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ
ماتَ أهلُ الفضلِ لم يبقَ سوى* * * مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ
أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ * * * قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ
حيث تشتمل الأبيات على دعوة للاهتمام بالنحو والشعر فالنحو يصلح الكلام ،كما يصلح الملح الطعام ،كما الشاعر ابنه بأن يهتم بنظم الشعر الحسن المرغوب فيه ويبتعد عن نظمه لأجل التكسب به ،فالشعر عنوان الفضل ،فلا يجب جعله رخيصًا لمدح من لا يستحق، ويجب ألا نقبل يد من لا يستحق .

المحور الثالث : التحذير من الدنيا:

إن جَزتني عن مديحي صرتُ في* * * رقِّها أو لا فيكفيني الخَـجَلْ
أعـذبُ الألفاظِ قَولي لكَ خُذْ * * * وأمَـرُّ اللفظِ نُطـقي بِلَعَـلّْ
مُلكُ كسرى عنهُ تُغني كِسرةٌ * * * وعـنِ البحرِ اجتزاءٌ بالوَشلْ
اعـتبر (نحن قسمنا بينهم) * * * تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ )
ليس ما يحوي الفتى من عزمه * * * لا ولا ما فاتَ يومـاً بالكسلْ
اطـرحِ الدنيا فمنْ عاداتها* * * تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ
‍عيشةُ الرَّاغبِ في تحصيلِها * * * عيشـةُ الجاهـلِ فيهـا أو أقلْ
كَـمْ جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً * * * وعليـمٍ باتَ منهـا فـي عِلَلْ
كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى * * * وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
فاتـركِ الحيلةَ فيها واتَّكِلْ * * * إنـما الحيلةُ فـي تركِ الحِيَلْ
‍أيُّ كفٍّ لمْ تنلْ منها المُنى * * * فرمـاهـا اللهُ منـهُ بـالشَّلَلْ
لا تقلْ أصلي وفَصلي أبداً إنما* * * أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ

حيث تشتمل الأبيات على الحث من التحذير من الدنيا حيث يحث الشاعر على الزهد في الدنيا ،والزهد فيما أيدي الناس ،فالدنيا لها شأن غريب فقد ترفع من ذوي مكانة قليلة وقد تخفض من له مكانة عالية ،فالدنيا أمرها عجب غدارة فقد ترفع جاهل ،وكثيرا ما يموت الأطباء بالعلل والأمراض وقد تحرم الشجاع من المال ،وتعطي الجبان آماله ،وينصح ابنه بأن يعتمد على نفسه وجهده لا على والده وأولاده فالعاقل الأريب من يفتخر بعمله لا بعمل الآخرين .

وقفات مع القصيدة :نستشف من هذه الأبيات ملامح شخصية ابن الوردي؛ فهو حكيم معتز بنفسه رفيق في نصحه محب للعلم .

ولقد أثرت البيئة التي يعيش فيها ابن الوردي في الأبيات حيث تقديم النصائح من الآباء للأبناء ،انتشار مؤسسات التعليم وكثرة العلماء بها .

وفيما يلي عرض لبعض الجوانب البلاغية في الأبيات :

الأساليب :(الإنشائية – الشرطية – أسلوب القصر )

المحور الأول :الأساليب :(الإنشائية)

وفي قوله :أي بني أسلوب إنشائي (نداء )غرضه التنبيه ،ويدل على الإشفاق والمحبة للابن وقربه من الأب ،وجاءت كلمة (بني )نكرة على صيغة التصغير للدلالة على الحب وحاجة الابن إلى النصح لقلة خبراته .

"يا صاح" أسلوب إنشائي (نداء ) أصله :يا صاحبي، وقد حذف آخر المنادى ،يدل على الحب وقرب المسافة بين المنادَى والمنادِي)

(اسمع وصايا) أسلوب إنشائي نوعه (أمر )غرضه النصح والإرشاد ،وهذا الأسلوب يدل على أهمية النصائح، وضرورة العمل بها ،وقد تكرر أسلوب الإنشاء في القصيدة كثيرًا.

(واحتفـلْ للفقهِ في الدِّين): أسلوب إنشائي نوعه (أمر )غرضه النصح والإرشاد، وفيه تصوير للاهتمام بأمور للفقه كالاهتمام بضيف عزيز أو مسؤول كبير تقام الاحتفالات لقدومه .

(ولا تـشتغلْ عنـهُ بـمالٍ وخَـوَلْ) أسلوب إنشائي نوعه (نهي ) غرضه النصح والإرشاد ،وفيه حث عدم الانشغال عن تعلم الفقه بالشواغل والملهيات من الحرص على جمع الأموال

(لا تكسل ) أسلوب إنشائي نوعه (نهي ) غرضه النصح والإرشاد ،ويوحي بقبح الكسل وضرورة الابتعاد عنه .

(فمـا أبعـدَ الخيرَ على أهـلِ الكَسَلْ) أسلوب إنشائي غير طلبي نوعه تعجب يدل على بعد المسافة بين الخير والكسالى .

(وما أحسنَ الشعرَ إذا لـم يُـبتـذلْ) أسلوب إنشائي غرضه التعجب يدل على صفة الجمال في الشعر إذا لم يكن غرضه اتخاذه وسيلة للتكسب .

المحور الثاني :الأساليب :( الشرطية)

"فمنْ يعرفِ المطلوبَ يـحقرْ ما بَذَلْ" أسلوب شرط يدل على التلازم بين الجواب والشرط ،وهذا يوجب على بذل غاية ما في وسعه.

" فـمنْ يُـحرَمِ الإعرابَ بالنُّطقِ اختبلْ " أسلوب شرط يدل على التلازم بين الجواب والشرط ،وغرضه البلاغي تشويه صورة من يلحن في الكلام بأنه يبدو كالمجنون .

المحور الثالث :الأساليب :(الخبرية )

"كلُّ من سارَ على الدَّربِ وصلْ" أسلوب خبري غير مؤكد ،فهي حكمة خالدة ثابتة طول الزمن.

"كم جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً" أسلوب خبري غير مؤكد ،يدل على استمرار حقيقة التفاوت بين العلم والمال .

(أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ)أسلوب خبري يدل على الاعتزاز بالمنهج الذي اختاره الرجل في حياته وبعده عن المناصب .

المحور الرابع:( أسلوب القصر )

لم يبقَ سوى مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ: أسلوب قصر وطريقته النفي والاستثناء ،وغرضه وفاء جميع الأفاضل ،وبقاء الأرزال .

إنما أصلُ الفَتى ما قـد حَصَلْ أسلوب قصر وطريقته(إنما)،ويدل على انحصار القيمة الحقيقية في الإنجاز على أرض الواقع .

المحور الخامس: التناص :

وفي قوله :اعـتبر (نحن قسمنا بينهم) تناص مع قوله تعالى في سورة الزخرف : أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ" آية 32

وفي قوله : تـلقهُ حقاً (وبالحـق نـزلْ)
تناص مع قوله تعالى في سورة الإسراء : وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا آية 105

المحور الخامس: البيان :

أولا :الكناية "خير الملل" كناية على الإسلام ذلك الدين العظيم .

ثانيا :الاستعارة

"جَمِّلِ المَنطِقَ بالنَّحو" استعارة مكنية فقد صور الكلام فيها بأنه عروس تزين ،والنحو بأنه زينة جميلة ،وفيه تجسيم للمعنويات ،مما يقر بها الأذهان .

ولازمْ مذهبي: استعارة مكنية فقد صور مذهبه وبعده عن المنصب والزهد بإنسان فاضل ينبغي أن يُلازم .

المحور السادس بلاغة البديع :

في قوله "تخفِضُ العاليْ وتُعلي مَنْ سَفَلْ" مقابلة توضح المعنى وتبرزه ،وتصور التناقض بين أقدار الناس وأحوالهم في الدنيا.

في قوله :

كمْ شجاعٍ لم ينلْ فيها المنى * * * وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ
مقابلة توضح المعنى وتبرزه ،وتصور التفاوت الكبير بين أقدار الناس الحقيقية وحظوظهم الدنيوية .

في قوله (أصلي وفصلي ) جناس يعطي الكلام جرسا موسيقيا عذبا.

وفيه طباق في المعنى يؤكد ضرورة الاعتماد على النفس لا على الآباء أو الأبناء .

المحور السابع بلاغة المفردات *في قوله "جمعت حكما " كلمة حكما جمع ونكرة لتدل على أصناف الحكمة التي سيسوقها ،وكونها نكرة دلالة على تفخيمها وتعظيم شأنها.

تنكير كلمة (يد )في قوله : (أنـا لا أخـتارُ تـقبيلَ يدٍ قَـطْعُها أجملُ مـن تلكَ القُبلْ)للتحقير

تنكير كلمة (غايات )في قوله : وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ يدل على تنوع المنافع التي يحصل عليها هؤلاء الجبناء .

تنكير كلمة (غنى )في قوله : وجبـانٍ نـالَ غاياتِ الأملْ يدل على التحقير ،فالشجاع لم ينل أدنى حظ من حظوظ الدنيا .

كم في قوله "كم جَهولٍ باتَ فيها مُكثراً" خبرية تفيد الكثرة

وجهول صيغة مبالغة على وزن فعول تدل على شدة الجهل .

(أبدا ): تأكيد للنهي عن التفاخر بالحسب القديم أو الفرع الجديد ،وتنبيه على استمرار ذلك النهي أبد الدهر .

خصائص أسلوب الشاعر: يتضح لنا من هذه الأبيات ملامح شخصية شاعرنا ابن الوردي ومميزات أسلوبه الشعري حيث يتميز أسلوبه بعدة خصائص أبرزها : الألفاظ السهلة ،والمعاني الواضحة ،المحسنات البديعية الكثيرة غير المتكلفة ،التشويق وإثارة الذهن من خلال الإكثار من الأساليب (الإنشائية).





المراجع :

د. بدر عبد الحميد هميسه، شاعر وقصيدة (10)،لامية ابن الوردي، موقع صيد الفوائد

صلاح المنياوي ،وساهر حسن ،المرشد في الأدب والنصوص والمطالعة ،القاهرة ،دار الكتب الأزهرية 2020م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى