ميلود خيزار - الجريمة... وما بعدها

- الغوغائية ... تغلغلُ الجناة وسط الحشود، و "إثارة" الغضب و تصعيده و توجيهه نحو الضحية و استغلال "فورته" لتنفيذ الجريمة البشعة.
- تبادل الأدوار و المهامّ .,. بشكل "مدروس"، ما يدل على وجود "تنظيم" و ربما تدريبات و تجارب فـي تسيير الحشود.
- منتهى الجبن: التغوّل و التكالب "الجماعي" على إنسان أعزل، و عزله عن أي أذن صاغية أو عين واعية أو ضمير إنساني حيّ، بحرمانه من الدفاع عن نفسه و لو بالكلام (خشية أن يثبت براءته). الإجهاز عليه بكلّ وحشيّة.
- الحرص الشديد على "تجريده" من أي وسيلة اتصال أو تخزين معلومات. و كأن هناك ملابسات أخرى يجب "محوها" و إتلافها. (كأن وراء الجريمة جريمة أخرى يجب دفنها).
- الـقتل البطيء : العزل، العجز، الخوف، المساومة، الشتم، الضّرب العنيف، السّحل، الذبح، كم عانت الضحية قبل أن تسلم "الرّوح"، و برغم ذلك تواصلت "الهمجية" بالحرق و التمثيل بها. –
- تحتاج هذه "القتلة" كمّا "هائلا" من الحقد و القسوة و سنوات من التلقين العقائدي الفاسد و من الشحن العاطفيّ و الأيديولوجي الأعمى تجاه الضحية "الرمز". تحتاج عزلا تامّا للجناة، و لمدة طويلة، عن البيئة الفكرية و الإنسانية و الأخلاقية و التربوية السليمة.
- فـي الجريمة "يكون الجناة" قد ذبحوا "رمزيات خطاب هوياتي عابث" بكلّ الأعراف و المقدّسات و القيم. و نكّلوا "بجثة" المظلوميّة الانتهازية التي رُفعت كشعار و استغلّت كأداة لابتزاز نظام عنيف و لسلطة "ضعيفة " بحكم انعدامها للشرعيّة. فـي الجريمة سقطت أخر "ورقة توت" تحمي عورة "إيديولوجيا عنصرية"، شلّت عقول شباب ضائع موعود "بجنّة" وطن "متخيل" رسمه لها بدقة "مخطط كولونيالي" لا يقل عنها "حقدا و همجية".
- أين أختفى محلّلو "العشريّة الحمراء" ؟ مِن متخصّصي "علم النّفس التحليلي" و "علم الاجتماع" و "علم النّفس الاجتماعي" و خبـراء "الحركات الإرهابية" الذين استنجدت بهم منابر "التحريض الأيديولوجي" المنغمس في "الفتنة"، و من "أدباء" الدّرجة الرابعة" العملاء، المتكالبين على قيم و ثقافة المجتمع الجزائريّ ؟ الذين كانت، و لا تزال، تضجّ بهم وسائل إعلام "الحقد الإيديولوجي الأعمى" ؟
أين هم من مظاهر "عنف العقائد الفاسدة" و منصّات و منابر و فعاليات "التحريض على الكراهية و العنف" ؟ أين هم أولئك المحلّلون و "الفهامجية" المفوّهون، الساخرون من قيم هذا المجتمع و بنياته الفكريّة و الرّوحية "الأصيلة و النبيلة"، التي كانت مرجعية صلبة في تحرير هذه الأرض من أبشع احتلال عرفه التاريخ المعاصر ؟
من يهدّد المجتمع في عوامل تماسكه إنما يهدّد الدولة ذاتها، ذلك أن مصير الدولة مرتبط بثلاثي الاقليم و الشعب و النظام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى