تطلع إلى كف يدي هنيهة!!
بدت تعبيرات وجهه جامدة... ثابتة وكأنه لا يعبأ بأي شيء.
شيء واحد لم يستطع أن يخفيه، نظرة عينيه العميقة المشوبة بحزن غامض سحيق:
أنت تبحث عن شيء، ولن تجده أبدا، أتظن أن السعادة في ذلك؟!
نظرت إليه والدهشة تعتريني... لم أستطع أن انبس بكلمة.
تطلعت إليه في قلق، وددت لو اذكر له كل حكايتي... أن أروى له، دون خوف أو تردد،
ولكن ماذا أقول له...ومن أين أبدأ حكايتي الحزينة؟!
هو يرتدي بذلة سوداء أنيقة،يضع فوقها معطفا أسود ،وكنا ليلا ،و هواء البحر يداعب معطفه الحريري، فيجعله يتطاير من خلفه ، وكأنه جناحي طائر يوشك أن يحلق، و هو ينظر إلى شبكة خطوط يدي، ثم لا يلبث أن يتطلع خلسة إلى السماء، المزدانة، بالنجوم.
قال لي :
مشكلتك كما أرى عجيبة، أنت تبدو كتمثال لجسد بشرى ، وكأنك جزع نخلة خاوية.
ازدردت ريقي الناشف في حلقي، واصل حديثه :
أتظن أنك قد منحتها كل شيء؟!
قلت معاتبا :لماذا تعيديني إلى
أكثر لحظات حياتي تعاسة،؟!
صاح بي، وهو ممسك بيدي، بينما كان ينظر إلى البحر الذي لم تهدأ أمواجه :
تتعذب لأنك تملك كبرياء مزيفا ، وهي قد قيدتك كأسير حرب، فصرت تظن أنك تهرول هاربا منها ،وأنت في الحقيقة لازلت قيد الدوران في فلكها.
همست :هي لا تستحق سوى الموت،
أحببتها وعذبتني، حتى أنني صرت لا أرى الدنيا إلا بمنظارها، ولا أشعر بالسعادة الا معها، ولا أدرك أنني أحيا الا من خلالها.
قال في حدة : لعلك تظن أن امتلاك امرأة ، متعة ليس لها مثيل؟!
ترك كف يدي فجأة وكأنه قد قرأ كل أفكاري حتى صرت له كتابا مفتوحا.
تطلع إلى البحر قليلا ثم قال :
الغيرة نار تحرق صاحبها، وأنت يجب أن تعرف أنها ليست ملكك، ولا ينبغي لها أن تكون ملكا لأحد.... مشكلتك الحقيقية أنها صارت هدفا مستحيلا.
ضرب رمال الشط بقدميه بعنف ثم نظر في عيني بقوة وهو يتمتم:
الحياة ستستمر، بك أو بدونك.
حاولت أن أبتسم له، وأن أقول له أن يتوقف عن الحديث، وأنني سوف أمنحه مبلغا ماليا كبيرا نظير قراءة كفي.
عاجلني متسائلا :
اتحسب انك حقا ضحيتها؟!
قلت بسرعة : وهل في هذا شك!! ؟
ولكنه قال :
عذابها هي يفوق عذابك،وعذاب من يفهم ليس كمثله ألم.
نظرت إليه في دهشة ثم قلت له :
هي كاذبة.
نهرني بقوة :
لا...
إنها لم تكذب عليك يوما، ولم تخدعك قط، ولكنك الذي لم تفهم، ولم تقبل سوى أن تكون، الأشياء كلها في إطارك انت ، وكأنها هي والحياة ملك ليمينك، تمضي كيفما تشاء ،فمن تكون أنت يا هذا ؟!
ألا تدرك أن ثمة أشياء لا نصنعها نحن؟!
أشياء، لا تباع ولا تشتري، أشياء أنت لم تبصرها،و لن تبصرها.
أشياء منذ آدم وحواء.
صحت به :إذا كانت قد أحبتني حقا فلماذا الفراق؟!
جعل يتمتم في استياء :
لا جدوى من الحديث معك!!
أخرجت إليه مبلغا ماليا كبيرا ، وحاولت أن أضعه في جيبه، الا انه دفع يدي بقوة ، وهو يهم مبتعدا عني.
صحت به:
يا رجل، لماذا لا تأخذ أجرك.؟!
اشاح بيديه في حدة، و ركب سيارة فارهة سوداء، لا أدري، كيف دلفت إلينا ، وكيف تمضي بيسر، دونما أن تغوص عجلاتها في رمال الشط الكثيفة الناعمة، وقبل أن تنطلق به السيارة، انزل زجاج النافذة حتى المنتصف ثم قال
في حزن : في قديم الزمان ، ثمة نجمة من السماء الدنيا، قد وقعت في خطيئة كبرى، وأحبت ، شخصا من بني آدم ، وهو قد خطف بصره نورها، فود لو كانت ملكاخالصا له ، دونا عن أي أحد غيره،
، و لكنها كانت تعلم جيدا
أنه إذا صعد إليها، فسيحترق، وأنها هي إذا هبطت إليه ستتحول في لحظة إلى كومة رماد.
بدت تعبيرات وجهه جامدة... ثابتة وكأنه لا يعبأ بأي شيء.
شيء واحد لم يستطع أن يخفيه، نظرة عينيه العميقة المشوبة بحزن غامض سحيق:
أنت تبحث عن شيء، ولن تجده أبدا، أتظن أن السعادة في ذلك؟!
نظرت إليه والدهشة تعتريني... لم أستطع أن انبس بكلمة.
تطلعت إليه في قلق، وددت لو اذكر له كل حكايتي... أن أروى له، دون خوف أو تردد،
ولكن ماذا أقول له...ومن أين أبدأ حكايتي الحزينة؟!
هو يرتدي بذلة سوداء أنيقة،يضع فوقها معطفا أسود ،وكنا ليلا ،و هواء البحر يداعب معطفه الحريري، فيجعله يتطاير من خلفه ، وكأنه جناحي طائر يوشك أن يحلق، و هو ينظر إلى شبكة خطوط يدي، ثم لا يلبث أن يتطلع خلسة إلى السماء، المزدانة، بالنجوم.
قال لي :
مشكلتك كما أرى عجيبة، أنت تبدو كتمثال لجسد بشرى ، وكأنك جزع نخلة خاوية.
ازدردت ريقي الناشف في حلقي، واصل حديثه :
أتظن أنك قد منحتها كل شيء؟!
قلت معاتبا :لماذا تعيديني إلى
أكثر لحظات حياتي تعاسة،؟!
صاح بي، وهو ممسك بيدي، بينما كان ينظر إلى البحر الذي لم تهدأ أمواجه :
تتعذب لأنك تملك كبرياء مزيفا ، وهي قد قيدتك كأسير حرب، فصرت تظن أنك تهرول هاربا منها ،وأنت في الحقيقة لازلت قيد الدوران في فلكها.
همست :هي لا تستحق سوى الموت،
أحببتها وعذبتني، حتى أنني صرت لا أرى الدنيا إلا بمنظارها، ولا أشعر بالسعادة الا معها، ولا أدرك أنني أحيا الا من خلالها.
قال في حدة : لعلك تظن أن امتلاك امرأة ، متعة ليس لها مثيل؟!
ترك كف يدي فجأة وكأنه قد قرأ كل أفكاري حتى صرت له كتابا مفتوحا.
تطلع إلى البحر قليلا ثم قال :
الغيرة نار تحرق صاحبها، وأنت يجب أن تعرف أنها ليست ملكك، ولا ينبغي لها أن تكون ملكا لأحد.... مشكلتك الحقيقية أنها صارت هدفا مستحيلا.
ضرب رمال الشط بقدميه بعنف ثم نظر في عيني بقوة وهو يتمتم:
الحياة ستستمر، بك أو بدونك.
حاولت أن أبتسم له، وأن أقول له أن يتوقف عن الحديث، وأنني سوف أمنحه مبلغا ماليا كبيرا نظير قراءة كفي.
عاجلني متسائلا :
اتحسب انك حقا ضحيتها؟!
قلت بسرعة : وهل في هذا شك!! ؟
ولكنه قال :
عذابها هي يفوق عذابك،وعذاب من يفهم ليس كمثله ألم.
نظرت إليه في دهشة ثم قلت له :
هي كاذبة.
نهرني بقوة :
لا...
إنها لم تكذب عليك يوما، ولم تخدعك قط، ولكنك الذي لم تفهم، ولم تقبل سوى أن تكون، الأشياء كلها في إطارك انت ، وكأنها هي والحياة ملك ليمينك، تمضي كيفما تشاء ،فمن تكون أنت يا هذا ؟!
ألا تدرك أن ثمة أشياء لا نصنعها نحن؟!
أشياء، لا تباع ولا تشتري، أشياء أنت لم تبصرها،و لن تبصرها.
أشياء منذ آدم وحواء.
صحت به :إذا كانت قد أحبتني حقا فلماذا الفراق؟!
جعل يتمتم في استياء :
لا جدوى من الحديث معك!!
أخرجت إليه مبلغا ماليا كبيرا ، وحاولت أن أضعه في جيبه، الا انه دفع يدي بقوة ، وهو يهم مبتعدا عني.
صحت به:
يا رجل، لماذا لا تأخذ أجرك.؟!
اشاح بيديه في حدة، و ركب سيارة فارهة سوداء، لا أدري، كيف دلفت إلينا ، وكيف تمضي بيسر، دونما أن تغوص عجلاتها في رمال الشط الكثيفة الناعمة، وقبل أن تنطلق به السيارة، انزل زجاج النافذة حتى المنتصف ثم قال
في حزن : في قديم الزمان ، ثمة نجمة من السماء الدنيا، قد وقعت في خطيئة كبرى، وأحبت ، شخصا من بني آدم ، وهو قد خطف بصره نورها، فود لو كانت ملكاخالصا له ، دونا عن أي أحد غيره،
، و لكنها كانت تعلم جيدا
أنه إذا صعد إليها، فسيحترق، وأنها هي إذا هبطت إليه ستتحول في لحظة إلى كومة رماد.