حميد العنبر الخويلدي - جدلية الطين والذاكرة في انساغ فيصل فيصل

ابو حجّار......نسغ
محنّاية.......نسغ
هيام ....نسغ
رُقُمٌ حدّدَ اتجاهاتها المبدع ذاته ،،وبطريقة
تدوينية خاصة به ، فلو كان سومريا لحفرها على خدود الحجر وصِفاحِه.. وكان نحسبُهُ على الافصاح الحضاري البِِكْر..ولكنه من خليقة الافصاح السابع هويةً وعصرنةً، وبين اواخر القرن العشرين ومقدمة الواحد والعشرين....
والتي ننوي بها فهمَ وتفسيرَ الحقبة التي نحن بها من اننا اصحاب وجود
وريادة وحتما هي لنا مؤكدا بالحساب الظني والافتراضي...اعتباريا ، سيما وانَّ تاريخنا مبوّب كالسجل...وهذا لاشك به من وجهة نظرنا..
ولرب سائل يسأل ...ماهي هذي الافصاحات التي يكشف عنها المقال
ولو بشكل مختصر...
نقول نعم وحسب علم اصحابنا.
ان الزمن صيرورات اعني التاريخ
وحاصل حركته النوعية وفعله الجمالي..ولا من غلط او شطط او تشويش..وان كان فهذا في جزئيات النظم داخل فحوى الكليات وتباطيء نتايجها..ولذلك اسباب ومسببات...
انما الصيرورات معايير كونية من لدن وجودي سائد وبائد
وحسب مبدا المناقلة والتناوب والقفزات. شهدنا على ماسجله الانسان والزمن على هذه الارض..
ولعل الافاصيح..بين الاول والسابع هي خمسة..فالثاني هو الافصاح الادبي...وعلى ذروته تتربع المعلقات.
والثالث هو الافصاح الروحي وعلى ذروته يتربع القران الكريم..
والرابع هوالافصاح العلمي زمن الخليفة المامون ويتجلى في بيت الحكمة...
والخامس افصاح الاصالة ويتجلى على قمته وذروته الشاعر العظيم ابو الطيب المتنبي...
ذكرنا ذلك وهو قول من حققوا واشاروا.....ولتبيان انَّ لكل مرحلة
مزاجا خاصا ننطلق من خلال منطلقاته وصفاته...
فانساغ فيصل فيصل.. وهذا عنوان
دراستنا ..مرايا تحمل انعكاسات الفعل الديالكتيكي الناجز في
اوراق الافصاح السابع والذي نحن منه واليه..وهي تجليات موسوعة فكر
ووعي تاريخي يتحرك بين العام وبين الخاص..
فمن منطلق الثورات الكبرى وانبعاثات الادب وتسجيل
لوائحه في عصرنا ...وازمات الايماني في مؤسسات ديننا واطراداتها الى الان..
واخر اطرادات الممكن في الساحة..
نركّز على ماتناوله الشاعر التنويعي
فيصل فيصل
نقدا وتحليلا ..صبغةً وعمقاً ..ودالُّنا عبارتُه ذاته...
عسى نرسم خريطةً ووجها لجمال نفترضه من اجل سعةِ محدثٍ نقترحُها على بساط خصوصياتنا
الفكرية والفلكلورية...
بدا الفيصل بنحت صِفاح الهرم
من خامة هاجسية اولا ارهاصية تحركت به ..دفعها التذكّر والحنين ..ولربما كان مارّا بسيارته ضحى من مفترق طريق ارض جده وابيه الملقب
بالحجّار...نعم تامّل ومن على
جدول نضّاخ نظر وبتركيز الى مويجات التيار المسرع اذ جلب انتباهه ، كيفية
تكسُّرِ جسدِ المويجة..اذ تنهار ذاتيا
وتصبح من زمن الماء بعدما كانت صورة على السطح الازرق..
هنا لمع في ذاكرته صيرورة الحجار
وكيفما كانت سائدةً حيث تمثلها الجدل الوجودي وتمثلّته..
وهل بقاءها عنيد ام سهل ابّانَ تكسرها وفناءها. .وهل به ذهابٌ مستريحٌ يشيّعُ موكبا ومهرجانا للحجّار..ام كان صهيلَ فرس وبيرق
ومنها حصل الوداع...
وذهب اهابٌ وحلَّ غيرُهُ ...ومَنْ هذا الذي هو غيره.....؟ نظر للماء ثانيةً
جاءت موجةٌ اخرى يحثُّها السيرُ اطّرادا ..توقّف فرك عينيه...
فزَّ في فاكرته انه هو ولكن على اي الطرق جاء فيصل..انه التوالد المستمر للسلالة في العلني وفي المستترنقصد الغيبي ذي البركات..
( لااجدُ في يد الهاجرة
اصابعي الناعمة...
ربما توهم ابي فعصدها مع سنينه العابرة...)
عصدَها هذا الاداء اللفظي... بمحلية الاستخدام السابح بملح اللسان الجنوبي لريح ميسان...هو الجدل بمعناه الفيزيامجتمعي..
فلعل المشاهدة لمويجة صدر النهر ومفارقتها في اللحظة واتيان المويجة الثانية .. ( هدم وتكوين ثم هدم ..عدم ووجود ثم عدم..) المصطلح لنا نعم
هذا قانون العصد ومااشار به اللعيبي الصغير ...
التفت الفيصل وبمجرد ان داخلته عصفورة. زقزقت على طرف غصن مال لطراوته ما كان يتحمل ثقلَها..
فجعل ذات القانون هو نفسه الذي في الماء ...مويجة نشيطة تتكسر وتولد مويجة مكانها
وتستمر الحياة وهكذا
هو ذاته الغصن الطري تخارج من الصلب الذي هو منه وامتداده..فكل ناعم من خشن قبله وكل مايع من صلب قبله..وهكذا وحتى صوت العصفور المسموع انفلت من ساكن قبله. حتى سمعه فيصل..
هنا تذكر عمّتَهُ محناية اميرة البيضان.. بسبب ان العصفور كان انثى...
نعم الهاجس يقول هذا اهاب جليل لوّح من البعيد القصي..انها صورة ام جرغد الملفوف...وهذا نسغ جارٍ في كيانات المبدع..يحمل نكهات وامازيح افصاحه..وهو السابع لاننسى حتى ان فيصل الشاعر رمز افصاحي وشاهد على دفاتر الموسوع السابع
يكفيكم...وهذا خطاب
( من قلقلة النحيب بصوتها العذب
موسيقى تشيّعُ اوتار الجفون
بالدمع المالح
وماكان رحيق يتمرمر بالحنظل
كما لو اني خارج الجسد
اتلمس الاشياء
مفتوحٌ
تنفلق مظلة عمياء ترمم عطب تهالك
السنين...وانا في الفراغ
اتدندل
من اعلى الاختلاف..)
انظر الصورة كم هي عميقة حاملة لصفات عصرها السابع عصر الاعتبار
الذي أهّلَ نشوراته ووزّع ونوّع في شفراته ..والى الان يصطرع جدلا
ويثبت انه الباقي بعد الهدم الحاصل
الحتمي للكينونات..
انه وريث رباط وحاصل وجودي مرصود بالقدري..
هنا عندنا في مكاننا وزماننا ( نظرياتٌ اربع ..فكرية اثنان
منها صناعة الله وبقدرة الله..) والباقي
منها صناعة عقل دهقان وغرف مغلقة..) ولا افسر للمتلقي اكثر
والنتيجة...
قاتل ...شارد......
ومقتول......يُدفَن
وراع مسؤول عن رباط المكان والزمان..وهنا ركّز مَنْ هو...؟واي جينات فيه..يلبس وجها اسمرا لرغيف الحنطة محبوب
والرابع يفنى حسب قانون الحتمية التاريخية...واظنه هرتزل وسباسب لحيته اللعينة..
ولا ارغب التفسير اكثر فلعلي اجد جمالا بالتلغيز..
هنا تدندل فيصل فيصل من اعلى برج الاختلاف..
(كيف لعيني الهاربة ان تحدد ملامح ااوداعات
وحياتنا الغارقة تتصادم بالحجر..)
هنا يرسم المبدع ايحاءات ازمة الوجود الذي نحن فيه..
اخرا شبت الظهيرة بفيصل وهو يعترك بهاجس التكوين والصيرورة
بين الحجّار ابيه وبين محنّايه عمّتٍهِ
طفح فيضٌ وجدانيٌّ
ابعد عنه تصور الفلسفة واستدعى مباشرة
طورا لمسعود العمارتلي
وقليلا من نكهة المحمداوي
عاش رغم الترف البغدادي وهو يستاف ريح المعن من غرين قريب بلله ماء
بكى ثم بكى
ونادى...ياهيام ..الموت الذي جاء باكرا..لم يطرق الباب
ولم يستاذن الارحام
اتاك وانت بانيق الثياب تمرحين
وعلى هذا الانين والحنين فاضت دمعات عيونه فانطفأ حامي الوجد ،
..واي دمع لا يبلل اللحى..
وسكت..
واي سكتة هذي الذي اخذته الى اعماق الدهليز..
راى من البعيد وعلى طريقة زرقاء اليمامة..كيفيات مثل النجوم..حملق ليفسر ويتبين
له صورا وفصولاً..ولكن حجاب الرحمة اهاب به فاستتر عنه واستغشاه..وقال ما لك لك
وما للاخرين للاخرين....
العباسيون كانوا بعيون الامويين
نوعا من الخوف والعصف. ولكن لا يمنعهم من الحلم والسؤدد..
فتحوا الامصار وبنوا القواعد ودوّنوا وحتى حفظوا اوليات الحرف.. ومسلة الحب العذري
فلعل بثينة وعزة وليلى..عقد من الماس في معصم العربيات..
وهكذا كان فيصل يحرك جدل الايام في هجرته
ويحرك رموز سريرته بين دمع وحنين وذكرى..
....................


حرفية نقد اعتباري
.............ا.حميد العنبر الخويلدي
،،العراق،،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى