ظَلّ صامتاً رغم زحام الكلام، وصراعه فى الأجواء الرمادية، المترامية الأطراف، على مد البصر عند حدود اللاشىء.
طَوَى المسافة بنظرات عينيه العائدتين من هناك ، مٌتخطية أمواج البحر الثائر، يمرر ذاكرته عبر حكايات ماضٍ زائف لا يملك منه شيئاً غير أنه عايشه لدرجة التوحد وهو لغيره.
واليوم وفى هذه اللحظة تساقط منه مع سقوط عينيه عمودية على صفحة الماء، عند التطام الأمواج بالسفينة المسافرة من الشمال الى الجنوب، عندها رفع عينيه ثم قال: اليوم لاجديد كنت مجرد هامش فى حياة، كل من عرفت مجرد هامش أنا.
ظل يرددها فى استسلام حتى ثار عند قطع السفينة للحد الفاصل لمياه البحر المتوسط ومياه النيل، فوضع هو الحد الفاصل بين أن يكون .. هناك على الشاطئ ينتظر الأمواج تصدمه ليعلم أنه لازال حياً، وبين أن يلقى بنفسه فى تجربة الأمواج يكون لها حد الموت .. وقد اختار أن يكون.
استند بمرفقه على حافة السفينة، مثبتاً رأسه بإبهامه الذى دكه أسفل ذقنه وتساءل: من أين أبدأ؟ انتابته نوبة من نوبات دوار البحر، أفقدته توازنه بضعة دقائق، بعدها وثبت اليه الإجابة كالسيل "نفسك".
غاص فى القاع وجد الفراغ، خرج يستنشق الهواء .. قررأن يفسر الأشياء.
سكب الألوان تداخلت بفرشاته الصغيرة فتجانست وتحاورت بعدها "تمرسمت" فماً مفتوحاً ابتلع الفرشاة الصغيرة واختفى .
خاف التيه أو النسيان، فصل الألوان ولملمها كلاً فى زجاجته وبدأ التخطيط للرسم بقلم رصاص.
رسم وردة، تساقطت أوراقها من قوة ضغطه على سن القلم، مزق الورقة وفى أخرى رسم هرما، ظل أمامه يتأمل أحجاره حتى المساء تقوقع ونام .
فى الصباح حدد إطار برواز، دخل فيه وترك الأخر خارجه يقيم مستوى الرسم فكان صفراً.
عاود الرسم بالقلم الأسود حدد الوجه وبـ "الكاتر" فصل الزائد "فتزحزح" الوجه الى اليمين .. ثم الشمال . ثم .. حتى حاصره "الكاتر" فى آخر ركن. عندها وبدون قصد خط "الكاتر" خطاً صنع ثغراً هرب منه الوجه .
مات الآخر فى الخارج، وهرب الأول من الداخل .
بعبث كاتب ممزق الأفكار أمسك بالقلم الأحمر وخط اسمه حروفاً، ثم رسم عودا به وترا مفقودا وبجواره هامش فيه آخر مصلوب، و همس بصوت داخلى مزق ما كتبت.
طَوَى المسافة بنظرات عينيه العائدتين من هناك ، مٌتخطية أمواج البحر الثائر، يمرر ذاكرته عبر حكايات ماضٍ زائف لا يملك منه شيئاً غير أنه عايشه لدرجة التوحد وهو لغيره.
واليوم وفى هذه اللحظة تساقط منه مع سقوط عينيه عمودية على صفحة الماء، عند التطام الأمواج بالسفينة المسافرة من الشمال الى الجنوب، عندها رفع عينيه ثم قال: اليوم لاجديد كنت مجرد هامش فى حياة، كل من عرفت مجرد هامش أنا.
ظل يرددها فى استسلام حتى ثار عند قطع السفينة للحد الفاصل لمياه البحر المتوسط ومياه النيل، فوضع هو الحد الفاصل بين أن يكون .. هناك على الشاطئ ينتظر الأمواج تصدمه ليعلم أنه لازال حياً، وبين أن يلقى بنفسه فى تجربة الأمواج يكون لها حد الموت .. وقد اختار أن يكون.
استند بمرفقه على حافة السفينة، مثبتاً رأسه بإبهامه الذى دكه أسفل ذقنه وتساءل: من أين أبدأ؟ انتابته نوبة من نوبات دوار البحر، أفقدته توازنه بضعة دقائق، بعدها وثبت اليه الإجابة كالسيل "نفسك".
غاص فى القاع وجد الفراغ، خرج يستنشق الهواء .. قررأن يفسر الأشياء.
سكب الألوان تداخلت بفرشاته الصغيرة فتجانست وتحاورت بعدها "تمرسمت" فماً مفتوحاً ابتلع الفرشاة الصغيرة واختفى .
خاف التيه أو النسيان، فصل الألوان ولملمها كلاً فى زجاجته وبدأ التخطيط للرسم بقلم رصاص.
رسم وردة، تساقطت أوراقها من قوة ضغطه على سن القلم، مزق الورقة وفى أخرى رسم هرما، ظل أمامه يتأمل أحجاره حتى المساء تقوقع ونام .
فى الصباح حدد إطار برواز، دخل فيه وترك الأخر خارجه يقيم مستوى الرسم فكان صفراً.
عاود الرسم بالقلم الأسود حدد الوجه وبـ "الكاتر" فصل الزائد "فتزحزح" الوجه الى اليمين .. ثم الشمال . ثم .. حتى حاصره "الكاتر" فى آخر ركن. عندها وبدون قصد خط "الكاتر" خطاً صنع ثغراً هرب منه الوجه .
مات الآخر فى الخارج، وهرب الأول من الداخل .
بعبث كاتب ممزق الأفكار أمسك بالقلم الأحمر وخط اسمه حروفاً، ثم رسم عودا به وترا مفقودا وبجواره هامش فيه آخر مصلوب، و همس بصوت داخلى مزق ما كتبت.