ﺇﺿـــــــــــــﺎﺀﺓ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 1
ﻋﺬﺑﺎﺕ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺑﺸﺮﻳﺔ ، ﺷﺎﺀﺕ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﺳﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﺗﺘﺴﺎﻣﺮ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﺩ ﺍﻟﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ، ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ، ﺗَﻌِﺪ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺘﺰﺍﻝ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﻴﺮ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻝ ﺑﺂﻫﺎﺕ ﻣﺼﻠﻮﺑﺔ ، ﺍﻟﺤﺫﺭ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ، ﺩﻕ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺃﻭﺗــــﺎﺩ ﺧﻴﻤﺘﻪ ، ﻫﻤﺲ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻔﻀﻮﻝ ﻳﻬﺰ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻫﺰًﺍ ﻣﺨﻴﻔﺎً، ﺃﻟﻢ ﻳﺪﻙ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﺩﻛﺎ !
ﻟﺤﻈﺔ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻤﺨﻴﻠﺔ " ﻧﺎﺋـﻞ " ﺃﺿﺮﻣﺖ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ، ﺄﺻﺒﺢ ﻟﻠﺸﺮ ﺟﻨﺎﺣﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ، ﺇﺷﺘﻬﺎﺀﺍﺕ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻟﺴﺮﺑﻠﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻷﺷﻮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﻧﺎﺀ .
ﻣﺪﺧــــــــــﻞ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 2
ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ، ﻇﻠﻤﺔ ﺣﺎﻟﻜﺔ ﺗﺤﺮﻙ ﺃﻫﺪﺍﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ، ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺗﺘﻬﺎﻣﺲ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﺀ ﻣﺴﺘﺘﺮ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺍﻟﺜﺮﻯ ، ﺳﺮﻳﺮ ﻣﻨﻌﻜﻒ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﻓﺼﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ،ﺿﻮﺀ ﺍﻷﺑﺎﺟﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﻧﺎﺋﻞ ﻳﺸﻴﺢ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ، ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﻷﺷﻌﺎﻝ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻮﺭﻗﺔ، ﻳﻐﻔﻮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺍﻟﻘﺮﻣﺰﻱ ، ﻣﻨﺼﺎﻋﺎ ﻟﺠﺮﺍﺣﻪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺪﺛﺮ ﻛﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺫﺍﺑﻠﺔ
" ﺃﻧﺖ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻭﻟﻴﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ "
ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻔﺮﺍﺋﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺳﻨﻴﻦ
ﺗﻢ ﺗﻌﺼﻴﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺸﺮﻳﻂ ﺃﺳﻮﺩ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻗﻴﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ﺑﺸﺪﺓ ،ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ، ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﻫﻤﺴﺎﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﻴﺪ، ﺗﻔﺮﻋﺎﺕ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﺳﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻧﺎﺋﻞ، ﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺭﻋﺸﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ
- ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧـــــــﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ؟
ﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺕ ﻏﻠﻴﻆ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ : ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﻘﻬﻘﻬﺎﺕ ﻭﺿﺤﻜﺎﺕ ﺻﺎﺧﺒﺔ ، ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ، ﺑﺆﺱ ﻧﺰﻝ ﺑﻤﻈﻠﺔ ﻫﺎﺑﻄﺔ ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺳﻴﺨﻠﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ، ﺗﻨﻜﻴﻞ ﻭﺿﺮﺏ ﺣﺪ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ، ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺗﻤﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ،ﺷﻘﻮﻕ ﻭﺗﺠﺎﻭﻳﻒ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ، ﻳﺠﺮﻭﻧﻪ ﻛﻮﺭﻗﺔ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ، ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﻣﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻘﻮﺳﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﺸﺤﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻷﺳﻼﻙ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻴﻨﻄﻟﻖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ .. ﺻﺮﺍﺥ .. ﺻﺮﺍﺥ !
ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻗﺎﺣﻠﺔ .. ﺟﺎﻓﺔ .. ﺣﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺇﺧﺘﻨﺎﻕ ﺃﺑﺪﻱ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺍﺣﺔ ﺑﻬﺎ ﺷﺠﻴﺮﺍﺕ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻭﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﺘﻠﻄﻤﻪ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﻭﺳﺨﺔ ﺻﻔﺮﺍﺀ .. ﻃﺒﻌﺎ .. ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻣﺨﺮﺝ ﺗﻮﻗﻈﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻪ ﻗﺒﻴﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻓﺼﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﻣﺜﻴﻞ .. ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻟﻤﺨﺮﺝ ، ﺭﻓﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﻴﺴﺘﻴﺮﻳﺎ .. ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻓﻴﺤﺎﻭﻝ ﺻﺪﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ، ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺮﻓﻘﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺟﻬﻪ ،ﺑﺰﻏﺖ ﻧﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺘﻄﺒﻊ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ، ﺫﻭﺑﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﻤﺺ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺒﻬﺮﺓ ﺑﺇﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ﺧﻔﻴﺔ،ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺷﻌﻮﺭ ﺁﺩﻣﻲ ﺑﻠﻴﻎ ،ﻧﺎﺭ ﺗﺸﺘﻌﻞ .. ﺩﺧﺎﻥ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ .. ﺛﻮﺭﺓ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ .
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌــــــــﺪ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 3
ﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻃﻮﻋﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺟﺬﺏ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ،ﺇﺭﺗﻤﺎﺀﺓ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺿﺠﻴﺞ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺗﺆﺭﺥ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻠﺫﻭﺫ ،ﻟﺤﻴﺔ ﻛﺜﺔ ﺗﺪﻏﺪﻏﻪ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ،ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﻔﺸﺖ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﻏﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺔ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ، ﺃﺑﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﺪﻩ،ﻓﻤﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻷﺟﺶ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻬﺪ ﺧﺎﻃﺊ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻷﻗﺒﺢ ﻫﻮ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺳﺎﺑﻖ، ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻠﻮﺡ ﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻘﻌﻠﺔ ﺃﺭﺧﺖ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺔ ﺣﺎﻛﻠﺔ، ﻏﺒﻄﺔ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﺍﻟﻣﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻔﻈﺎﻇﺘﻪ ﻓﻴﺴﺒﺢ ﺟﻬﺎﻣﺔ ، ﻳﻠﻮﺡ ﻟﻪ ﺑﻌﺼﺎ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻸﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻘﻠﻌﺘﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺮﺳﻬﺎ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﺔ ،ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺑﻭﺛﻘﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺔ .. ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺘﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ .. ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺨﺘﻠﺔ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﺧﻔﻲ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﺑﺤﺎﺿﺮﻩ، ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺘﻴﻦ .. ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻔﺮ، ﻭﻗﻒ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ، ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﻬﺮﻭﻝ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺾ ﻛﻈﻴﻢ .. ﻳﻨﻬﺾ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻩ .. ﺗﺪﺍﻋﺒﻪ ﺍﻟﻬﻤﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﻌﺎﻛﺲ ﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻴﺮﺗﻄﻢ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ ..ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ﻟﻴﻌﺎﻧﻖ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻷﻋﺰﻝ .. ﻭﺩﺍﻋﺔ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﺑﺮﻣﻖ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﻭﻫﺪﻧﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻭﺳﻂ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻜﺪﺭ .. ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻠﻄﻒ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺒﺚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺠﻰ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﻧﻴﻦ ﺷﻖ ﺃﻧﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻞ ﺑﺎﻟﻬﻤﻮﻡ ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ،ﻟﺤﻈﺔ ﻫﺮﻣﺔ ﺇﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ،ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺗﺘﺠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﺱ ﻏﺮﻳﺐ ﻳﺘﻮﺟﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﻌﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻨﺰﻕ ﻧﻮﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻪ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻛﺜﻮﺭ ﻫﺎﺋﺞ .. ﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﻩ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 4
ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺷﻬﻘﺔ ﻣﺎﺭﺩﺓ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻓﺼﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ، ﻴﺠﺪ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺗﻪ ، ﻏﻤﻐﻤﺎﺗﻪ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻤﺰ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ " ﻧﺎﺋﻞ " ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺳﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻳﺘﻤﺪﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،ﺟﻤﺮﺓ ﺍﻹﻧﻘﺴﺎﻡ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ، ﻣﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ،ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﻨﻮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ،ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰـﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﻠﻮﺳﺔ ﺗﻨﺰﺍﺡ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺘﺸﻬﻲ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﻋﻤﺮ ﻓﺎﻥٍ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻷﻣﺲ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻭﻏﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ .
ﺧــــــــــــــﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ !
ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﺗﻴﻞ ﻣﻠﺤﻤﺔ إﻧﺴﺎﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﺇﻣﺘﺰﺟﺖ ﺑﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ﻭﺃﺷﺒﺎﺡ ﺗﺮﺳﻢ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻟﻸﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ؛
كتب ذات يوم من سنة 2009 /
حفيظة مسلك
* هوامش
ويلوتشيا هو إسم مشتق لإسم زهرة ﻭﻳﻠﻮﺗﺸﻴﺎ ﻣﻴﺮﺍﺑﻴﻠﺰ من أغرب النباتات في العالم و معروف عنها الصمود في وجه الجفاف والظروف القاسية لمدة 50 سنة.
ﻋﺬﺑﺎﺕ ﻣﺎﺭﻗﺔ ﺃﺑﻄﺎﻟﻬﺎ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺑﺸﺮﻳﺔ ، ﺷﺎﺀﺕ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻤﺳﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ،ﺗﺘﺴﺎﻣﺮ ﺍﻟﻨﻴﺎﺯﻙ ﺍﻟﻤﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﺩ ﺍﻟﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ، ﻧﺤﻮ ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ، ﺗَﻌِﺪ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺧﺘﺰﺍﻝ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﻴﺮ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﻓﻲ ﻟﻴﺎﻝ ﺑﺂﻫﺎﺕ ﻣﺼﻠﻮﺑﺔ ، ﺍﻟﺤﺫﺭ ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ، ﺩﻕ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﺃﻭﺗــــﺎﺩ ﺧﻴﻤﺘﻪ ، ﻫﻤﺲ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﻔﻀﻮﻝ ﻳﻬﺰ ﺍﻷﻓﺌﺪﺓ ﻫﺰًﺍ ﻣﺨﻴﻔﺎً، ﺃﻟﻢ ﻳﺪﻙ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ ﺩﻛﺎ !
ﻟﺤﻈﺔ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻤﺨﻴﻠﺔ " ﻧﺎﺋـﻞ " ﺃﺿﺮﻣﺖ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺗﻪ ، ﺄﺻﺒﺢ ﻟﻠﺸﺮ ﺟﻨﺎﺣﺎﻥ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ، ﺇﺷﺘﻬﺎﺀﺍﺕ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻟﺴﺮﺑﻠﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻷﺷﻮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﻧﺎﺀ .
ﻣﺪﺧــــــــــﻞ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 2
ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋﻄﻴﺔ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ ، ﻇﻠﻤﺔ ﺣﺎﻟﻜﺔ ﺗﺤﺮﻙ ﺃﻫﺪﺍﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ، ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﺗﺘﻬﺎﻣﺲ ﻓﻲ ﺧﻔﺎﺀ ﻣﺴﺘﺘﺮ ﺗﻨﺎﺟﻲ ﺍﻟﺜﺮﻯ ، ﺳﺮﻳﺮ ﻣﻨﻌﻜﻒ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﻓﺼﺎﺀ ﻻ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻤﻴﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ،ﺿﻮﺀ ﺍﻷﺑﺎﺟﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﻴﺨﻮﺧﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ، ﻧﺎﺋﻞ ﻳﺸﻴﺢ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ، ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﻷﺷﻌﺎﻝ ﻏﺎﺑﺔ ﻣﻮﺭﻗﺔ، ﻳﻐﻔﻮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺍﻟﻘﺮﻣﺰﻱ ، ﻣﻨﺼﺎﻋﺎ ﻟﺠﺮﺍﺣﻪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺪﺛﺮ ﻛﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻗﺔ ﺫﺍﺑﻠﺔ
" ﺃﻧﺖ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻹﺧﻼﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺗﻮﻛﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻭﻟﻴﺖ ﻭﺟﻬﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ "
ﺟﻤﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻔﺮﺍﺋﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﻮﻝ ﺳﻨﻴﻦ
ﺗﻢ ﺗﻌﺼﻴﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺸﺮﻳﻂ ﺃﺳﻮﺩ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻗﻴﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ﺑﺸﺪﺓ ،ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻫﺎ، ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻭﻫﻤﺴﺎﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﻴﺪ، ﺗﻔﺮﻋﺎﺕ ﺩﻣﻮﻳﺔ ﺳﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻧﺎﺋﻞ، ﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺭﻋﺸﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻕ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﺟﺒﻴﻨﻪ
- ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﻧـــــــﺤﻦ ﺫﺍﻫﺒﻮﻥ؟
ﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﺕ ﻏﻠﻴﻆ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ : ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻵﺧﺮ، ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﻘﻬﻘﻬﺎﺕ ﻭﺿﺤﻜﺎﺕ ﺻﺎﺧﺒﺔ ، ﺃﺻﺒﺢ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﻌﺎﺝ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ، ﺑﺆﺱ ﻧﺰﻝ ﺑﻤﻈﻠﺔ ﻫﺎﺑﻄﺔ ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺳﻴﺨﻠﺪﻫﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻭﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ، ﺗﻨﻜﻴﻞ ﻭﺿﺮﺏ ﺣﺪ ﺍﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ، ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺗﻤﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ،ﺷﻘﻮﻕ ﻭﺗﺠﺎﻭﻳﻒ ﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ، ﻳﺠﺮﻭﻧﻪ ﻛﻮﺭﻗﺔ ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ، ﻓﻴﺒﺪﺃ ﺍﻟﻣﻨﺘﺞ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻃﻘﻮﺳﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻴﺔ ،ﻳﺸﺤﻦ ﺟﺴﺪﻩ ﺑﺎﻷﺳﻼﻙ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻴﻨﻄﻟﻖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ .. ﺻﺮﺍﺥ .. ﺻﺮﺍﺥ !
ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻗﺎﺣﻠﺔ .. ﺟﺎﻓﺔ .. ﺣﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺇﺧﺘﻨﺎﻕ ﺃﺑﺪﻱ .. ﻓﺠﺄﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺍﺣﺔ ﺑﻬﺎ ﺷﺠﻴﺮﺍﺕ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻭﺑﺤﻴﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﺘﻠﻄﻤﻪ ﺑﻤﻴﺎﻩ ﻭﺳﺨﺔ ﺻﻔﺮﺍﺀ .. ﻃﺒﻌﺎ .. ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﻣﺨﺮﺝ ﺗﻮﻗﻈﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻮﺗﻪ ﻗﺒﻴﻞ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻓﺼﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﻣﺜﻴﻞ .. ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻟﻤﺨﺮﺝ ، ﺭﻓﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻟﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﺴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﻴﺴﺘﻴﺮﻳﺎ .. ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ ﻓﻴﺤﺎﻭﻝ ﺻﺪﻫﺎ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ، ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺮﻓﻘﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺟﻬﻪ ،ﺑﺰﻏﺖ ﻧﺠﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺘﻄﺒﻊ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ، ﺫﻭﺑﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﻤﺺ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺒﻬﺮﺓ ﺑﺇﻳﻘﺎﻋﺎﺕ ﺧﻔﻴﺔ،ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺷﻌﻮﺭ ﺁﺩﻣﻲ ﺑﻠﻴﻎ ،ﻧﺎﺭ ﺗﺸﺘﻌﻞ .. ﺩﺧﺎﻥ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪ .. ﺛﻮﺭﺓ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ .
ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌــــــــﺪ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 3
ﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻃﻮﻋﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺟﺬﺏ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ،ﺇﺭﺗﻤﺎﺀﺓ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺿﺠﻴﺞ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻤﺼﺎﺏ ﺑﻤﺨﻄﻮﻃﺎﺕ ﺗﺆﺭﺥ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻠﺫﻭﺫ ،ﻟﺤﻴﺔ ﻛﺜﺔ ﺗﺪﻏﺪﻏﻪ ﺗﺮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ،ﺷﻌﻴﺮﺍﺕ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﻔﺸﺖ ﻓﻮﻕ ﺻﺪﻏﻴﻪ ﻓﻲ ﻫﺎﻣﺔ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﻴﻦ، ﺃﺑﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺭﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﺪﻩ،ﻓﻤﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻷﺟﺶ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺪﺍﻣﻴﺔ ﻭﺿﻴﺎﻉ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻬﺪ ﺧﺎﻃﺊ ﻭﺍﻟﻌﺬﺭ ﺍﻷﻗﺒﺢ ﻫﻮ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ، ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺳﺎﺑﻖ، ﺗﺠﺪﻩ ﻳﻠﻮﺡ ﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻘﻌﻠﺔ ﺃﺭﺧﺖ ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺔ ﺣﺎﻛﻠﺔ، ﻏﺒﻄﺔ ﻏﻠﻴﻈﺔ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺰﻭﺭﻩ ﺍﻟﻣﺨﺮﺝ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﻔﻈﺎﻇﺘﻪ ﻓﻴﺴﺒﺢ ﺟﻬﺎﻣﺔ ، ﻳﻠﻮﺡ ﻟﻪ ﺑﻌﺼﺎ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﻟﻸﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺇﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻘﻠﻌﺘﻪ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺮﺳﻬﺎ ﻋﻴﻮﻧﻪ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﺔ ،ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺑﻭﺛﻘﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺔ .. ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻨﺘﺼﺒﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ .. ﻭﺟﻮﻩ ﻣﺨﺘﻠﺔ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﺧﻔﻲ ﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﺑﺤﺎﺿﺮﻩ، ﺃﺻﺒﺢ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺘﻴﻦ .. ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻔﺮ، ﻭﻗﻒ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ، ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺯﻟﻲ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻪ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﻬﺮﻭﻝ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺾ ﻛﻈﻴﻢ .. ﻳﻨﻬﺾ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻳﺮﻩ .. ﺗﺪﺍﻋﺒﻪ ﺍﻟﻬﻤﺴﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺗﻴﺎﺭ ﻣﻌﺎﻛﺲ ﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻴﺮﺗﻄﻢ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ ..ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ﻟﻴﻌﺎﻧﻖ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﺍﻷﻋﺰﻝ .. ﻭﺩﺍﻋﺔ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ ﺑﺮﻣﻖ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﻭﻫﺪﻧﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻭﺳﻂ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻜﺪﺭ .. ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺑﻠﻄﻒ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺒﺚ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺠﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺴﺠﻰ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ، ﺃﻧﻴﻦ ﺷﻖ ﺃﻧﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻞ ﺑﺎﻟﻬﻤﻮﻡ ﻟﻴﺴﺎﻓﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ،ﻟﺤﻈﺔ ﻫﺮﻣﺔ ﺇﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ،ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺗﺘﺠﻪ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﺇﺣﺴﺎﺱ ﻏﺮﻳﺐ ﻳﺘﻮﺟﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﻌﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﺲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻨﺰﻕ ﻧﻮﺑﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﺰﺑﺪ ﻣﻦ ﺟﻮﻓﻪ ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻛﺜﻮﺭ ﻫﺎﺋﺞ .. ﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﺁﻩ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ 4
ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺷﻬﻘﺔ ﻣﺎﺭﺩﺓ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﻓﺼﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ، ﻴﺠﺪ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺭﺗﻪ ، ﻏﻤﻐﻤﺎﺗﻪ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻬﻤﺰ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ ،ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺢ " ﻧﺎﺋﻞ " ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺳﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻳﺘﻤﺪﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ،ﺟﻤﺮﺓ ﺍﻹﻧﻘﺴﺎﻡ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ، ﻣﺮﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻮﺩﻳﻊ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻟﺜﻮﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ،ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ ﺑﻨﻮﺑﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ،ﻳﺮﻓﺾ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰـﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﻟﻪ ﺍﻟﻈﻞ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻫﻠﻮﺳﺔ ﺗﻨﺰﺍﺡ ﻣﻦ ﻋﺮﻕ ﺍﻟﺘﺸﻬﻲ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﻋﻤﺮ ﻓﺎﻥٍ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﻷﻣﺲ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻭﻏﺮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﻤﺒﻬﻢ .
ﺧــــــــــــــﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺝ : ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﺧﻴﺮ !
ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﺗﻴﻞ ﻣﻠﺤﻤﺔ إﻧﺴﺎﻥ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻰ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﺇﻣﺘﺰﺟﺖ ﺑﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺎﺯﻓﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ﻭﺃﺷﺒﺎﺡ ﺗﺮﺳﻢ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﻟﻸﻳﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ؛
كتب ذات يوم من سنة 2009 /
حفيظة مسلك
* هوامش
ويلوتشيا هو إسم مشتق لإسم زهرة ﻭﻳﻠﻮﺗﺸﻴﺎ ﻣﻴﺮﺍﺑﻴﻠﺰ من أغرب النباتات في العالم و معروف عنها الصمود في وجه الجفاف والظروف القاسية لمدة 50 سنة.