نَسْمُرُ على فانوس ملتهب، ننسى لهبَه الذي يطولُ ويطولُ فيتصاعد دخانُه من رأسه، شممتُ رائحةَ شعرِ رأسيْنا المحترق ، أسألُها وتسألُني عن الرائحةِ ، أضعُ يدي على رأسي، وتضعُ يدَها على رأسها فنصابَ بالذهولِ ونضحكَ ، نرشُّ الماءَ على الفانوسِ لنُطفئ شعلتَه ثم نُمسي على ضوءِ نجمةٍ بعيدة، تبردُ رؤوسُنا وندعو للنجمةِ الفاتنةِ بأن تبقى في السماءِ حتى تزولَ رائحةُ الاحتراق ، نغمضُ أعينَنا فلانرى الفانوسَ المضطربَ ولا تأتينا رائحةُ الشَّعَر ، سألتُها في الصباحِ عن النجمِ المتلألئ الذي أنقذَ ليلَنا، أطلقت بصرها نحوَ السماءِ فرأتِ الشمسَ والسماءُ بلا ليل، وضعتْ يدَها على رأسِها ثم فرَّت إلى الظلِّ وهربتُ معها، نظرنا إلى الفانوسِ المعلَّقِ بلا لهب، حرَّكتْه بيدِها وقد نضبَ وقودُه، لم ننتظر المساءَ لنشعله مع المغيب، فكرنا في حضورِ النجمةِ ليكونَ لونُ شعرِنا كالقناديلِ تعكسُ النُّورَ البعيد ، كبرتْ وابتعدتْ برأسِها عن الأرضِ أكثرَ ولايزالُ النجمُ في مكانِه لم يتغير ، جاءوا لنا بمصباحٍ بلا فتيلةٍ مشتعلةٍ ليتألقَ المكانُ، كلُّ المكان، قالت لي : الآن لن يشتعلَ شعْري وشعْرك، دعْنا ننظرْ إلى السماءِ والمصباحُ فوقَ رأسينا، نامتْ ورأسها على صدري فأضاء جبينُها كالمصباح، بقيتُ أنظرُ في وجهها تارة ، وتارة أتأملُ قنديلَ السماء ، عندما أردتُ أن أُطفئ المصباح أشرقتِ الشمسُ وأطفأتْ كلَّ شيء.