أسامة العيسة - موسق الموت وعزف للحياة..! زوربا، من حوَّل الموت إلى رقصة

ميكيس ثيودوراكيس، موسق زوربا، والموت-الرقصة، وعزف للحياة، والشعوب المقهورة.
زوربا اليونانيّ، واحد من أبطال الروايات النادرين الذين يكوّنون شخصياتهم المستقلة، حظي بتجسيد الممثل انطوني كوين (1905-2001)، لشخصيته على الشاشة الكبيرة، وبموسيقى ميكيس ثيودوراكيس، التي طنّت في أُذن العالم.
في مثل معظم الأعمال المأخوذة عن روايات، تبقى الأفضلية بالنسبة إلى كثيرين، إلى شخصية زوربا الروائية، التي خلقها، الروائي اليوناني نيكوس كازنتزاكس.
في مذكراته (تقرير إلى جريكو) التي نقلها إلى العربية، الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان، يتحدث كازنتزاكس عن زوربا الّذي: "علمني أن أحب الحياة، وأن لا أخاف من الموت".
موت زوربا صدم كازنتزاكس، الّذي تقلب في فراشه حتى اخترقته شمس الربيع، وأبانت عن منحوتة، كان والده علقها فوق رأسه: "هذه المنحوتة قد كشفت لي سر حياتي ببساطة مدهشة. وربما أنها كشفت لي سر زوربا أيضًا. كانت نسخة من حجر منحوت على قبر، تحتوي على محارب عار لم يتخل عن خوذته حتى وهو يموت. وكان المحارب راكعًا على ركبته اليمنى، وهو يعتصر صدره بكفيه، بينما ترفرف بسمة هادئة على شفتيه المطبقتين. كانت الحركة البهية لهذا الجسد المتين من نوع يجعلك تحار فيما إذا كانت الحركة حركة استسلام للموت أو حركة في رقصة. أم لعلها رقصة وموت معا؟".
يضيف كازنتزاكس "حتى لو كان الموت يجب أن نحوله إلى رقصة".
انبعث زوربا الذي حوّل الموت إلى رقصة، في رواية، يحلو للكثيرين وصفها بالخالدة. وشارك ميكيس ثودوراكيس، في موسقتها على الشاشة، ولعها كانت تطن في أذنيه، وتضرب قلبه، الذي سكنه كثيرون، ومنهم شعبنا المسكين، الضعيف، المفتت، وهو يذهب للقاء زوربا، وكازنتزاكس.




1630685363738.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى