شريف محيي الدين إبراهيم - الفراعنة

أتانى شخص ما لا أعرفه .!!
سألنى :
- أنت ..ما بالك حزين ؟!
قلت له :
- وهل يوجد شيء لا يدعو الى الحزن ؟!
- كل فرد يحصد ثمار ما زرعه ..ماذا تريدون ؟
هل تريدون حياة رغدة جميلة ؟!
فى مقابل ماذا ؟
هل أخذتم بالاسباب ...وتوقفتم عن غيكم وفسادكم في الأرض؟
لاتلوث النهر .....لوثتم
لا تقتل ....قتلتم
لا تسرق ....سرقتم
لا تشتهي زوجة جارك .....اشتهيتم.
نظرت إليه فى دهشة وأمرته أن يصمت إلا أنه واصل قائلا :
أنتم لا ترون الا أنفسكم فقط...ولا تواجهون الحقيقة .
صرخت فيه بقوة :
- من أنت يا هذا ؟
قل لى من أنت ومن أعطاك الحق حتى تتحدث هكذا ؟
نظر إلى فى ألم ثم همس فى حسرة :
- أنا هو أنتم كلكم بكل اختلافاتكم بكل خطاياكم بكل أنانيتكم ...
بكل كسلكم وإهمالكم ولا مبالاتكم ...
بكل ضعفكم وكرهكم وغروركم ...
أنا هو أنتم ...
ولكنكم لا تروني ...لا تبصروني حقا ولا تعلمون أنني موجود معكم منذ ألاف السنين ...
منذ رمسيس وموسي ....
منذ أخناتون ويوسف وإدريس....
باغتتني المفاجأة
صرخت : جدي العظيم .
نهضت كي احتضنه بقوة ولكني اكتشفت أني أمسك بلا شيء.
مجرد خيط دخان ....
طيف ..
أو سراب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى