حميد العنبر الخويلدي - تداعيات ابن زريق.. تحليق على هامش الضوء

وكما هي النظم المترتبة في الفن ، حيث أنَّ المبدع له عمر اعتباري تو يبزغ طلوعاً من عمره الوجودي تباعًا ، وهو الفني او ماتخصص به اذ ابدع ، شعرا او رواية او تشكيلا نحتاً أنغامًا وهكذا ، وحتى السياسي والفيلسوف والكل جميعاً ممن قدموا واجتهدوا للحياة على شاكلة خدمة الغرض ،
والآن وجها لوجه مع ديباجات /الشاعر علي الجياشي/ في ديوانه الثاني ( تداعيات ابن زريق) الصادر من بغداد من مطبعة دار الورشة الثقافية ٢٠٢٠،،
هنا في هذي المنصّات حياةٌ مستدامةٌ خالدة ،ثَبُتَ علي المبدع فيها ، ثبّتَ له عمرًا موازيًا، لم يَمُت هنا، استطاع ان يبصمَ في سجل الخلود والبقاء ، هذا عمر المبدع الحقيقي ، والا غير المبدع يموت كسائر العوام والخلائق غير المبدعة ، طال عمرك في نتاجاتك امْ قصر ، على عدد ماانتجت وبمقدار ما علت او هبطت المضامين ، كثيرٌ همُ المبدعون ولكن منهم في المعالي ومنهم يختلفون ، علا بهم النتاج ام هبط ، وهذا راجع للقدرة الواهبة في الذات السامية لديه وعلى قدر ما حظى،،
الجياشي في مجموعة ابن زريق مدهش الصياغات ، جزل العبارة ، حسن الألفاظ ، وهذي سمات لابد من توفرها ، بالاضافة الى سياق الواقعية الذي اتسمت به النصوص ،علي يكتب ويذرُّ ملح الارض على عبارته ،يصنع لها ذائقةً تُشْتهى ، ويستجلب لها بحكم الصنعة رؤى باهرة ،تلامس حس المتلقي، يجيد المكاشفة والسير على النحو المراد
ماكان في أسلوبه وعلى اغلب فعله ، غرائبيا تعتيمياً كيفما حلت به مسارات الأسلوب يطّرِحُها ليخلق جثمان الصورة التعبيرية،،عادةً نجد الجياشي حاملاً قضيته في اغلب مبانيه ومعانيه في النتاج ،يشكو ويحتج
ويتظاهر على طريقته يرى أمةً يرى وطناً وإنسانا بحاجة لحرية ،يشجب بشجاعة الفرد المجموع ،على طريقة الأنا الكلي او الجمعي،
نرى بعين النقد ان المجموعة نالت من البهارة والاهتمام في الوسط الأدبي ، تلقفهاالادباء ،ظنهم وثقتهم بتجربة المبدع الجياشي طوال ما هو في تواصله وتفاعله ، لم يغب عن محفل او يختفي عن حضور ، تجربة علي بها فرادة ونكهة، وهذا راجع لمنابع شعره وسقياه،
ستة وخمسون من المرايا الملونة رصفها بين الدفتين،،انها بستان من زمن وشجر لايموت ، هكذا هم المبدعون حضورٌ يتجلى ، ولاغياب يُحسَب له،،

حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى