حميد العنبر الخويلدي - قراءة في واغلق عليّ بّوابة الحلم للقاصّة هدى حجاجي احمد

(واغلق عليّ بّوابة الحلم)
القاصّة هدى حجاجي احمد ،،،،،،،مصر

لقد سرقوا طفولتي دون علمي كنتُ أشبهُ بساقية الأزهار البلاستيكية ..
أين سعادتي المزعومة ؟
لقد سرقوا طفولتي دون علمي و رقصنا دون توقف فوق الزجاج المكسور أين ألعاب طفولتي لم تعد موجودة ، ذهبت إدراج الرياح و قميصي الذي تمزق على أشجار الكرز .
لقد سرقوا طفولتي يا أمي، و بقيت تحت نوافذ اليتم..
طائرتي الورقية علقت في الحبال أين أحلامي الصغيرة التي تقاسمناها و كبرت عليها معك سقطت أحلامي علي مائدة الذئاب وحين بكيت لم تشاركني البكاء لقد سرقوا مني نافذتي بقيت بلا نافذة ...الحلم مثل رائحة الخبز و رائحة الحب و رائحة الموت ايضا آه من حلمي.. يضحك على آمالي كنت أصطحِب أوجاعي معي أينما إرتحلت كأمتعة اليهود
و قدري يسخر من صمتي لقد سرقوا حلمي ولم أعد أري غير وجه أمي في المرآة تقول لي لا تحزني ،إني أخاف عليكِ ، فحزنكَ يعصر قلبي ، وأنتِ فيه ، ظننتُها لحظة عابرة
لكنها تركت بداخلي أثراً لا يُنسى
كان ياماكان حلما جميلا تقاسمته معك وكبرت عليه يالها من معضلة يا أمي ماذا عن شبابي وطفولتي ؟
لقد سرقوا طفولتي دون علمي لقد نسيت شيئا، نسيت أنني مكسورة مثل الضوء لا أحدق في كثير من الأحيان أموت مثل الأوراق،.مثل بئر عميق وأحلام الرقص تأخذني باتجاه الهاوية، من نسيان ألايام التي تتلقى الأشياء والأيام التي تخنقني وأحلامي في الارتفاع، من الانهيار مثل أسرار البحر الرائعة للولادة بدء سماء جديدة في نهاية السماء،ماذا لو كان الحلم خطوة، والأمنية مجرد شعور.




*****


نص نقدي مقابل

القصة شتات ،،،
حتى تدخل مصيرها الجامع

نؤكد ومن خلال فهمنا ، ان فن الرواية والقصة الاساسيتين هما واقع كتبه الوجود والانسان بطبيعية عفوية ، او هو حاصل حركة الفرد وارتباطه بموضوعاته المتعددة منظمةً كانت ام عشوائيةً وهكذا هو حضور الشخوص في النتاجات ، اي انّ حضوراً كان لهم من قبلُ،
فبديهي انّ بهذه المادة المشار لها ، مايستحق الوقوف عنده ، باعتبارها خامة انموذج ، خامة تصلح لان تكون امثولة تُحْيي وتُجَدّدُ غيرَها ، وبحسب مايراه المبدع المؤلّف ، اي الكاتب ، او الناقد ومايستنتج من معادلات للجمال المعرفي والمثالي ، الذي نستبدل به المُستهلَك والرث من الكمي حولنا ، بنوعيٍّ جمالي اخترناه وهذّبناه وشذّبناه من الغث ،بتكويرة من الصفاء والبناء والمعنى الدال ،وهذا واجب الفنان ووظيفته
فالمُشَرّعُ له اخْذَةٌ وقبس من هذي الخامات ، والمؤرخ كذلك له ، والسياسي واغلب المناضلين والمفكرين لم يفوّتوا فرص الاقتباس من اداب القصص والروايات الممتازة، وخاصة المعاصرين منهم ،حتى ليكادوا اعطوا آراءًا فذّةً من الفكر والتنظير بالفن ومن خلاله بالفلسفة والمنهج ،
هذا الواقع القصصي نقول انه نثار قبلَ تثبيته بصفحةِ خيال الكاتب. او باوراق الكتاب الذي يحتويه ويعود له ،
نعم انه ، واقع منثور مبعثر موزّع حسب تحرّك البطل يومها ، وفي يوم ما كان به مرصودا ولا مُتابَعاً ، اذاً نقول ان مادة القصة وكل فن تعبيري رواىئي كان واقعاً سلبياً في الطبيعة لحد ما جاء الفنان المُجيد ليحرره من رواسبه وشوائبه ، ليختزله ، فيجري عليه علمه الاحفوري ، ليظهره ويصهره بحمّى سبق وان درسناها واطلقنا عليها مصطلح /حمّى التصيّر /وهو مصطلح منهجنا الاعتباري. للعلم ، وهي الحمْى التي تصيب المبدع تتلبّسه لحظة اغارته على عمله في العدمي ، فيُهدَمُ بها ومن خلالها ، اذ اول ما يهدم جسدَه ليتحول الفنان الى كائن خارج نسبية الكون ومدارها الى نسبية الصفر واقوى من حركة الكون ، المبدع في لحظة الخَلْق اقوى من لحظته الكونية التي اتى منها ويعيش فيها ،
فلعله هو المالك لقدرة الاستحواذ العبقرية والتي تتوافر عليها ارواح الفنانيين العظماء ، الذين
خدموا اممَهم وقدَّموا ما يرفع شأن الحضارات على مرِّ التاريخ ،،
هذا تلميح فكري نمشي على هَدْيه ، فكيف صنعت القاصّةُ (هدى حجاجي احمد ) بُناها التناصّيّة ياترى ،،،، ؟ بعدما كانت هذي البُنى موزّعةً في ابدان الكتل الوجودية يوم ذاك وحتى اتيان فرصة المبدعة لتنتشلها من السبات ، اذ استعدّت لِلَمِّ هذا النثار العالق كلٌّ بمكانه وزمانه وحسب وظيفته ، والا ماكانت اجزاء الابداعات حيّةً ونقدر على استجلابها ،،
الميتُ والمتحجّرُ لايُجْلَب ، وان كان لابد ، فيُجلَب معناهُ ليدخل المحدث الجديد بنسبية معدود ٍ لها ،
( لقد سرقوا طفولتي دون علمي ) هذا نثار يشكل مادةَ حدث مثير ، انه مأساة من الالم والفجيعة والشكوى ، ايُّ سرقةٍ هذي ،،،؟ وايُّ جريمة،،،؟ مؤكد تأخذك فيها دوائر الفكر الاحتمالي الى مداخل عديدة وفرضيات عديدة ،
فلو سألتَ وضمن سياق منظورنا اعلاه ، اين كانت هذي البطاقةُ عالقةً،،،؟ -نعني سرقوا طفولتي مني -، باي ركن ،،،؟. باي ذاكرة ،،،؟ بايّ ملفٍّ باي زاوية واي ّ جماعة ،،،،؟ وايُّ الكيفيات اتت بها ، فهل غير امكانات طاقة هذا المبدع ،،،؟ المبدع انسان اعتباري نعم ونحن نبحث اليوم عن الفرد الاعتباري وخاصة منهم المتعالي بالعبقرية ،،
( ورقصنا دون توقّفٍ فوق الزجاج المكسور ،،،) وهذي بطاقة اخرى ألْحقَها البنّاءُ المنقّب بمنضدة الصور النصّيّة ليضايفها ، تذكّراً ام لَزْماً مادياً بيدٍ على سماط الكمال ، وهكذا واحدةً فواحدةً ريثما تتمُّ الخِلْقة الفنية ، التي يسوقها القاص ، وتسمى بنية العمل ،
( واغلق عليَّ بوابة الحلم )
تلك كانت ونعني بها مادتنا المحققة والتي اجابت عن ركن هامٍّ من قانون القص عند العرب اليوم ، حسب اعتقادنا ،
ناهيك عن كيفية التقاط القاص لهذي المغامرة الموضوعية لو حددنا ، ولماذا هذا النوع الذاتي المجتمعي بالذات والذي يخص فرداً انسانةً تتضوّر من حادثات دهر ما انصف معها ،،،،؟ وماكانت المغامرة نمطيةً بوليسيةً ، او حدثاً سياسياً، او تجارياً او سرقة او جريمة ،،
لماذا الكاتبة حصرت غرضها المنشود بهذه الاسلوبية من المضمون ،،،،؟
نقول ان المبدع بوابة الغيب على الوجود ، والمبدع خزانة اخبار الواقع ليس المحيط القريب منه وبه، انما حتى ذلك الواقع من الحياة خارج حدود دراياته ومعياناته ، الفنان يدري حتى بالمجاهيل ،
الانبياء والاولياء عليهم الجلالة ، هم ابواب الماوراء على هذا الوجود المترامي ، هم نوافذ القدري وشبابيكه ، ويلحق بهم المبدعون حتما ً حسب نظر اصحابي ومنهجياتهم المكاشفاتية الاعتبارية ،
المبدعُ بابُ الله على ما كُلّفَ عليه ، وماتمكّن من اداء رسالته ،باعتبار انّ الفن بهجة وبهاء الحياة
الفن تَعْرفة من باب اخر ، هوية العالم والامم والتواريخ ،
الفنون آثار احفورية محققة ودليل على الحقيقة والتجليات ، بل هي الحبال الواصلة مابين مَن درس وامسى غابرا وبين مَن سعى على ظهرها وثَبُتَ،،
هذا قصد فكري اشرنا له ، ونشير الى جانب او وجه آخر من جمال القصة ، ادبيتها شعريتها ، حبكة الفني بها ، توالدها التراكبي من المعاني ، والتحشيد والتراصف ذي اللمسات التي ترفع المستوى للذروة ،،
( لقد سرقوا طفولتي مني ، دون علمي لقد نسيت شيئاً ، نسيت انني مكسورة مثل الضوء ، لا احدق في كثير من الاحيان اموت مثل الاوراق ، مثل بئر عميق ،واحلام الرقص تاخذني نحو الهاوية ،، )
يترائى لك انّ شاعراً مجيداً آثر في ان ينشيء اسلوبياته وتصويره وماينسجم مع روح الحدث الذي يطارده ، الفنان يطارد الحدث ليصنع منه ايجاباً يخدم الغرض ،، يخدم الخير ،،


ا٠حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري - العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى