قال له صديقُه الطبيب: «ستكون أفضلَ مرؤوسٍ وأسوأَ رئيس.. تنشدُ إتقانًا لا يبلغُه إنسان.. ستشقى».
تباعدا سنوات.. وتحققت النبوءة.. شقى مرؤوسًا ورئيسًا.
أسَرَّها فى نفسِه دهرًا: «استقِلْ.. كى تستقلَّ».
أخيرًا.. استقالَ.. واستقلَّ.. أصبحَ مؤسسةَ نفسِه.. غدا رئيسًا ومرؤوسًا لذاتِه.
لكنه.. صار يتقلبُ.. بين الأفضل والأسوأ.. وما ذهب الشقاء.
حاول التفلسف: «لعل اتصالَنا بالآخرِ سرُ البقاء».
تَذَكَّرَ يومًا صديقَه القديم.. اتصل به.. ردت زوجتُه.
قال: «هل أجدُه؟».. تململتْ.. ثم رفضتْ.. «لا».. صَمَتَ وصمتتْ.. ثم قالتْ: «استكان.. تُوفِّيَ إلى رحمةِ الله».
رسمَ الذهولُ ملامحَه.. هزَّتْ الصدمةُ أوصالَه.. ثم سكنَ الحزنُ قيعان الأعماق.
أمام القبرِ وقف.. سكتَ وسكن.. أمضى زمنًا بدا عمرًا.. حدَّث نفسَه؛ «رئيسَه»: «متى الراحةُ يا إمام؟!».. فى الختام، همَّ بالرحيل.. لملمَ أجزاءَه.. استدارَ بوهن.. لكن «مرؤوسَه» ظلتْ عيناهُ مُعلَّقتين دومًا بالبقاء.
(من كتاب «شُغل فيس» الصادر في القاهرة عام 2018)
تباعدا سنوات.. وتحققت النبوءة.. شقى مرؤوسًا ورئيسًا.
أسَرَّها فى نفسِه دهرًا: «استقِلْ.. كى تستقلَّ».
أخيرًا.. استقالَ.. واستقلَّ.. أصبحَ مؤسسةَ نفسِه.. غدا رئيسًا ومرؤوسًا لذاتِه.
لكنه.. صار يتقلبُ.. بين الأفضل والأسوأ.. وما ذهب الشقاء.
حاول التفلسف: «لعل اتصالَنا بالآخرِ سرُ البقاء».
تَذَكَّرَ يومًا صديقَه القديم.. اتصل به.. ردت زوجتُه.
قال: «هل أجدُه؟».. تململتْ.. ثم رفضتْ.. «لا».. صَمَتَ وصمتتْ.. ثم قالتْ: «استكان.. تُوفِّيَ إلى رحمةِ الله».
رسمَ الذهولُ ملامحَه.. هزَّتْ الصدمةُ أوصالَه.. ثم سكنَ الحزنُ قيعان الأعماق.
أمام القبرِ وقف.. سكتَ وسكن.. أمضى زمنًا بدا عمرًا.. حدَّث نفسَه؛ «رئيسَه»: «متى الراحةُ يا إمام؟!».. فى الختام، همَّ بالرحيل.. لملمَ أجزاءَه.. استدارَ بوهن.. لكن «مرؤوسَه» ظلتْ عيناهُ مُعلَّقتين دومًا بالبقاء.
(من كتاب «شُغل فيس» الصادر في القاهرة عام 2018)