إنها أول مرة أشعر بتلك الطاقة وأنا أغادر بعد ذهاب امرأة. كنت أسير كالشهاب. نقاط الضوء المومضة تصطدم بوجهي وتهرب خلفي، الريح تحتشد بياقة معطفي ثم تتسرب خلفي، بقع سوداء صغيرة من بقايا السماء المظلمة، نجوم، وكتب، وأزهار ملونة، تندفع إلى وجهي وصدري وتزخف حتى حوافي منفلتة إلى الخلف..قوارب صيد قديمة، أقمار وكواكب، أبخرة زيوت الورود، غزالات، وهداهد،...لم أشأ أن أتوقف..إنني الرجل الخارق..الذي يبتلع العالم تحت جناحين عظيمين.. مفارش طاولات المطعم، وأشواكه وملاعقه، شمعتاه، نادله وفوطة ذراعه الحمراء، وكتب التاريخ..و..أبواق السيارات، ومصابيع شاحنة ضخمة تومض وتنطفئ محذرة..لكن..من يوقف الرجل الخارق.. صرخة بوق خاطفة..ووجوه أشخاص يتحلقون فوق رأسي وهم ينظرون، كلماتهم لم تعد مفهومة.. تغيب..تغيب.. تغيب.. تختفي.. ويظلم كل شيء..
(تمت)
(تمت)