الحسن نايت بهو - القراءة الفلمية

القراءة الفيلمية:
هي رؤية تأملية في مجريات الشريط السينمائي لأجل تعرف الإستراتيجية التقنية والشكلية ، من حيث المثن القصصي والروائي المعتمد في البناء . إن التصورات الإخراجية لكل عمل فيلمي، تتطلب الإشتغال على الصورة وسيمولوجية الصورة، من حيث الحمولة الدلالية لأنساق البنية الفلمية المجسدة وفقا لقواعد اللغة السينمائية، المتمثلة في تأطير المشاهد والتركيب داخل الكادر، من زوايا تتطلبها شرطية الإختيارات من مخرج لأخر .
توجيه النظر، هو الأهم لدينا في هذه المناولةعلى إعتبار أن التركيب : composition " لايتم دون إعتبار لهذا التوجيه من حيث عين التلقي التي توجه وتصوب نحو الشاشة لها قياسات على مستوى محيط النظر . النقطة المركزية في هذا التقابل هي التي تفرض بشكل أو باخر نمط الوضع وعملية التكوين للصورة المشهدية على اية زاوية تبنى اللقطة حتى تعطي أكلها التواصلي والجمالي معا .

القراءة الفيلمية :
ليست قراءة للظواهر المصورة، ولاهي إستقراء عفوي للمعطيات التي تمر أمام العين ، بل هي قراءة قد نقول عنها أكثر مستعرضة تعتمد الرؤية ثم التأمل وأخيرا الملاحظة ..والرأي كمشاركة عقلية للمتلقي الذي يحاول ان يرتب حمولة الأيقونات الصورية / الصورة.
نعرف جيدا إنتماء الصورة للمجتمع ، صلة وثيقة بالثمثلات والمتخيل الجمعي مما يصون حضورها من الإغتراب في محيط القراءة الفيلمية ..تختزل اللقطة كبنية جزئية من النسق الكلي للمشهد المحمل بالدلالات والإشارات الرمزية التي تحيل مباشرة إلى المدلولات السوسيوثقافية.
المكونات الجمالية للفيلم تبنى على قاعدة سيمولوجية ، منظومة في البنية STRUCTURE العامة منذ التاسيس للحبل الدرامي في الكتابة الفلمية / السيناريو . إن عملية التكوين الذي تشهده الصورة بفعل نقلها إلى الكادر يتطلب معيارا قياسيا يتمثل في القياسات الحسابية لكل زاوية وفقا لرؤية المخرج من جهة و متطلبات القاعدة التقنية بالإضافة إلى مسار القصة ونقط حبكتها المتواصلة على المنحنى الدرامي الى اقصى درجات الذروة وهنا تكون القراءة مركزة على عملية توجيه وتركيز النظر لدى المشاهد لنقدم له طبقا في منتصف الفيلم باللقطات الكبرى grand plan بدل اللقطة المتوسطة أإو العامة لأن إختيارات اللقطة ليست مجانية ولا هي إعتباطية بل تستجيب للأفكار الأساسية التي نود أن نوصلها كرسالة تواصلية من جهة وكإرسال درامي في القصة الفلمية.

الصورة الفيلمية تختلف قراءتها عن باقي النماذج الأخرى باعتبار إسترسالها في الزمن كمتوالية كرونلوجية مشهدية من جهة ومرافقتها عادة للملفوظ بدل المقروء ،في هذه المزاوجة بين النسق المصور والشفهي المسموع يشكل بنية نظامية تتطلب منهجية المزج بين تقنيات فهم الخطاب وتقنية فهم المصور / المتحرك .
  • Like
التفاعلات: عبدالرحيم نعيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى