أحمد القطيب - إحكامُ المعاني وتسويرُ المبالغة في شعر الدكتور ''صالح أزوكاي'' (1)

قراءة نقدية تحليلية للأبيات الثلاثة الأولى من قصيدةٍ للشاعر (صالح أزوكاي) يثني فيها على وقْفِ الدكتور ''أحمد عبادي'' (2) خزانةً علميةً على مدرسة (إكضي) العتيقة(3).

بِذا البذلِ إكْضي حازتِ السّبق مُستوفى *** وَبوّأَها الْوَقْفُ المُنيف الذّرى ضِعْفا
وصارتْ لعِقـــد السّوسِ وسْـــط قلادةٍ *** وصدْرا شريفا فــي المكارمِ والأنفا
وتاجــا علـــى هام الرّبـــى بجزولـــــــةٍ *** وسوسٍ به جازتْ بمغربنــا السّقفـا

(....)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تمهيد :

عدت زوال هذا اليوم مجددا إلى مطوّلة الشاعر ''صالح أزوكاي'' التي نشرها مؤخرا احتفاء بوقف أحد العلماء المغاربة خزانَة علمية سنيّة على مدرسة إكضي العتيقة،لكنني لم أعْدُ بقراءتي الأبياتَ الثلاثة الأولى،فقد أغرتني بنفحات ولطائف ،فتناولت الورقة والقلم لأكتب هذه الملاحظات الأسلوبية والانطباعية ، بعدما وجدت في نفسي شعورا بأن هذه الأبيات تجسيد ملموس لخاصية نادرةأسميها (إحكام المعانى)؛فالمحكم في الأقوال مثل المحكم من الصنائع والحرف من حيث الإبداع والحذق والإتقان، وفي ذلك مراتب ، ومنها مرتبة عليا لا يدركها كل شاعر ، ومناطها إدراك مقتضيات الأقوال،وترتيبها على المقاصد ،ومنع المعنى غير المرغوب،واختيار الأليق والأمتع والأبلغ،والأوسع إحاطة ،مع انتخاب الوسائل التعبيرية والبلاغية الأقدر على نقل كل ذلك إلى المتلقي،حتى وكأنهما معا يغرفان من وعاء واحد،دون غلق منافذ التأويل على القارئ الذي يخلق باقاتِه القزحية المتجددة ، لأن ذلك محسوب أيضا للنص وجاذبيته.
ثم إن عنوان هذا المقال تردد في خاطري منذ البداية وأنا أنقل الأبيات بقصد النظر فيها عن قرب وأنا أصاقبها بالنقد والتعليق ،فقد بدا لي أن تسوير المعنى بالمبالغة وسيلة من وسائل إحكام المعنى وتوثيقه وحراسته من أي نقص، أو احتمال ظن سيء،أو وقوع في تناقض؛فالمبالغة هي الحبل السّري للشعرالمتميز،لهذا قيل : أعذب الشعر أكذبه، وإن كان الكذب عيارا أخلاقيا لا فنيا ،يسقُط أمام صدقية التجربة والأحاسيس والمشاعر،ما دامت عين الخيال أصدق من الواقع؛فقد أبكى الشعراء السماء والغمام وأضحكوا الربى ،تعبيرا عما يجيش به الوجدان من هم وترح ،أو ابتهاج و فرح،فكانوا في كذبهم أصدق الصادقين..

ولنعد إلى الأبيات لنرى بعض ما هنالك..

1/ بِذا البذل إكْضي حازت السّبق مستوفى *** ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

لو عدنا بالحمْل إلى أصل مقولاته في الرتب لقلنا: (حازت إكضي السبق مستوفى بذا البذل)،بيد أن البنية المحولة المختارةَ بأّرَتْ شبه الجملة (بذا البذل) وهي من اللواحق أو الفضلات بتعبير النحاة،فتصدّرت الحمْل.ومن جهة أخرى إن الفاعل (إكضي)تقدم فعله(حازت)فصار الحمل اسميا من مبتدإ خبره جملة فعلية.وكلها اختيارات لها مقتضيات وجيهة كما سنرى.
إن الباء الخافضة في سياقها (بذا البذل) تأتي بمعنى ''السببية''لهذا فإن الشاعر خضع للترتيب المنطقي على حساب الرتبة التركيبية التي تُؤخر عادة اللواحق غير الضرورية في الإسناد، وتُصدّرُ الأفعال متبوعة بموضوعاتها الأساس، فالسّبب إذن تصدّر نتائجه ،لأن بذل الممدوح (أحمد)هو فاعل التحريك ،وحافز التحولات الإيجابية في المكان (إكضي) ،أي عاملها السببي .ثم إن تقديم ما حقه التأخير من طرق القصر الأربعة،فمعنى الجملة ذو مرمى حصري ،قد يصاغ بالنفي والاستثناء ،أو بإنما ،أو بإخلاف الرتبة على سواء، ومفاده أن حيازة إكضي للسبق محصورة سببيا في بذل (أحمد) وفضله.
وإن قلت مُبدلا كلام الشاعر (وبالفضل إكضي حازت..الخ) لاستقام الوزن ،وخبا شيء من محو اسم الإشارة (ذا)، فـ"بذا الفضل" يتحول الفضل المجرد والمظنون إلى شيء ملموس، يوجد في مجال الإدراك البصري وفي مرمى إشارة اليد بهذا المشير الاسمي (ذا) .فهل بصرْتَ بهذه اللطيفة البلاغية،التي تومئ إلى أن الفضل بارز للعيان مدرك بالحواس،تشهد عليه مجلدات وكتب محمولة ،وليس تصورا معنويا يدرك نفسيا أو ذهنيا ؟..
وعودا إلى جملة (إكضي حازت) المختارة بدل الجملة الأصل (حازت إكضي) نرى أن البنية المحولة صدّرت الثابت وهو المكان، وأخّرت الطارئ وهو الفعل ،لأن الفضاء/ المكان قائم قبلاً،وهو الفاعل لسانيا بغض النظر عن الرتبة ،أو تسميته (مبتدأ) من لدن الأقدمين..والفاعل أسبق تصورا من الفعل الذي يصدر عنه،ثم إن الفعل متلون بالزمان ،والزمان لا بد من تصوره لمكان،والمكان صار قوة الإنجاز بفعل بذل الممدوح السببي.وفعلُ (حاز) هو فعل الإنجاز الدال على الغلبة والاستحواذ، لأن المكان هو المنفّذ للفعل لا المتقبل أو المستقبل.
ولا يخفى على لبيب كيف تحولت الحيازة من حدث واقع في الماضي، إلى حدث مستغرق لكافة الأزمنة،وقد خدم الحمل الاسمي هذا المرمى بتقديم الفاعل على الفعل،كما خدمته طاقة الفعل الماضي على الاستغراق الزمني،فلو قلت (إكضي تحوزُ )فهذا حكم بانتفاء الحكم ماضيا وتبلوره حاضرا،ومثله قولك: (ستحوز) الدال على الاستقبال ، أما الماضي فعلى سهمين،أحدهما للحدث الطارئ ماضيا غير المستغرق زمانيا ،كقولك:'' أكل رغيفه''،والثاني للحدث المستغرق الذي يعود على مطلق الأزمنة،كقوله تعالى: ''باركْنا حوله'' فالبركة هنا تشمل الماضي والحاضر والمستقبل، ولك أن تتصورفعل (حازت) بهذه الطاقة.
وفي توصيف'' الحال'' زيادة ومبالغة،فالسبق سبق على أية حال ،وهو وضعية تُخَلِّف المسبوق خلْفاً، لكن الحال (مستوفى) إضافة لحطب المعنى الأكمل والأعلى؛ فالمستوفى هو الكامل بلا نقص لتمام منه و فيه ،وبالتالي فالسبق سبقان،معتدل غير مراد ،و معلق بأجنحة الضوء وهو المراد هنا.

2/ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ****وَبوّأَها الوقْفُ المنيفُ الذرى ضِعْفا

إن عجز البيت الأول توكيد وتفسير وتتميم لمدلول صدره،لهذا يخضعان معا للموازنة المتأتية من الإبدالات المعجمية المتماثلة موقعيا،فـ(البذل) استبدل بـ(الوقف)،مع إضافة وصف (المنيف) الذي يُخيِّلُ الوقف المبذول جبلا مشرفا طويلا عريضا على سبيل الاستعارة المكنية ، كما أن (السبق) استُبدل بـ(الذرى) ،وفي ذلك فضل تتميم لمعنى السبق واتجاه حركته،لأن السبق حركة أفقية، وتبوُّأ الذرى حركة عمودية ،تنحو إلى الاستعلاء،لذا صار السبق سبقين ؛ سبق إلى الأمام أفقيا و سبق إلى الأعالي عموديا..
ثم إن ''البذل'' أعم من ''الوقف'' ،والوقف أحد أشكال البذل،بيد أن الخاص أبلغ من العام هاهنا، والجزئي أولى من الكلي ؛لأن البذل حدث في الزمان ينقضي أثره ، وتخمد منفعته ،والوقْف مقيد بالاستمرار.كما أن البذل يكون لصالح منفعة فردية أو عامة، خلاف الوقف الذي يكون مستداما ومشاعا بين عموم الناس، لا لشخص مفرد ،وبذلك اختار النص دليلا لغويا يخترق أثره النفعيُّ الأزمنةَ،ويعم الناس،بل يمتد عبر الأجيال أحياءً بعد أموات.
وانظر معي إلى الحال (ضِعفا) /أي مضاعَفة/، فمنتهى العلو أن تعلو إلى الذرى جمعا بأطوالها المتتابعة، فهل بعد الذرى موطئ قدم إلا موطئ الخيال والمبالغة، فإكضي إذ تبوأت بالوقف المنيف الذرى ضِعفا..حازت الاستعلاء مضعّفا بقياس ما بين الأرض والذّرى مرتين،وماذا بعد الذرى إلا السحاب الذي قد تلامسه ،ولا يرضى لها الشاعر أن تلابسه ،نفيا للنظير ؛لهذا قدر منزلة فوق الذرى والسحاب بقدر ما بين التراب والسحاب (بالضِّعْف)..
وعودا إلى الموازنات الموقعية بين الشطرين،لاحظ التناظر بين موقعي الحال في (مستوفى) و(ضعفا) كقفلين للشطرين،يتساندان دلاليا فنفهم أن "ضِعفا" قياس وتوضيح لـ''مستوفى''.

3/ وصارت لعِقـــد السّوسِ وسْـــط قلادةٍ *** وصدرا شريفا فــي المكارم والأنفا

يبدأ البيت الثاني بفعل (صارت) و هي من أخوات (كان)، إلا أنها أنسب منها في سياقها ،لأن كان تدل على كينونة بالأصالة، وصار تدل على صيرورة طارئة بالتحول،لهذا كنتُ أفضل أن يبدأ الشاعر بيته بالفاء بدل الواو(فصارت) ،لأن الفعل معقود النواصي بالعوامل المذكورة في البيت قبله ،كنتيجة واستجابة،والفاء أدل على الترتيب والتعقيب من الواو التي تدل على مطلق الوصل بلا معنى زائد.
وترى معي في البيت صورة شعرية مركبة تعدد فيها المشبه به ثلاث مرات ،وكلها تخيّل بالتقريب والنظائر صفة المشبه (إكضي) ، وإن تحرينا الدقة فالتشبيه تمثيلي ينتزع من متعدد،فأما طرفه الأول فهو إكضي بين إضمامة المداشر السوسية التي رمز إليها الشاعر بالعقد(عقد السوس) ،وأما الطرف الثاني فهو/ واسطة العقد بالنسبة إلى القلادة/ ثم /الصدربالنسبة إلى (الجسد)/ ثم/ الأنف بالنسبة إلى (الوجه)/ واضطررت إلى أن أضيف ما وضع بين قوسين لتتميم شرط التمثيل،فالعربية كما تعلم تبيح الحذف إذا دل عليه دليل ،سيرا على مبدإ الإيجاز ؛أسّ البلاغة.
فالصورة منحوتة من متعدد على وجهين،وجه التمثيل بان يكون طرفا التشبيه منتزعين من متعدد ،أي تشبيه أمرين متصلين متفاوتي القدر،بشيئين متصلين متفاوتي القدر والأهمية، فإكضي لسوس كالواسطة للعقد ،و الصدر للجسد، والأنف للوجه،وأما الوجه الثاني للتعدد ،فهو هذا التركيب الذي يشجر تناميا للصورة إلى ثلاثة أغصان متصلة عضويا إن قصرنا النظر على البيت الثاني وحده،
كما يوضح الرسم:
مشبه منتزع من متعدد ــــــــــــــــــ مشبه به 1 منزوع من متعدد
ــــــــــــــــــ مشبه به 2
ــــــــــــــــــ مشبه به 3
(إكضي لعقد سوس = كواسطة العقد (للقلادة)+وكالصدر الشريف للمكارم+ وكالأنف)

ولنتجاوز هنا عن الدلالات الجسمية للصدر والأنف ظرفيا ،لأنهما أيضا يقدحان الكناية،فالصدر كناية عن صفة يومئ إليها النعت بعدها ،وهي الشرف والمكانة،لهذا قالوا صدر المجلس لأحسن مجلس،كما يقال : هو صدر لقومه أي سيد وشريف، والأنف كناية عن الشمم والفخار والشرف أيضا ،كما تدل على ذلك كنايات العرب في هذا الباب،مما لا يتسع المجال لذكره هاهنا.
ولاحظ معي لطيفة بلاغية في تشبيه (إكضي) بواسطة العقد وبالصدر معا، فإن كان العقد زينة الصدر،فإن الجوهرة زينة العقد وواسطته،لكن ماقولك إن تكلم الشاعر فقال إن إكضي جوهرةٌ للعقد ، وصدر في آن واحد،فهذا أبلغ و فيه إتيان لكمال في المعنى خفي،وإيحاء بأن الموصوف/ المكان يقوم بنفسه ولا يقوم بغيره،بل هو كمال لغيره،ولا يعتريه نقص ليحتاج إلى أن يكمل بشيء آخر،إلا الممدوحَ ''أحمد '' فاعل التحويلات الإيجابية فيه.. فإكضي واسطة عقد وصدر معا ،ولا تحتاج إلى صدر يتمم معناها،وهذا مثل قولك : هو سيف وغمد ،فلا هو سيف عارٍ، ولا هو غمد مجوف بلا سيف يمنحه قيمة..

3/ وتاجــا علـــى هام الرّبـــى بجزولـــــةٍ *** وسوس به جازت بمغربنــا السقفا

قبل استنطاق بعض لطائف البيت البلاغية، لك أن ترى عدد الواوات في الأبيات الثلاثة ،فهي خمس تتصدر الصدور والأعجاز،فتكون عاطفة للحمول تارة في الأشطر الثلاثة الأولى (....وبوأها...وصارت)،أو عاطفة لمقولات داخل حمل واحد، كالعطف بين أخبار الناسخ الفعلي ،التي تشكل المشبهات بها في ثلاثة أشطر، بمجموع أربعة مشبهات بها إن أضفت هذا البيت الثالث إلى إحصائك ..(وسْطَ قلادة+وصدرا+وأنفا+ وتاجا)، علما أن منبَلج كل مشبه به هو بداية الشطر إمعانا في التناظروالتوازي..ينضاف إلى هذا عطف بالواو بين مجروري الباء الخافضة (بجزولة...وسوس..الخ) ،علما أن الواو مرة أخرى هاهنا منبلَج العجز الأخير ..ومن ثم فالأشطر الخمسة تبدأ بالواو،وتخلق بين البيتين ؛الأول والثاني سردية متتابعة ،وحبكة تصل السبب بالنتيجة، و تخلق بين البيتين ؛الثاني والثالث تضمينا يرفّه عن الصورة المركبة،ويثمر تناميا دلاليا عبر تعديد المشبهات بها كمرايا دلالية لتقريب المشبه،المُغرّض في النص (إكضي) ،وهو الذي يصب ريعه المدحي في رداء فضل الممدوح الذي كان أول مذكور.
إن البيت الأخير إذن هو الحلقة الرابعة في تمام الصورة الشعرية التي ولدت من رحم البيت الثاني،لأن (تاجا) هو المشبه به الرابع،الذي لم يعْدُ شرط التشبيه التمثيلي أيضا ،لأنه تاج فوق الربى بوصف شيء بالنسبة إلى شيء آخر كما وضحنا ،ولنعدْ إلى الرحم الأولى للتذكير مرة أخرى،فإكضي بالنسبة لسوس تماثل التاج بالنسبة إلى الربى.. والتاج حلية شكل ومزادة دلالية للكناية ،لأن التاج قطعة فنية مرصعة تقرب جماليات إكضي المبصرة ،ولا تنفي تبلور معنى آخر من خلالها ،في قولك (هي تاج على ذرى سوس)،فهذه كناية عن صفة السيادة والإمارة ...الخ..ومادام للتاج أرضه وسماؤه،حيث يمارس سيادته ،فإن إكضي تاجَ الذرى لها مجال تحقق سيادتها ..و(التاج على هام الربى) شق منها ، و(بجزولة) شق آخر
و( سوس) شق ثالث، وفق ترتيب الشاعر ،فهي تراتبية مكانية متتابعة تنحو إلى الاتساع طلبا للمبالغة الأفقية جغرافيا على مدار الجهة (سوس)، أما المبالغة العمودية فتبدو في ذكر( الذرى ) التي هي جزء أصغر بالنسبة إلى جزولة وسوس، وجزء أكبر أيضا بالنظر إلى الارتفاع والاستعلاء على عموم سوس،..لكن هذا الشرف وهذه السيادة على عموم المنطقة السوسية،لايرضي شاعرنا الذي يسوّر معانيه بالمبالغة كل مرة ،لكي يصير المحدود لا محدودا، والجزء في مرتبة الكل، إن لم يغن عنه، كما يغني التّبْر عن التراب ،فيغدو القليل كثيرا ،والصغير كبيرا.. لهذا استطرد الشاعرقائلا عن تاج إكضي وشرفها المحوز(... به جازت بمغربنا السقفا) فتأبى مصفاة المبالغة إلا أن تبني صرحا جديدا للاتساع الدلالي بالفضاء ، جرا لإكضي لتنوب عن جغرافية الوطن كله،وهو ما يدل على مبادلة مقصودة بين الرقعة الصغرى والكبرى ،وملحُ التتميم أن يتجاوز الشاعر العلاقة الأفقية إلى العمودية مرة أخرى،فيصور المكان (إكضي) صومعة للوطن تعلو سماءَه ، وتتجاوز سقفه،وما سقف الوطن إلا سماؤه -(يجوز بمغربنا السقفا) -ثم إن الصورة بذلك حولت المكان من ثابت إلى متحرك قادر على الدفع والاجتياز ،والجواز بالمغرب عامة إلى وضعية جديدة ،ومن مكانة اعتبارية إلى أخرى ، ومن عالم ما تحت السقف إلى عالم ما فوق السقف، وهل وراء السقف إلا الشمس؟!
17/09/2021
ــــــــــــــــــــــــ

1/الدكتور صالح أزوكاي: أستاذ النقد الأدبي بجامعة ابن زهر
2/أحمد عبادي: الأمين العام للرابطة المحمدية
3/مدرسة إكضي: مدرسة عتيقة في نواحي مدينة تزنيت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى