لما أصابها الطاعون في غابر الزمان،ولم يبقى فيها إلا عجوز واحدة مؤمنة، لم تضعف،تماسكت،فهزمته بنور توكلها،وعزيم صلابتها،فعادت وأينعت حياة وجداول... تلك هي المدينة السمراء المكتحلة بالقناطير والسواقي،هي جنين التي أرضعتها الأنفة،ومسح على جبينها الود، وسكنت عينيها السماحة،وجدّل ظفائرها لحن التراويد،وسرت بين حواريها الطيبة،وما أعطت طوال تاريخيها الدنية لأحد، ولا أكلت إلا من حصاد يديها، وما شربت من غيث ربها،فإستقام لها الزمان، ولم يجد التاريخ بد إلأ أن يصافحها ويعاهدها، ويوقع معها ميثاق الوفاء بإبتسامة صدق...
فأصبحت جنين قرينة مريم في الايمان والطهر،وإنبرت في محراب خواصها تلهج بالقلب والجوارح إلى خالقها ، تدعوا بخشوع بعد صلاتها ان يحفظ أبنائها....وتقسم زمانها بين طاعة وسجود، وبين رفق بما أعطاها من بنين وبنات،وأن يتم عليها السكينة واليقين، حتى يرث الله الارض ومن عليها..
ومنذ ذلك الحين،ألبستها الرعاية لباس الحفظ والصون،والعفاف والشرف،فكانت وما زالت مكرمة، محفوظة،مرعيّة،تكلؤها عين الله...إذا ما غمرها الخير إطمئنت وشكرت، وإذا ما جانبتها النوائب صبرت وإحتسبت...
تكلم هي المدينة الصغيرة التي إنتبذت لنفسها في هذا الزمن الجاحد مكانا شرقيا،قال لها القدر:-
سأتوجك بتاج الوقار، معدنه ذهب وفضة،ياقوته الشهداء ، لمعانه أخاذ،رائحتة المسك،كلما لمسته لتتبرك منه، فاض على راحتيك بلسم كأنه ألحناء
فقالت : وأنا يكون لي ذلك ولم أكُ ذات عز وجاه؟؟
فقال القدر: كذلك قال ربك هو عليّ هيّن.... هزي اليك بجدع المجد يساقط عليك أنورا ًبهية...إصبري وتجلدي وإفرحي، وإن سألك القوم،فقولي إني نذرت أن لا أصمت اليوم حتى أعود حرة أبية
فحملت مسكها وسارت،تحمل شبابها ويحملها شبابها،لا تلقي للسائلين والمرجفين والمهتزين والغارقين في نظم الحجب والطلاسم بالا، ولا تعير للمنابر إلتفاتةً،حملت بندقيتها،وشرعت تنظف الازقة والطرقات،تصب الدم قطرات،تذيب وجعها بمرارة الدمع المقهور زفرات،لا تأبه لاحد، ولا يمكن أن يصدها أحد، وكيف تهاب البشر أو الحجر وبين يديها الطاهرتين النبيّ الفلسطيني المسيح بن مريم عليه السلام؟؟...تحمله وتنتظر معه المهديّ بن محمد، ليكون الخلاص كل الخلاص بهذين النورين...
جنين يا مريمنا البتول، قد جاوزت قدري بتوصيفك يا طهر الزمان والمكان ،قليل فيك ما أقول، وما سأقول، ، أنت ام الارواح التي إن عبر عليها الليل لا تنام،وهي مع المضاجع في نفور وخصام،تبحث عنهم، تستدل عليهم، ترشقهم، تلعنهم،تصرخ في كينونتهم المزعومة، أخرجوا من ملحنا،من خبزنا،من لحمنا،من دمنا،من رموشنا،من احلامنا، من مستقبلنا...
نحن نوقن أنهم صفوة الشر على الأرض ونحن رأس الحربة الذي اصطفانا الله لهم،فكوني يا بتول دائما وابدا الذبالة الاحمى، والزاوية الاحد في مهمة الله...
عصري فياض
فأصبحت جنين قرينة مريم في الايمان والطهر،وإنبرت في محراب خواصها تلهج بالقلب والجوارح إلى خالقها ، تدعوا بخشوع بعد صلاتها ان يحفظ أبنائها....وتقسم زمانها بين طاعة وسجود، وبين رفق بما أعطاها من بنين وبنات،وأن يتم عليها السكينة واليقين، حتى يرث الله الارض ومن عليها..
ومنذ ذلك الحين،ألبستها الرعاية لباس الحفظ والصون،والعفاف والشرف،فكانت وما زالت مكرمة، محفوظة،مرعيّة،تكلؤها عين الله...إذا ما غمرها الخير إطمئنت وشكرت، وإذا ما جانبتها النوائب صبرت وإحتسبت...
تكلم هي المدينة الصغيرة التي إنتبذت لنفسها في هذا الزمن الجاحد مكانا شرقيا،قال لها القدر:-
سأتوجك بتاج الوقار، معدنه ذهب وفضة،ياقوته الشهداء ، لمعانه أخاذ،رائحتة المسك،كلما لمسته لتتبرك منه، فاض على راحتيك بلسم كأنه ألحناء
فقالت : وأنا يكون لي ذلك ولم أكُ ذات عز وجاه؟؟
فقال القدر: كذلك قال ربك هو عليّ هيّن.... هزي اليك بجدع المجد يساقط عليك أنورا ًبهية...إصبري وتجلدي وإفرحي، وإن سألك القوم،فقولي إني نذرت أن لا أصمت اليوم حتى أعود حرة أبية
فحملت مسكها وسارت،تحمل شبابها ويحملها شبابها،لا تلقي للسائلين والمرجفين والمهتزين والغارقين في نظم الحجب والطلاسم بالا، ولا تعير للمنابر إلتفاتةً،حملت بندقيتها،وشرعت تنظف الازقة والطرقات،تصب الدم قطرات،تذيب وجعها بمرارة الدمع المقهور زفرات،لا تأبه لاحد، ولا يمكن أن يصدها أحد، وكيف تهاب البشر أو الحجر وبين يديها الطاهرتين النبيّ الفلسطيني المسيح بن مريم عليه السلام؟؟...تحمله وتنتظر معه المهديّ بن محمد، ليكون الخلاص كل الخلاص بهذين النورين...
جنين يا مريمنا البتول، قد جاوزت قدري بتوصيفك يا طهر الزمان والمكان ،قليل فيك ما أقول، وما سأقول، ، أنت ام الارواح التي إن عبر عليها الليل لا تنام،وهي مع المضاجع في نفور وخصام،تبحث عنهم، تستدل عليهم، ترشقهم، تلعنهم،تصرخ في كينونتهم المزعومة، أخرجوا من ملحنا،من خبزنا،من لحمنا،من دمنا،من رموشنا،من احلامنا، من مستقبلنا...
نحن نوقن أنهم صفوة الشر على الأرض ونحن رأس الحربة الذي اصطفانا الله لهم،فكوني يا بتول دائما وابدا الذبالة الاحمى، والزاوية الاحد في مهمة الله...
عصري فياض