تهامة رشيد - عظيم ببساطته

عندما أخبرني بأن لا شيء أقوى من الهندسة المدنية وزراعة الأرض رابطةً، لم أفهم كثيراً ما عناه.
كنتُ أنظر للأرض والعمل بها كشيءٍ غريب عني وعن دراستي الهندسية وعن مدينتي،لكنني الآن، عندما أنقّي حبّات التربة معه وأفصل الحصى الكبيرة عن التراب، وأرتّب بها مصطبة،ثم يكتمل العمل بمدرّجات رائعة وبينها فسحات ترابية حمراء بنية،أدرك معنى كلامه.
نحن إذن مهندسي الأرض، وكيف لا؟
عندما نحفر لعمق متر وأكثر متتبعين شبكة الأعشاب الضارة(التيين)،وتذكرني بشبكة تسليح البلاطة البيتونية كيف يتم ربطها بأسلاك أقل قطراً، أحس بالملاط الذي يربط المهندس بالفلاح.
ونحن مهندسون حينما نزيح الحجارة ونصفّها.......
ثم وبفعل الانضغاط الميكانيكي للتربة، يهبط مستوى تلك المصاطب،ونعيد تدعيمها، لنستخدمها كممرات وحواجز تحجز التربة التي نسميها مسكبة نزرع فيها أنواعاً مشتهاة من الخضر أوالفاكهة.
نحن مهندسون عندما نزرع الفول ثم نسلخه من عقده الآزوتية بعد النضج استعداداً لدورةٍ زراعيةٍ جديدة.
وكذلك عندما نقوم بتسوية لقطعة صغيرة من الأرض مستخدمين الرفش (الكريك) ومستعيدين ذكرى حسابات الكميات (الحفر والردم)؛ حيث يظلّ زوجي يرمي التراب بالرفش ذات اليمين وذات الشمال ليحصل -بعد جهدٍ كبير- على أرض مسوّاة بمهارة عالية.
وقد نحفر اخاديدَ صغيرةً، ونعمّر كثباناً على جانبيها نغرس فيها شتلاتٍ أو بذاراً لنبتةٍ ما.
هذه الجملونات المتساوية والمتباعدة بتناسق يذكّرني بأعصاب بلاطة الهورديويريح نفسي.
تحيةً لكلّ مزارع ومهندسٍ نافع في هذا العالم وأولهم زوجي العزيز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى