سبأ جرار - الله أكبر.. حزين الآذان في جنين

عندما تنطلق المآذن في أعظم النداءات، وتردد صداها القلوب والحناجر...... الله أكبر.... يتدافع الامل والرجاء بالله الذي توكل له الودائع ، وننطلق نحو الصلاة،موقنين ان الله أكبر،وأن الموعد صبر ساعة... كل يوم نعيش هذه الروحانيات خمس مرات... تمدنا بما نحتاج من قدرة على الصمود ...
في الأمس كان لها وقع ومشاعر حزن عميق انعكس مع شمس الأصيل وهي تمارس دورتها وتهم بالرحيل، لتكون مغيب يوم اسراء،وعلاء، حيث ارتحلوا فجراً..... حيثما كانوا،في ساحات الأقصى و حواري برقين،فكلها فلسطين أرض الانتظار،حيث يرقب الاحياء المنتظرين العودة للسماء ....
كان الآذان حزيناً،حزنا يبعث الغصة بالعقل قبل القلب،ويتسآل الضميربخشوع ورجاء لرب العرش .... ألرأفة بقلوب الأمهات ؟؟ الا يمكن للشمس ان تبقى،ولليل ان لا يأتي ؟؟، فأسراء لم تعد بعد،...كانت هناك ترقدُ َفَرِحَة ً،وأمها حزينة ، تتباهى بدم المسك،غير آبهة ٍ للحظات وداع أغفلتها،لان الحزن يقتل العزيمة....
كذلك علاء، تعمّد أن يودع الحارات حباً وصمتاً لا غضبا...فرسم على الاسطح والطوابين ورداً لغير العاشقين،كيف لا وهو الغافل عن شبابه الزاهد في الحياة ومغرياتها.....؟؟ لا يملك سوى الله أكبر،وذراعين شريفتين تحمل الحجارة،لتكون معولاً ينثرُ الغضب،و سخطاً على المحتل واعوانه .
الله أكبر الاذان في الامس مختلفٌ عن كل يوم .....ردد صداه كل صادق في أرجاء الأرض، لا صمت له ،ولا لحظات سكون ...لان الله اكبر هي من تحرك الأرض،وتحافظ على كرويتها، وتحفظ في الفلك سبحانها..
ومن مأذنة مسجد جنين الكبير ....والاقصى الحزين ....والحرم الابراهيمي الملثوم .... والمهد في بيت لحم ......والعائدين بخير البحر من بحر غزة .......انطلقت الله أكبر
الله أكبر ....الشهداءُ قوافل
الله أكبر ......الامهاتُ جبال من ألم وحزن ودعاء
الله أكبر ......الموتُ رفيق الحواري والاستشهاد وثيقة الميلاد وكوشان الأرض
الله أكبر ...... غضبٌ وغضبٌ وغضبْ
الله أكبر ....يعربدونَ في الحرم الابراهيمي، وتفتح السفارات في البحرين
الله أكبر .....يرقصونَ في الأقصى،وتمنح التأشيرات والامتيازات في اكسبوا عشرين
الله أكبر ....تسحق الأطفال في السودان فقرا وجوعا،ويمنح أبناء خيبر خضرة السودان وأصالته
الله أكبر .....تقاوم غزة بالموت والحطام لكل ما هو انساني.... ونجود عليها بفتحة من معبر، ولقمة من عطايا لابد ان تباركها اليد التي اغتالت محمد الدرة ...
الله أكبر ....تتقبع رام الله بصمتها فهي معزولة عن الحزن والالم ...غارقة بالصراعات والتوازنات، فلا الصراعات فُضَتْ، ولا التوازن كان ...
الله أكبر .....في جنين حيث الشهداء فوق النفق يقولون :- السلام عليك يا زكريا ورفاقك ........فلقد بشرت من قبل بغلام اسمه يحيى
الله أكبر .....يرحلون كل يوم الى القاهرة والدوحة وإسطنبول .....ليعودوا لنا بأضغاث أحلام وتوابيت من عطايا ومنح ....لن تغني عن كرامة،ولن تشبع عن واجب امة شرفها الله بخليله سيدنا إبراهيم،ومخلص البشرية عيسى .... وعمّدها الحبيب المصطفى ــ عليهم سلام الله جميعا ــ بقدميه حيث أسريَ به وعرج نحو السماء،وحيث القدس لنا ....
الله أكبر ...من كل أرض شرفها الفلسطيني بحبه ... والتزم بشرفه
الله أكبر ...حيث دعاؤنا يرحل كل يوم نحو رفح وصبرا والبقعة والخليل .....ونقول يا قدس إصبري فهي صبر ساعة ...ويا فلسطيني اقبض على الجمر فليس لك سواه ...لان ...الله أكبر
الله أكبر يا رفح ويا قدس ....ويا رام الله الحقيقة ......ويا جنين حيث زارك ستة لم ينسوا ما عاهدوا الله عليه،وغادروك الى حين ، فأمتد نور النفق نحو السماء، يتوالى منه الشهداء تباعا،لأنهم لم يغدروا أصحاب الكهف وشباب الجبل .....
الله أكبر .... لان كلماتي لم تعد تحمل سوى غضب مألوف ....وصدى صوت مخنوق، يتأرجح بين ضمائر مخدرة مهمومة ........تتصرف بحكمة الجبناء ومسؤولية الواقعيين
لكن الله أكبر يا جنين .......كم بقي لديك من الاحياء عند ربهم سيرزقون
الله أكبر ....من حزن الآذان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى