كانت سارة ممسكة يد بوريس، كانها تقوده بين أشجار وممرات كلية الهمك، يظهران تارة ويختفيان تارة.
غابت الشجيرات وظهر المقصف الطلابي فأفلتَ يدها خائفاً.
وجلسا إلى طاولة الزملاء من كليتي الهمك والمدني.
كانا سبعة أو ثمانية أشخاص لكن سارة سيطرت على المشهد، سواء بجمالها الخبيء، أم بضحكتها التي تسافر في كل الدنيا. وهي تؤرجح مسطرة الT، وتتهكم: هل يعقل يابوريس
أن يسميك أهلك هذا الإسم ؟ ألم يجدوا لك غيره؟حسنا سأسميك يوحنا وهذا أجمل.
ضحك يوحناها ومدّ لها من بين جمهور الضحكات دفتراً: افتحي الصفحة الاولى ، وبعدها انقلي لنا مشروع التجهيزات الفنية على هذا الدفتر ذاته.
فتحت الدفتر بيد ترتجف وقرأت:
هل قرأتِ سورة التكوير مرة....
كانت قصيدة جميلة أنهى بوريس فيها ضحكة سارة للأبد.
بعد عدة أيام سألته سارة: ماذا تقصد؟
بوريس:انا أحبك، وأحب ضحكتك التي اختفت، ولأجلك سنذهب اليوم للسينما.
سارة:لا ..عندي عملي
بوريس:مذ عرفتك وأنتِ تتحدثين عن الأفلام وعشقك لطقس السينما، واليوم يُعرض فيلم (قمران وزيتونة - لمخرجك المفضل Abdallataif)
سارة: حسنا حسنا ..دخلوا ع المحاضرة، بشوفك بعد ساعتين هون.
بوريس:لا سنذهب الآن.
لم تستطع سارة مقاومة نظرته الواثقة.
وذهبا.
كم كان فيلماً جميلاً،اضطرت سارة لحضوره ثانية لوحدها.
لأن بوريس لم يكتف من الكلام والهمس أثناء الفيلم.
تبلغ سارة اليوم عمرا لا بأس به.
تعيش وحيدة في استديو يطل على نهر السين.
كم تتمنى العودة لسوريا، للاذقية كي تطرق تلك الطرقات، الشوارع النازلة صوب البحر.
كل شوارع اللاذقية تصب في البحر .
والأهم هوشارع السينمات.
حيث عطرها نرسيس الذي يشمه بوريس من على صورتها التي أهدته إياها اثناء عرض الفيلم.
ستزور اللاذقية وتنزل إلى الشيخضاهر، ومن هناك لساحة أوغاريت ،ستنظر باتجاه سينما اوغاريت وتزدريها، فبعد أن حضرت فيها (اسطورة الزنجي شارلي) ولا حظت أن الحضور شباب فقط لم تستطع دخولها، لا يوجد عائلات. وهناك الصفير والكلام الوسخ فقط.
ستعبر الشارع وتتجه نزولا نحو سينما الكندي حسبما تذكر (لقد ضيعت الاتجاهات كالعادة).
هاهي التذكرة بيدها ستسافر غداً.
بعد عدة أيام واجهت سارة الشارع العريض والساحة الجميلة وجمهور الناس والسيارات.
لم يتعرف عليها أحد.
وكانت رائحة السمك العفن تزكم الوجوه المقطبة.
لاحظت سارة طغيان اللهجة الحلبية والمحلات الحلبية.
بحثت عن محل الكنافة الشهير لكنها وجدت مكانه محل حلويات حلبي يبيع الكنافة كحلو جانبي وليست بالبصمة والجبن ..
وصلت للسينما وأخبروها أنه تم إغلاقها من زمان.
عادت تحمل انكسارها وسنواتها الخمسون.
لكن صورة بوريس الكبيرة في مدخل المدينة أوقفت لسانها عن الحركة وتلعثمت بحبات الفستق.
صورة كبيرة، تشبهه جداً، لكنه قد شاب قليلاً
مكتوب أسفلها: استشهد البطل ( بوريس . أ)
بعد أن تطوع مع الدفاع الوطني للدفاع عن قريته.
ذبحه إرهابيو جبهة النصرة لأنه لم يرض تغيير اسمه والصلاة كما يريدون. وقاومهم وقال لهم: إلهنا واحد،وهذه قريتي ولن تدخلوها...
لم تصدق سارة ولعنته ضمنا: لماذا لم يخبرهم انه مسلم وانه مؤمن بإله سبينوزا... اللعنة عليك يا بوريس كان يجب أن اتركك...من أول يوم لماذا مت؟
ثم تذكرت أنها عجوز ومفاصلها تؤلمها ويجب عليها العودة.
فهي تدرّس العربية للراغبين هناك على ضفاف السين.
عليها العودة فالسينمات مغلقة وكل شيء مغلق.
غابت الشجيرات وظهر المقصف الطلابي فأفلتَ يدها خائفاً.
وجلسا إلى طاولة الزملاء من كليتي الهمك والمدني.
كانا سبعة أو ثمانية أشخاص لكن سارة سيطرت على المشهد، سواء بجمالها الخبيء، أم بضحكتها التي تسافر في كل الدنيا. وهي تؤرجح مسطرة الT، وتتهكم: هل يعقل يابوريس
أن يسميك أهلك هذا الإسم ؟ ألم يجدوا لك غيره؟حسنا سأسميك يوحنا وهذا أجمل.
ضحك يوحناها ومدّ لها من بين جمهور الضحكات دفتراً: افتحي الصفحة الاولى ، وبعدها انقلي لنا مشروع التجهيزات الفنية على هذا الدفتر ذاته.
فتحت الدفتر بيد ترتجف وقرأت:
هل قرأتِ سورة التكوير مرة....
كانت قصيدة جميلة أنهى بوريس فيها ضحكة سارة للأبد.
بعد عدة أيام سألته سارة: ماذا تقصد؟
بوريس:انا أحبك، وأحب ضحكتك التي اختفت، ولأجلك سنذهب اليوم للسينما.
سارة:لا ..عندي عملي
بوريس:مذ عرفتك وأنتِ تتحدثين عن الأفلام وعشقك لطقس السينما، واليوم يُعرض فيلم (قمران وزيتونة - لمخرجك المفضل Abdallataif)
سارة: حسنا حسنا ..دخلوا ع المحاضرة، بشوفك بعد ساعتين هون.
بوريس:لا سنذهب الآن.
لم تستطع سارة مقاومة نظرته الواثقة.
وذهبا.
كم كان فيلماً جميلاً،اضطرت سارة لحضوره ثانية لوحدها.
لأن بوريس لم يكتف من الكلام والهمس أثناء الفيلم.
تبلغ سارة اليوم عمرا لا بأس به.
تعيش وحيدة في استديو يطل على نهر السين.
كم تتمنى العودة لسوريا، للاذقية كي تطرق تلك الطرقات، الشوارع النازلة صوب البحر.
كل شوارع اللاذقية تصب في البحر .
والأهم هوشارع السينمات.
حيث عطرها نرسيس الذي يشمه بوريس من على صورتها التي أهدته إياها اثناء عرض الفيلم.
ستزور اللاذقية وتنزل إلى الشيخضاهر، ومن هناك لساحة أوغاريت ،ستنظر باتجاه سينما اوغاريت وتزدريها، فبعد أن حضرت فيها (اسطورة الزنجي شارلي) ولا حظت أن الحضور شباب فقط لم تستطع دخولها، لا يوجد عائلات. وهناك الصفير والكلام الوسخ فقط.
ستعبر الشارع وتتجه نزولا نحو سينما الكندي حسبما تذكر (لقد ضيعت الاتجاهات كالعادة).
هاهي التذكرة بيدها ستسافر غداً.
بعد عدة أيام واجهت سارة الشارع العريض والساحة الجميلة وجمهور الناس والسيارات.
لم يتعرف عليها أحد.
وكانت رائحة السمك العفن تزكم الوجوه المقطبة.
لاحظت سارة طغيان اللهجة الحلبية والمحلات الحلبية.
بحثت عن محل الكنافة الشهير لكنها وجدت مكانه محل حلويات حلبي يبيع الكنافة كحلو جانبي وليست بالبصمة والجبن ..
وصلت للسينما وأخبروها أنه تم إغلاقها من زمان.
عادت تحمل انكسارها وسنواتها الخمسون.
لكن صورة بوريس الكبيرة في مدخل المدينة أوقفت لسانها عن الحركة وتلعثمت بحبات الفستق.
صورة كبيرة، تشبهه جداً، لكنه قد شاب قليلاً
مكتوب أسفلها: استشهد البطل ( بوريس . أ)
بعد أن تطوع مع الدفاع الوطني للدفاع عن قريته.
ذبحه إرهابيو جبهة النصرة لأنه لم يرض تغيير اسمه والصلاة كما يريدون. وقاومهم وقال لهم: إلهنا واحد،وهذه قريتي ولن تدخلوها...
لم تصدق سارة ولعنته ضمنا: لماذا لم يخبرهم انه مسلم وانه مؤمن بإله سبينوزا... اللعنة عليك يا بوريس كان يجب أن اتركك...من أول يوم لماذا مت؟
ثم تذكرت أنها عجوز ومفاصلها تؤلمها ويجب عليها العودة.
فهي تدرّس العربية للراغبين هناك على ضفاف السين.
عليها العودة فالسينمات مغلقة وكل شيء مغلق.