انتهى يومه الحافل بالعراك، عصاه التي نقعها في الخل والزيت طيلة شهر أحسنت مساندته، لقد فعل كل ما توجبه الفتوة من مهارات، استطاع أن يرد الخصوم، ولم لا؟
فشاربه الذي قيل إن الصقر وقف عليه حتى زها به!
نظرات عينيه القوية
وعضلاته المفتولة مثل حبل الدلال حين يمسك بلجام الخيل يوم السوق، جسده ذو اللون البرونزي، عمامته التي تتدلى ذؤابتها، أحلامه أن يقف في الحارة ويملأ الهواء بأنفاسه، يتردد صوته هادرا، كل هذا متعة لا تقاوم، إنه إغراء رائع!
استعاد اليوم الأسود في حياته، يوم أن طردوه، قيل إن بهية أتت به تحمله بين يديها الواجفة، عند منحنى الطريق قبالة الزاوية كان ملفوفا في قماطه، الخلاص يتدلى منه، تشممته الكلاب، أزرق مغضن محنى بالدم،
العنزة الحمراء أرضعته، كل نساء الحارة لقم أثداءهن، صار ذا مخالط شتى، احتاروا في اسمه، اتفقوا أن يكون ابن بهية، درج في تلك الزاوية، تعهده أبوشنب كبير الحارة، ألبسوه الصوف، أركبوه الأتان خلف أبوطيفه؛ منادي الحارة، لقن هذه المهنة، بل صار يتناغم بحداء شجي.
ولما مات خلف له حماره وطبلته،قصصه وحكايته،وجد تلك المهتة غير ملائمة له؛نبت شاربه، في أول عراك أطاح بعصا صاحبه، زغردت النسوة ابن بهية صار حرفوشا، ضمه إليه أبوشنب،يقعى بين يديه!
أول عمل أن يضرب كل من يناديه بابن بهية،يعجبه أن يدعى حرفوشا، وحدها كانت تسامره، يخلو بها في أحلام اليقظة، ضربة منها تسيده،لا يدري لم يكره أباشنب؟
يحسن إليه،لكن الحبل المتدلي من رقبته في وهمه يشعره بالنقص، ود لو قطعه،عرفت منه ضجره، لم يبيت خارج المكان؟
تساءل : لم أنا غير مرحب به في زمن التقزم؟
الحياة في الفراغ تجلب متاهة، عليك بفعل شيء يخرجك من سطوة عباءته، ارفع عصاك في وجهه، إن مت ارتقيت مأذنة المسجد القبلي، تتدلى رجلاك يطوحهما الهواء، بالتأكيد ستخرج منك رائحة لكنها لن تزكم غير أنفه، أنا وحدي سيبكي قلبها حسرة عليك، وأما إن قهرته تزوجت أرملته، ولربما ورثت عصاه، سيحمدونك في الثانية، أما إن جلست هكذا تحمل حذاءه تجر حبل بغلته الصفراء، فلن تعرف من أبوك؟
خيم سكون قاهر، لفه صمت يشي بالهزيمة، سحب عصاه، استدار ناحية مربض أبي شنب، فكلابه كانت متوثبة، حرفوش سامرها، ألقى إليها بتفاحة كان سلبها من دكانة الحلوبي، يومها ابتسمت له،حلا في عينيها، فتحت له كوة بالحائط، لكنه ترك عصاه، القط أصدر مواءه، الغراب نادى جماعته،عند الباب أمسكت به، اشتهت عينيه، راغمته، استبد به الخوف.
أوقفته، على الباب صورة قد وضعها سيدها، ارتد مذعورا، الصبية يقذفونه بالحجر، ملعون من اشتهى امرأة سيده، هم أن يدخل رجله، تأبت عليه،خذلته نفسه،الجبن والخور أذهلاه، صوت أبي شنب يتردد صداه، اجعلوه حطبا للنار، تعرى جسده، تطاير لحمه، تبا لمن هم أن يحيا يوما وقد عرف من يكون أبوه؛ تلك الجملة كررها كلما رموه بحجر الخطيئة، مسحت بثوبها الأبيض الدم النازف.
وقع مغشيا عليه، الكلاب عرفته، النسوة التي لقم أثداءهن أنكرنه، كل البلايا انتصبت في وجهه، لكنه استعاد اسمه، في حفرة ألقوه، وضعوا حجرا فوق رأسه، كتبوا عليه ابن المرأة التى كانت يوما بهية، من راود أباه عن عصاه!
فشاربه الذي قيل إن الصقر وقف عليه حتى زها به!
نظرات عينيه القوية
وعضلاته المفتولة مثل حبل الدلال حين يمسك بلجام الخيل يوم السوق، جسده ذو اللون البرونزي، عمامته التي تتدلى ذؤابتها، أحلامه أن يقف في الحارة ويملأ الهواء بأنفاسه، يتردد صوته هادرا، كل هذا متعة لا تقاوم، إنه إغراء رائع!
استعاد اليوم الأسود في حياته، يوم أن طردوه، قيل إن بهية أتت به تحمله بين يديها الواجفة، عند منحنى الطريق قبالة الزاوية كان ملفوفا في قماطه، الخلاص يتدلى منه، تشممته الكلاب، أزرق مغضن محنى بالدم،
العنزة الحمراء أرضعته، كل نساء الحارة لقم أثداءهن، صار ذا مخالط شتى، احتاروا في اسمه، اتفقوا أن يكون ابن بهية، درج في تلك الزاوية، تعهده أبوشنب كبير الحارة، ألبسوه الصوف، أركبوه الأتان خلف أبوطيفه؛ منادي الحارة، لقن هذه المهنة، بل صار يتناغم بحداء شجي.
ولما مات خلف له حماره وطبلته،قصصه وحكايته،وجد تلك المهتة غير ملائمة له؛نبت شاربه، في أول عراك أطاح بعصا صاحبه، زغردت النسوة ابن بهية صار حرفوشا، ضمه إليه أبوشنب،يقعى بين يديه!
أول عمل أن يضرب كل من يناديه بابن بهية،يعجبه أن يدعى حرفوشا، وحدها كانت تسامره، يخلو بها في أحلام اليقظة، ضربة منها تسيده،لا يدري لم يكره أباشنب؟
يحسن إليه،لكن الحبل المتدلي من رقبته في وهمه يشعره بالنقص، ود لو قطعه،عرفت منه ضجره، لم يبيت خارج المكان؟
تساءل : لم أنا غير مرحب به في زمن التقزم؟
الحياة في الفراغ تجلب متاهة، عليك بفعل شيء يخرجك من سطوة عباءته، ارفع عصاك في وجهه، إن مت ارتقيت مأذنة المسجد القبلي، تتدلى رجلاك يطوحهما الهواء، بالتأكيد ستخرج منك رائحة لكنها لن تزكم غير أنفه، أنا وحدي سيبكي قلبها حسرة عليك، وأما إن قهرته تزوجت أرملته، ولربما ورثت عصاه، سيحمدونك في الثانية، أما إن جلست هكذا تحمل حذاءه تجر حبل بغلته الصفراء، فلن تعرف من أبوك؟
خيم سكون قاهر، لفه صمت يشي بالهزيمة، سحب عصاه، استدار ناحية مربض أبي شنب، فكلابه كانت متوثبة، حرفوش سامرها، ألقى إليها بتفاحة كان سلبها من دكانة الحلوبي، يومها ابتسمت له،حلا في عينيها، فتحت له كوة بالحائط، لكنه ترك عصاه، القط أصدر مواءه، الغراب نادى جماعته،عند الباب أمسكت به، اشتهت عينيه، راغمته، استبد به الخوف.
أوقفته، على الباب صورة قد وضعها سيدها، ارتد مذعورا، الصبية يقذفونه بالحجر، ملعون من اشتهى امرأة سيده، هم أن يدخل رجله، تأبت عليه،خذلته نفسه،الجبن والخور أذهلاه، صوت أبي شنب يتردد صداه، اجعلوه حطبا للنار، تعرى جسده، تطاير لحمه، تبا لمن هم أن يحيا يوما وقد عرف من يكون أبوه؛ تلك الجملة كررها كلما رموه بحجر الخطيئة، مسحت بثوبها الأبيض الدم النازف.
وقع مغشيا عليه، الكلاب عرفته، النسوة التي لقم أثداءهن أنكرنه، كل البلايا انتصبت في وجهه، لكنه استعاد اسمه، في حفرة ألقوه، وضعوا حجرا فوق رأسه، كتبوا عليه ابن المرأة التى كانت يوما بهية، من راود أباه عن عصاه!