عمر حمداوي - قراءة في نص علي علوي

النص
*

يقْتلَونَ الْقَتِيلَ
وَيَمْشُونَ، يَا وَجَعِي
،فِي جَنَازَتِهِ
فَقَدُوا كُلَّ شَيْءٍ
وَهَا إِنَّهُمْ يَسْرِقُونَ
الْقَنَادِيلَ مِنْ يَدِهِ.

القراءة
******

أثارت إنتباهي هذه القصيدة القصيرة جدا فهي لمحة بسيطة إلا أنها تعبر عن صورة كبيرة أسمها المجتمع العربي
دولا مازالت تعيش في صراع متواصل مع تراثها وحداثتها مازالت تتصارع حد الإقتتال مع ذاتها وكأنها تنكر بعضها بعضا بسبب أو من دونه إنه الفهم القاصر للواقع وللمستقبل نفور دائم من كل نسمة حياة يبشر بها الحكماء والشعراء فالحياة تحتاج إلى وعي طيب وجميل يجعلها تليق بأن تعاش عن أرادة وبروح مرحة وسعيدة
لها كامل الحقوق من أمن وعدالة ومساواة ومن دون فوارق طبقية تخلق الفتن والأزمات فبدون نظام يضمن الأمن لن يكون هناك إستقرار ولن يكون هناك حضارة تجعل الدولة رقعة للحب والأمل والتعايش بين جميع مكونات المجتمع فمن يطعن من الخلف كيف يكون سياسيا مصلحا كيف يسوس الناس نحو طريق الخير أبدا لا تنتظر منه أي عمل فاضل يكرم من خلاله المجهود الإنساني لن يرتقي المواطن درجة واحدة في سلم التقدم بل على العكس من ذلك كله تجد كل فرص للحوار الناجح تضيع من يده ويخلق الإختلاف والتفرقة وينشر البلابل والشر المستطير السياسي لا يفكر في جعل الحلم واقعا ولا يعرف جنة الشعراء على الأرض ولن يدخل هذآلمعنى العميق إلى قلبه ولن يسري في روحه أبدا لأن له تصورا آخر
يركز عليه أكثر فهو بعقليته الإنتهازية بعقليته الإستغلالية يعادي كل من يذكره بالدمقراطية الحقة والفعلية لذلك تراه يطلق خطابات فارغة جوفاء لاتحمل في مضمونها سوى سحر التسويف في أسلوب مهترء فيه لغة الوعد والتواكل إلى ما لا نهاية
والسياسي ضميره ميت منفصل عن حس الجماعة فهو الذي يخلق المشكلات الكبرى وهو الذي يستعبد الإنسان بإجباره على طاعة القوانين التي سطرها حتى وإن كانت جائرة لا تصلح ولا تليق إن السياسي المتحزب يضع يده في يد الشيطان من أجل خلق الأزمات التي يستفيد منها هو وأذنابه ولا يهمه أن يجعل من الشعب مطية يركبها ويذللها بلسانه المنحرف عن الحق والمنحرف عن كل ما له علاقة بالمواطن الصادق في إنتماءه فكم يعاني ( ياوجعي ٠٠٠)المواطن من الإخلاف بإنجاز الوعود فلا مشارع تقام ولا أهداف تنجز ورغم كل هذا الظهور الواضح في الكذب والخيانةلا تجد من يعتذرللشعب ولا من يقدم إستقالته
ليعبر عن صدق أمانته ووفاءه كلهم يتبرأون من المسؤولية حين تقع الفأس على الرأس كلهم يظهرون ودا وتعاطفازائدين مع الضحايا وكأنهم أولياء الله المصطافون الأخيار وكأنهم لم يخطئوا في أي شيئ ولا يخطئون التصرف في حق الشعب المغلوب على أمره إنها حياة الذل والخذلان أبتلي بها جميع دول العالم الثالث المتخلفة والإنسان قد يطيق كل شيئ إلا الذل فهذا دونه الموت ٠٠٠وكما قيل :طعن الخناجر ولا حكم النذل فِيَّا والشاعر علي علوي كان مميزا في هذه القصيدة القصيرة والتي عرف كيف يصور لنا فيها رغم إيجازها الشديد حالة خطيرة تدل على عقلية أنانية تعرف كيف تبكي مع أهل الميت وتعرف كيف تغسل يدها من الدماء الملطخة في الوقت المناسب دون أن تترك الآثار الدالة على جريمتها الشنعاء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى