حميد العنبر الخويلدي - طوافاً بها..

طوافاً بها
نص من الشعر الاعتباري

طوافاًعلى آخر الذكريات ،
فلعلها الاقربُ للنظر و الاقُربُ للخيال
للقمر والنهر
للشجر والحجر
اقربُ جدّاً للرصاصةِ في ان تعدَّ نفسَها
وترسمَ وجوهَكم ثانيةً كالنجوم
ومن اجل ان لاتغيبوا ولا تُنْسَوا. حتماً تطلُّ وجوهُكم كالمنارةً كعمارة البرج المنيف او كالوردة الزاكية بيد غادة فارعة الطول . تقدّمُها لحبيبها الوَلِهِ فيها هديةً
باسمكم بحسنكم بشهادة صوركم وانتم تبتسمون للموت كآخر الذكرياتِ
اكيدٌ رايتُمُ اللهَ المحبوبَ في اللحظة ففرحتُم اكيدٌ اندفعتم له وبه حلولا. وماعدتم
أيْ صنْاعَ البأس والرجولةِ والعزمِ
فلولا الموج ماكان للبحر غضبةٌ
ولولا الرعد ماانساقت الريح مزجورةً
ولولا انَّ الصقرَ سيّدٌ
ماعُرِفَ الفارقُ ولا عرفتْ طبعَها السلالاتُ دونَه ،،
الاسدُ السبعُ كريمٌ بطلْ
والضبعُ جبانٌ فَشِلْ
أيْ مهجَ الربِّ ،،،. انفخوا بها
فلعلها تحتاج ثانيةً وثالثةً ولاتنقطع ،،
هكذا كل مجرىً يستدام
هكذا الهواءُ يركض والغيمُ يركضُ
والشلال يركض وبغداد امٌّنا جميعاً تركض
ياقرّةَ العين ومرادَ المدن
هكذا الشعاع نافذٌ لابد الى حيث يطردُ جسدَ الظلمة
ونتنَ الظالمين
فما للقحط من هويةٍ الاّ بموت المطر . أو تأخُّرِهِ عن شفاه الارض
ولو اردنا ان نرى السماءَ المبرقةَ ، المطمئنةَ فيكم
السماءَ الاقربَ لارواحكم هناك
نعم كأننا التقينا
وسمعنا وألْقيْنا الخطابَ الجليلَ
مااحوج الدارَ والمدارَ لكم
مااحوج المسافر والطائرَ لكم
مااحوج البعيدَوالقريبَ ان يشعر انكمُ الدلالةُ
وانكمُ المعنى
استوحشت الالسنُ من عبارتها الامينة
والاماكنُ من دفئها الحميم
والخيلُ والليلُ
والجهاتُ والاعمدةُ
هلمّوا لها وضجّوا بها
اما آن اوانكم ان يترجّل
نكاد نموتُ
و يكادُ يجفُّ بنا الهطولُ
لابرقَ و لارعدَ ولا من يخطف البصرَ والاثرَ
انتم غرسنا الكريم وبذور شمسنا المنيرة
نرى ونسمع جيداً،
خوفَ الغرباء وهلعَهم
يرجفون يتساقطون من خريف اسمائكم
فكيف لو يكشفُ الوقتُ عن
مخفيّهِ ويكشفُ الحجب ،،،،



الشاعر
حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى