محمود شاهين - أليس هناك مفهوم مختلف للقائم بالخلق؟

شاهينيات 1425

مسكين المواطن العربي الضائع بين المعتقدات المختلفة والإلحاد . فجميع قنوات التلفزة وغيرها من القنوات المرئية لا تقدم إلا حوارا ت بين ملحد ومؤمن . أو بين مسيحي وشيخ اسلامي . أو لقاءات مع علمانيين ينتقدون الاسلام والنصوص القرآنية وكتب السيرة والتفسير.
أو كاتب او مفكر ينقد الاسلام ويقدم سيرة مختلفة لرسوله أو ينتقد كتبه وأدبياته. والجميع لا يقدمون للمشاهد رؤية مختلفة للوجود وللقائم بالخلق بغض النظر إن كان القائم بالخلق إلها أو طاقة أو الطبيعة نفسها .. وكأنه لا يوجد فلاسفة وعلماء غير الملحدين والمتدينيين .. وليس أمام الانسان المسكين إذا ما تأثر بهذه الأفكار ، إلا أن يبقى متمسكا بإيمانه أو يلحد . فليس هناك طريق ثالث .. لقد أقفلت هذه القنوات العقل العربي على طريقين لا ثالث لهما أما الإيمان وأما الإلحاد.. أية مأساة هذه ؟ أين التصوف في المعتقدات، لماذا لا يتطرق أحد إلى مفاهيمة.. وأين الفلسفة البشرية . وأين الإيمان المختلف كما في التاوية الصينية ، والبوذية ، والشنتوية اليابانية ، والجاينية الهندية .. وغيرها .. وا حسرتاه على هذه الأمة الذاهبة في طريق الانقراض ؟ منذ أيام خضت حوارا مع شاب جامعي لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، قلت يمكن أن يكون عقله منفتحا ويتقبل الفكر الآخر ولو مجرد تقبل .. للأسف كان عقله منغلقا أكبر من عقل أي أمّي متخلف .. عصبت عليه حين قال أنني لا أفهم الدين الاسلامي، الدين الصحيح والحق بالمطلق ، وأن ديانات ومعتقدات وفلسفات وعلوم البشرية كلها خطأ .. آه آه كم أنا حزين لإدراكي أن أمثال مثل هذا الشاب قد يتحولون إلى الداعشية بشكلها الأقبح والأعنف في أي لحظة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى