أخبرتني جدتي أن لكل شيء أوانا:
حصاد الزرع وموت الإنسان؛ نهاية الحكي حيث تضرب القطة السوداء باب البيت في ظلمة الليل والسماء تقذف بكتل نار من برق يتبعه رعد، حتى بنت بهانة انتهى حالها معنا؛ لا أدري لما قال سببا، كان منشرحا في القعدة، منبسط الوجه، يرتشف قطرات من كوب الشاي الذي يتسلى به حتى ظننته يمزح؛ لم تكن هذه عادته؛ إنه يحبها ويغار عليها؛ تزوجها على كبر، وحين يبلغ الرجل مراده من النساء يزهد فيهن، إلا هي تدب في شرايينه؛ يمضى في كل حارة يضرب عينيه باحثا عن أخرى؛ يا ولد إن الواحدة من النسوان لها طعم غير الأخرى؛ أمازحه: لقد أكلت سبعا وهضمت عجلا؛ ينهرني؛أن أحسده.
أضاع أرضه وضرب السوس الساقية، يتعاطى من دكانة الزغبي التي تفتح بابها بعد صلاة العشاء؛ يتسلل إليها أصحاب المزاج؛ حبات جوز الهند؛ حيث تبدو رائحة فمه أشبه بهاون الطعام فيه من كل صنف لون، دكان عطارة متنقل بين الناس.
يخبرني عن الحمراء ذات خد التفاح، يحذرني من أم عرقوب؛ إنها لا شبع لديها، أسخر من عالمه المصاب بهذه الترهات!
رأيته مرة يخرج من جيبه طاقم أسنان، تبادر إلى ذهني ما كان يفعله الدكتور " بوشى " في زقاق المدق؛ نظرت إلى ساقه الخشبية التي لا تنثني، خاتم بإصبعه أظنه من عظم الهرابيد، يضحك ويقفز في سعادة لا تنتهي، يكثر الحديث عن بنت بهانة، كأني أسمع حكاية من عالم الجن؛ شعرها يتماوج ماء بحر؛ ثدياها رمانتان بهما رعش؛ عيناها ناعستان في سمرة الليل، أصابني بعدواه.
مثل ظله تبعته، أسرق القروش من جيب صدار أبي؛ أدس بيض الدحاج ﻷشتري له حبة جوز الهند، كنت أدعوه بخالي!
وما تدرون أن الخال عندنا بمنزلة الوالد، ظللت أمشى وأدور معه في الموالد من كفر إلى عزبة إلى بندر، عند السيدة أم هاشم آلاف مثلنا، مقطوع اليد أو الشفة، مكشوف العورة، وللسيدة مساكين وعجزة؛ فول نابت وصحون البصل، فتة وكوارع؛ في حب السيدة عجول وخراف مولد وكل واحد له في الحب نصيب.
إلا خالي كان نصيبه بنت بهانة؛ بنت سوق وتعرف كيف تصطاد؛ وخالي منفوخ الجيب، يبيع القمح ويدس ثمنه في جيب ما له قرار، جدى غضب عليه؛ كان يتمنظر على أصحابه، يدعو شيخ البلد ويعزم على العمدة أن يشرفه، طالع في العالي.
دارت به الأيام، وتبدل به الحال، طريد في بلاد الله، غاوي موالد، والغجر لهم حيل وألاعيب، رحمة الله على جدتي أخبرتني بفعلهم في صباغة الحمير؛ وقد يحشون دبرها الشطة الحريفة؛ ومن ثم تتقافز وتجري كالرهوان.
شدوه بحبل الهوى الغلاب، ترك الكفر وساح في بلاد الله يتبع خطواتها كظلها، أصابتني بلواه فتلك عدوى لا شفاء منها، مجنون وطبع الشباب فتونة تملأ جراب الحاوي.
صادته بنت بهانة رمت له بشباك رمشها، حمل لها الطبلة والمشنة.
هدت حيله من اللف والدوران وجرب كل الحبهان واليانسون والحلبة حتى الحبة الزرقاء، هزل عوده وأصابه الضمور، رقد في ركن الدار، يلاعبه الذباب، ويحاوره الناموس.
كلما جاء وافد إلينا عرف بقصته؛ أعجبته الحياة يلوك سيرته مع بنت بهانة صييت المولد؛ يا عيني على الجدع لما ضربته لفحة من هوى بنت بهانة.
أخيرا ألقت به؛ فرغ جيبه ونشف عوده، في المحروسة تلتهم النسوان شباب الرجال دون رحمة، مرت عليه الليالي يتجرع الهم، حتى كانت تلك المرة التي شخص بصره، تبع طيفها لم يعد يذكر غيرها، مات وفي قلبه حسرة أن غابت بنت بهانة.
حصاد الزرع وموت الإنسان؛ نهاية الحكي حيث تضرب القطة السوداء باب البيت في ظلمة الليل والسماء تقذف بكتل نار من برق يتبعه رعد، حتى بنت بهانة انتهى حالها معنا؛ لا أدري لما قال سببا، كان منشرحا في القعدة، منبسط الوجه، يرتشف قطرات من كوب الشاي الذي يتسلى به حتى ظننته يمزح؛ لم تكن هذه عادته؛ إنه يحبها ويغار عليها؛ تزوجها على كبر، وحين يبلغ الرجل مراده من النساء يزهد فيهن، إلا هي تدب في شرايينه؛ يمضى في كل حارة يضرب عينيه باحثا عن أخرى؛ يا ولد إن الواحدة من النسوان لها طعم غير الأخرى؛ أمازحه: لقد أكلت سبعا وهضمت عجلا؛ ينهرني؛أن أحسده.
أضاع أرضه وضرب السوس الساقية، يتعاطى من دكانة الزغبي التي تفتح بابها بعد صلاة العشاء؛ يتسلل إليها أصحاب المزاج؛ حبات جوز الهند؛ حيث تبدو رائحة فمه أشبه بهاون الطعام فيه من كل صنف لون، دكان عطارة متنقل بين الناس.
يخبرني عن الحمراء ذات خد التفاح، يحذرني من أم عرقوب؛ إنها لا شبع لديها، أسخر من عالمه المصاب بهذه الترهات!
رأيته مرة يخرج من جيبه طاقم أسنان، تبادر إلى ذهني ما كان يفعله الدكتور " بوشى " في زقاق المدق؛ نظرت إلى ساقه الخشبية التي لا تنثني، خاتم بإصبعه أظنه من عظم الهرابيد، يضحك ويقفز في سعادة لا تنتهي، يكثر الحديث عن بنت بهانة، كأني أسمع حكاية من عالم الجن؛ شعرها يتماوج ماء بحر؛ ثدياها رمانتان بهما رعش؛ عيناها ناعستان في سمرة الليل، أصابني بعدواه.
مثل ظله تبعته، أسرق القروش من جيب صدار أبي؛ أدس بيض الدحاج ﻷشتري له حبة جوز الهند، كنت أدعوه بخالي!
وما تدرون أن الخال عندنا بمنزلة الوالد، ظللت أمشى وأدور معه في الموالد من كفر إلى عزبة إلى بندر، عند السيدة أم هاشم آلاف مثلنا، مقطوع اليد أو الشفة، مكشوف العورة، وللسيدة مساكين وعجزة؛ فول نابت وصحون البصل، فتة وكوارع؛ في حب السيدة عجول وخراف مولد وكل واحد له في الحب نصيب.
إلا خالي كان نصيبه بنت بهانة؛ بنت سوق وتعرف كيف تصطاد؛ وخالي منفوخ الجيب، يبيع القمح ويدس ثمنه في جيب ما له قرار، جدى غضب عليه؛ كان يتمنظر على أصحابه، يدعو شيخ البلد ويعزم على العمدة أن يشرفه، طالع في العالي.
دارت به الأيام، وتبدل به الحال، طريد في بلاد الله، غاوي موالد، والغجر لهم حيل وألاعيب، رحمة الله على جدتي أخبرتني بفعلهم في صباغة الحمير؛ وقد يحشون دبرها الشطة الحريفة؛ ومن ثم تتقافز وتجري كالرهوان.
شدوه بحبل الهوى الغلاب، ترك الكفر وساح في بلاد الله يتبع خطواتها كظلها، أصابتني بلواه فتلك عدوى لا شفاء منها، مجنون وطبع الشباب فتونة تملأ جراب الحاوي.
صادته بنت بهانة رمت له بشباك رمشها، حمل لها الطبلة والمشنة.
هدت حيله من اللف والدوران وجرب كل الحبهان واليانسون والحلبة حتى الحبة الزرقاء، هزل عوده وأصابه الضمور، رقد في ركن الدار، يلاعبه الذباب، ويحاوره الناموس.
كلما جاء وافد إلينا عرف بقصته؛ أعجبته الحياة يلوك سيرته مع بنت بهانة صييت المولد؛ يا عيني على الجدع لما ضربته لفحة من هوى بنت بهانة.
أخيرا ألقت به؛ فرغ جيبه ونشف عوده، في المحروسة تلتهم النسوان شباب الرجال دون رحمة، مرت عليه الليالي يتجرع الهم، حتى كانت تلك المرة التي شخص بصره، تبع طيفها لم يعد يذكر غيرها، مات وفي قلبه حسرة أن غابت بنت بهانة.
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.
www.facebook.com