شريف محيي الدين إبراهيم - هوس التعلق

في بعض الأحيان يتعرض شخص ما، لمشكلة كبرى وهي التعلق بفرد آخر، وتزداد المشكلة حين يكون هذا الإنسان غير أهل لذلك!!
و يأخذ هذا التعلق مظهرا عجيبا ، فهو ليس حبا بين رجل وامرأة، أو صداقة بين طرفين، وإنما هي في الحقيقة حالة ارتباط مرضية، وقد تحدث هذه الحالة للأطفال وخاصة الفتيات...
وقد تبين أن الأنثى المتعلقة بأمها نادرا ما تتعلق بأحد ،كما أن
الواثق من نفسه لا يتعلق بأحد .

إن أكبر سبب يدفع لهوس التعلق هو الفراغ،و التركيز على المتعلق به والتفكير فيه بعمق خاصة قبل النوم مباشرة وكذلك عند الاستيقاظ.
،وإذا كان الواقع في تلك الحالة المرضية طفل فلابد من تدخل الوالدين، وبذل جهد مضاعف لتنمية مهارات طفلهما، وتوفير بدائل تمكنه من التعامل معها لتعزيز ثقته في نفسه.

وقد يحتاج أيضا الإنسان الناضج إلى مساعدة من حوله، لأن الواقع في تلك الحالة، يبدو وكأنه معصوب العينين، يكاد لا يبصر خارج دائرته، فهو هنا يحتاج إلى طرف ثالث يرى من الخارج يعينه على تجاوز ذلك الهوس المرضي...

قد يقنعك شخص ما أنه لا مثيل له، أو قد تتصور انت ذلك وحدك، فان صدقت ذلك واعتقدته يحدث فورا التعلق، و الحقيقة إن كل شخص يوجد منه عشرات النسخ المتكررة، بل ويوجد من هو أفضل منه .
و عندما يكون التعلق بسبب المال أو الجمال أو حتى السلطة فإنه يسهل فك هذا التعلق، أما التعلق الذي يكون صعب التخلص منه فهو التعلق بسبب الصفات، والمقومات الشخصية لفرد كالاسلوب والفكر، ويكون على الفرد هنا العمل على تطوير شخصيته بالتعلم والتدريب، وتنمية نقاط قوته ومعرفة نقاط ضعفه والعمل على علاجها، اواضعافها.
فكلما قل الاحتياج قل التعلق ، وكلما عانى الإنسان حرمانا أو اضطهادا أو انتقادا، كلما تعلق بأول من يمنحه، ما ينقصه .
هذا الموضوع هام جدا ويجب الاهتمام به لأن بعض الحالات تصل إلى مرحلة سيئة جدا تنعكس في صورة اكتئاب قد يتفاقم ويدفع صاحبه للانتحار، وخاصة في حال تلاعب الطرف المتعلق به بمن يتعلق به، فيدفعه للاحباط والشعور بالحزن الشديد، حتى تتضاءل قيمة نفسه وحياته كلها فيبدو مسلوب الإرادة غير مدرك لعواقب أي فعل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى