طارق حرب - احذية البغداديين في العقد الرابع من القرن العشرين

في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن أحذية البغداديين في العقود الاربعة الاولى من القرن العشرين بأعتبارها بداية لأنتهاء الاحذيه التي كان يرتديها أهل بغداد نهاية العهد العثماني وبادئ ذي بدء ان هنالك الكثير من أهالي بغداد في تلك الفترة كانوا من الحفاة لضيق ذات اليد في تلك الازمنه لعدم قدرتهم على شراء الحذاء مالياً أو لأنهم يرتدون في أحذيتهم ما يسمى حذاء والحقيقه هو( مركوب) كما يسمى شعبياً ولا تتوفر فيه مواصفات الحذاء بالحد الادنى ولعل ذكر الحفاة لا بد ان يذكرنا بالشيخ الصوفي المشهور بشر الحافي الذي عاش في بغداد نهاية المائه الثانيه وبداية المائه الثالثه للهجره حيث بقى حافياً حتى وفاته كونه سمع كلاما من مصلح الاحذيه كان قد طلب منه اصلاح حذائه وتناغماً مع فكره الصوفي الذي يقوم على الزهد.
لقد كانت أحذية الرجال تبدأ من( اليمني) وهو على اشكال فمنه اليمني الأحم البغدادي وهو من جلد السختيان الرخيص أو اليمني الموصلي ومن السختيان أيضاً لكنه أحسن صنعاً من البغدادي فلونه غامق ونعله من جلد الجاموس أو يمني حلب ويصنع من جلد الميش وهو أجود من النوعين السابقين ولونه غامق وجلده محبب وهو أجود صنعاً من كافة أنواع اليمنيات ويباع بسعر أغلى لجودته ولأنه مستورد من مدينة حلب السوريه المختصه بصنع هذه اليمنيات ثم اليمني البغدادي المعروف ( القبه دار) وهو اليمني الثقيل الصلب الذي يخرج صوتاً عند السير به ( الچزچزه) والذي لا يمكن لبسه الا بعد ان يرتديه المجذوب( المجنون) صالح عتعت لعدة أيام بحيث يجعله مرناً وهذا النوع أعتاد القصابون لبسه.
وكان هنالك( البوتين) وهو الحذاء العالي ثم( القندره) بشكليها بالقيطان وبدونه( القبغلي) وأشتهر يهود بغداد بصنع القنادر وكان تجمعهم في سوق المراديه كان أشهر القندرچيه في بغداد في سوق السراي وهو الاسطى مجيد حيث كان يجلس بدكان بسوق السراي بشكله الانيق ووسامته وطربوشه العثماني الذي لا ينزعه والذي بمنصب مختار محلة الشيخ بشار في الكرخ وكان والداً للواء جميل وخال علوان حسين
مدير الشرطه في تلك الايام حيث كان يرفض عمل الاحذيه من الجلد الرخيص اذ يكرر انني لا أفقد مهارتي وسمعتي بهذا فأما أن يكون الجلد من النوع الجيد من نوع( كلاصو) أو من نوع( الشفرو ) ولا استعمل المواد الرخيصه الرديئه.
وبدأ استيراد الاحذيه من بريطانيا وفرنسا حيث تولى المستوردون الذين ذكرناهم في الدليل فأشتهرت من القنادر المستورده(سكسون وبالي)
أما النعال الجلدي والبابوح والكلاش فكان ملبوس الفقراء من أهل بغداد أو للاستعمالات المنزليه ما عدا الكالات الحريريه فيلبسها الوجهاء ومن البغداديين الذين أشتهروا بلبس هذه الكاله عبد اللطيف ثنيان الصحفي المشهور والشاعر المعروف جميل صدقي الزهاوي وكثير من كبار تجار الاغنام أما الحذاء على شكل ( چزمه) الطويله فيلبسها ضباط الجيش وضباط الشرطه وفي تلك الفتره حضر الى بغداد (القندرچي) اللبناني الشهير (بطمانيان) وفتح محلا لبيع الاحذيه في شارع النهر بجوار دكاكين الصابئه للصياغه وحضر مع هذه الشخصيه شخصية لبنانيه أخرى هو النجار اللبناني المشهور( بطيخه) حيث ظهرت في بغداد ( قنفات) بطيخه التي أشتهرت في بيوت أثرياء بغداد في ذلك الزمان
وقد نشر دليل المملكه العراقيه لسنة ١٩٣٦ مستوردي الاحذيه في بغداد وهم ابراهيم منشي حلاوي في سوق السراي و صبري وافرايم شمعون متي و جاستن وحسو اخوان ودانيال شمعون موشي وصيون شمعون وفيكتور شاؤول ونوفكس في شارع الرشيد وأوروز دي باك وعبد الحميد وعيسى العمران وڤينوس في شارع المستنصر ومير حسقيل مراد في ساحة الگمرگ أما بائعي الاحذيه بالمفرد أو ما يسمى شعبياً ( القندرچي) فقد كانت محلات هذه الاحذيه في شارع الرشيد هي محلات آرام الكساد واسماعيل محمد وباروخ الياهو وجبوري حاج حبيب وحسين سلمان وحسين عبد وسركيس أوانيس وسركيس برخاص وصفائيل بطرس ومحمد بشير ومصطفى ناصر وناجي محمود ويعقوب حسقيل چويله وفي شارع المأمون محل عبو جواد وفي شارع المستنصر كبوكيان أخوان أما معامل الاحذيه فكانت في شارع الرشيد معامل الأحذيه العراقي والرشيد وعزرا ابراهيم صالح وعلي صائب الخضيري والنشء الجديد وفي شارع العلويه فكان هناك معمل باتا ووجدنا في الدليل دعاية لمعمل النشء الجديد حيث يذكر صاحبه السيد عبود جواد خفاف ان معمله لصنع الاحذيه يؤدي خدمته للصناعه الوطنيه بما ينتجه الى الاسواق الوطنيه من انتاج يضاهي ما تنتجه المعامل الغربيه وان المعمل في شارع المأمون والمحل في شارع الرشيدوهنالك اعلان لمعمل عزرا ابراهيم صالح الذي يذكر انه الوحيد الذي يمكنه أن يرضي الزبون بأحذيته الفاخره والمتقنه.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى