سعيد الشحات - سيد قطب يكشف خطة تنظيمه الإرهابى بنسف بعض المنشآت لشل حركة المواصلات فى القاهرة.. واغتيال شخصيات فى مقدمتها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء

ذات يوم.. 23 أكتوبر


يواصل سيد قطب كشف الحقائق حول نشأة وخطط تنظيم جماعة الإخوان الإرهابى، بقيادته عام 1965، وذلك فى وثيقته «لماذا أعدمونى؟»، والتى انتهى من كتابتها يوم 22 أكتوبر، 1965، أثناء التحقيقات معه، بعد القبض عليه وعلى عناصر التنظيم فى أغسطس 1965، «راجع، ذات يوم، 22 أكتوبر 2021».
يكشف «قطب» فى وثيقته أسرار بناء التنظيم، والبحث عن المال والسلاح له، والاتصالات بالخارج، والتدريب على العمليات الإرهابية، وتعارفه على السيدة زينب الغزالى لأول مرة بعد خروجه من السجن بعفو صحى عام 1964.
يذكر أسرار وصول شحنة السلاح للتنظيم من دولة عربية، وتأكيده بأن هذه الأسلحة بأموال إخوانية من خاصة مالهم، وأنها اشتريت وشحنت بوسائل مأمونة، ويؤكد أن المال الموجود كوديعة لدى الشيخ عبدالفتاح إسماعيل، أعطى إذنا بالإنفاق منه على الصناعة المحلية للمتفجرات، وعلى استلام شحنة الأسلحة.
يذكر خطة التنظيم فى مقاومة السلطة حال اعتدائها عليهم، يؤكد: «قلت إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه فيجب أن يكون ذلك فى ضربة رادعة توقف الاعتداء، وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم»، ووفقا لهذا جاءت قيادات التنظيم فى اللقاء التالى، ومع أحمد عبدالمجيد، بقائمة باقتراحات تتناول الأعمال التى تكفل شل الجهاز الحكومى عن متابعة الإخوان فى حالة ما إذا وقع الاعتداء عليهم، وهذه الأعمال هى الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم باغتيال شخصيات سياسية فى مقدمتها رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر، ومدير البوليس الحربى، ومدير المخابرات، ثم نسف لبعض المنشآت التى تشل حركة مواصلات القاهرة، لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها، وفى خارجها كمحطة الكهرباء والكبارى.
يقول إنه حين عرضوا عليه ذلك، قال لهم: «إن هذا إذا أمكن يكون كافيا كضربة رادعة، ورد الاعتداء على الحركة، وهو الاعتداء الذى يتمثل فى الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد، ولكن ما هى الإمكانيات العملية عندكم للتنفيذ؟»، يكشف: «ظهر من كلامهم أنه ليست لديهم الإمكانيات اللازمة، وأن بعض الشخصيات كرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، وربما غيرهم كذلك عليهم حراسة قوية لا تجعل التنفيذ ممكنا، فضلا عن أن ما لديهم من الرجال المدربين والأسلحة اللازمة غير كاف لمثل هذه العمليات، وبناء على ذلك اُتفق على الإسراع فى التدريب بعدما كنت أرى تأجيله، ولا أتحمس له باعتباره الخطوة الأخيرة فى خط الحركة وليس الخطوة الأولى».
يذكر: «جرى فى أثناء المناقشات الأولية عن الإجراءات التى تتخذ للرد على الاعتداء إذا وقع على الإخوان اعتداء حديث غير تدمير القناطر الخيرية الجديدة، وبعض الجسور والكبارى كعملية تعويق، ولكن هذا التفكير اُستبعد لأنه تدمير لمنشآت ضرورية لحياة الشعب، وتؤثر فى اقتصاده، وجاء استبعاد هذه الفكرة بمناسبة حديث لى معهم عن أهداف الصهيونية فى هذه المرحلة من تدمير المنطقة.. أولا: من ناحية العنصر البشرى بإشاعة الانحلال العقيدى والأخلاقى، ثانيا: من ناحية تدمير الاقتصاد.. وأخيرا التدمير العسكرى.. فقال الأخ على العشماوى بهذه المناسبة: ألا يخشى أن نكون فى حالة تدمير القناطر والجسور والكبارى مساعدين على تنفيذ المخططات الصهيونية من حيث لا ندرى ولا نريد؟».
يضيف: «نبهتنا هذه الملاحظة إلى خطورة العملية، فقررنا استبعادها والاكتفاء بأقل قدر ممكن من تدمير بعض المنشآت فى القاهرة، لشل حركة الأجهزة الحكومية عن المتابعة، إذ أن هذا وحده هو الهدف من الخطة، ولكن الأمر فى هذا كله سواء فى القضاء على أشخاص أومنشآت لم يتعد التفكير النظرى، ذلك أنه إلى آخر لحظة لم تكن لديهم إمكانيات فعلية للعمل - كما أخبرونى من قبل - وكانت تعليماتى لهم ألا يقدموا على أى شىء، إلا إذا كانت لديهم الإمكانيات الواسعة».
قول «قطب» فى الوثيقة: «إن القضاء على أشخاص أو منشآت لم يتعد التفكير النظرى»، ليس صحيحا، فأقوال المتهمين الآخرين من أعضاء التنظيم فى تحقيقات النيابة وأمام المحكمة، كانت عكس كلامه هذا، وتكشف أنه تم عقد اجتماعات ووضعت خطط من أجل تنفيذ عمليات اغتيال رئيس الجمهورية فى الاسكندرية، وأنه تم صنع المتفجرات والقنابل والمفرقعات بمواد كيمائية جلبها عناصر تابعة للتنظيم ويعلمون معيدين فى كليات العلوم، وسرقوا هذه المواد من معامل كلياتهم، وأنه تم عمل رسوم هندسية ومعاينة محطات كهرباء فى القاهرة والإسكندرية، ومعاينة مطار القاهرة ومحطة الكهرباء فيه، ومعاينة مبنى الإذاعة والتليفزيون، وتم وضع خطط لتفجير 11 كوبرى على مستوى الجمهورية، واعترف حلمى حتحوت، المعيد بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، بأنه هو من وضع الخطة لهذا الأمر.




..............................................................
سعيد الشحات_اليوم السابع



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى