عمر حمداوي - قراءة : مقتضبة في شعر نور الدين برحمة

نور الدين برحمة

النص


وما العبث
غير ان تركب
قطار الحياة
وتنزل
في مدينة بلا احلام

ينزل المطر
من الارض
الى السماء
فيكون
ذلك السراب

تشد بيد عاشقة
خرساء كالزمن
لا تسمع منها غير
اغنيات
السكة
على هامش المحطات

ذلك المجنون هناك
الذي رأيته
كالحقيقة
جسده من دخان
وأسماله على الرصيف
لجة من نار

وذلك الغراب
فوق رأسه
ينقر لحظات الخواء
فينثر الذكريات
على أرصفة النسيان
وهذا
وذلك
وما العبث
غير ان تركب
قطار الحياة

قراءة :
********

قصيدة جميلة و قراءة رائعة حزت فيهما كلا الحسنيين فهنيئا لك وهنيئا لنا بك جمال يظل يتوسع في القلب مع كل نغمة وحرف موسيقى القراءة تساوت مع موسيقى الآلة وما ذلك إلا دليل على أن الروح في إنسجام مع الطبيعة الشعرية قطار الحياة يسير بنا ونحن في إمتلاء بالرغبة في فهم ما يجري من حولنا والأحاسيس تتحرك مع الطبيعة وتسري فيها هكذا نبأتنا القصيدة وأوحت لنا بأن الأرض والسماء في علاقة قائمة لا تنتهي وعند الشعور بسحر هذه العلاقة يتكاثر الشعور بالجمال حتى أنه غدى ملاذا لعمر الإنسان والعبث هنا عبث يبين الأشياء بأضدادها هو عبث من خلى قلبه من الفن ولم يعد يقوى أن يرى الحياة من جوانبها المفعمة شعرا جيدا وكل الشعر الذي يخرج من القلب جيد كهذا الذي أمتعتنا به اللحظة صور تزين النص ببلاغة تريد أن تقول كل شيئ باسلوب موجز يرمز للحياة والموت معا

( ينزل المطر
من الأرض
إلى السماء)

لم يقلب الشاعر الصورت ولم يعكسها كما يبدو في التعبير ولكن أتى بشيئ جديد وملاحظة جديدة وقوية فيها نوع من التأمل للجمال نوع يحفز الخيال على التتفكير الجدي وهذا هو الشعر حين يتركب بجميع معانيه فهو مؤلف من فنون وظنون وهيامات وهنا أراد لها الشاعر أن تلتقي وتتوحد لتجزل العطاء وتكمله وتركبه في معنى له خصوصيته المقبولة التي تطرب الأصحاب وتسلب الألباب فكان له ما أراد لما شق بتفكيره نحو التصور الجديد ذي الأبعاد التي قل ان تخطر على بال من يحاول الوصول والنفاد إلى الاعماق
السراب هو كل ما يأمله الإنسان من ما يجول في باله ولكن لا يمكنه الإمساك به فتظل حياته تسير على هذا المنوال من دون نهاية أي كن دون بلوغه ما يريد فهو دائم الإحساس بعدم الكمال وطبعا لن يكون له ذلك سواء أحب أم كره سراب يبقى سراب ويتبعه سراب سراب في سراب لذلك كان الحزن صوت واضح في القصيدة لا يمكن إخفاءه
وهذا وذاك العبت
أي أن الحقيقة في الأشياء وفي الوقت والامكنة وفي كل شيئ هي الفناء والزوال وعدم الثبوت والبقاء فإذا ما قال ينزل المطر من الأرض إلى السماء فلا لوم ولا حرج عليه لأنه جزء من إكتشاف الحقيقة الواقعة وهذا لا يستحق إلى ادلة وإنما يستحق أن يقع الأتفاق عليه فهو سر لا يبلغه إلا الشعراء الذين تشربوا عشق الحياة أو نفروا منها وهنا لا نستطيع ان نجزم ان الشاعر نفر من الحياة كلا وبلى وعلى ما يظهر أن الظروف المتناقضة مع طبيعة الشاعر هي التي ترغمه على الثورة مع ذاته وعليها غي نفس الآن إنه يستدعي الكثير من التصورات ويقف عندها ليفهم كنهها والإشارات التي تبعثها الفكر والنفس الغراب او الطير له رموز تتعلق بالموت والتعفن والإبادة ورموز أخرى وموقعه هنا صادم تم توضيف دوره على انه يدعو إلى النهايات المؤلمة ومن ثم مصدر الشاغر الذي ينجزه في قطعته هذه المتشائمة مع الحال التي تتقمصه والطير تاكل من رأس الإنسان الحي في كل لحظة كما أكلت من راس صاحب الحلم والحظ السيئ
فينثر الذكريات على أرصفة النسيان
لن تبقى غير الذكريات المنتثرة على أرصفة ما ماضي وانقضى من العمر المتضجر من ضجيج الايام الخوالي العمر يمر بسرعة فيصبح كالحلم لا لذة ولا متعة مجرد تعذب قبالة كل بسمة دمعة كما وسم جبران خليل جبران احد مؤلفاته ب دمعة وابتسامة . او العنوان الآخر الارواح الهائمة أو التائه او المجنون وكما شعر أبو العلاء المعري فأشعر الناس هذا جناه علي أبي وما جنيت على أحد وطلب أن يكتب البيت الشعري على شاهدته وكما شعر غيرهم من الذين تعذبوا في الحياة وسجلوا ذلك ولم يخفوه عن الناس كانت الحياة بالنسلة لهم عذاب صعب أخذ منهم وقتا طويلا بل عمرا كاملا في شرحه وتفسيره ووصفه على ما هو عليه كحقيقة يجب أن تعلم من هذا التصور او المنطلق نشعر ان الشاعر نور الدين برحمة يكون نظرته ويظيف سطورا من فكره إلى ماكان ويكون مستقبلا تلك القراءات التي فسر بها وجهة رايه المنتقدة للواقع والحياة بكل تحولاتها وإنجرافاتها
وهكذا :
تركب قطارات الحياة وتنزل
في مدينة بلا أحلام
بلا أحلام حقيقية تسعد بلا منجزات حقيقية تدخل البهجة والسرور في قلوب الناس التواقة إلى السلم والامن والمحبة و العدل بلا آمال مرجوة تطمئن وتهدف إلى نشر الخير والفضيلة وتعميممها بلا رحمة ينال كل فرد منها نصيبا يرضيه حياة نكداء تأكل لحم البشر حياة قاسية حياة بلا حياة حياة فاسدة هي مجرد إسم هي حبر على ورق و كلام فضفاض ضايع بلا روح او معنى ياتيها الإنسان وينسحب وقد يصيبه الجنون فيعيشها بلا عقل منطقي ولا فهم فيكون كالغريق في اليم دون اكسجين أوالمحترق في النار الملتهبة دعه يحترق الى ما لا نهاية وأذكر هنا مقطع الشاعر عبد اللطيف اللعبي أريد أن أحيا المهمة شاقة
وفعلا السيد يعني ما يقول فقد هجم على بيته لصوص اغراب همج فقرر الرحيل مع زوجته الفرنسية إلى الخارج عله يجد بغيته هناك وينعم في هداة وسكون ولو قليلا افضل من ان تتسبب لنفسكوغي الهلاك على علم ودراية كمن يتربص بنفسه
الاضرار هناك من يسير في الحياة وهناك من يحملها وبينهما فروق بقدر السعيد والشقي كل بيئة وما تنتجه كل محيط وما يدور فيه من هواء فاسد او نقي والاستاذ بالرحمة يعني ما يقول :
تشد بيد عاشقة خرساء كالزمن
لا تسمع منها غير اغنيات السكة
كزمننا هذا الذي نعيشه كالانعام كزمننا هذا الذي نعيشه ونحن له كارهون مما لحقنا منه من ذل على جميع المستويات والطبقا و هذا ليس تيئيسا كما يزعم الزاعمون بل هو الهول والويل واليأس الذي يصدره أعوان الشيطان وكيف ينكر ذلك كله وهذاحسن اوريد بقول
Omar
Omar Hamdaoui
قراءة : مقتضبة : عمر حمداوي
شعر : نور الدين برحمة

النص
********

وما العبث
غير ان تركب
قطار الحياة
وتنزل
في مدينة بلا احلام

ينزل المطر
من الارض
الى السماء
فيكون
ذلك السراب

تشد بيد عاشقة
خرساء كالزمن
لا تسمع منها غير
اغنيات
السكة
على هامش المحطات

ذلك المجنون هناك
الذي رأيته
كالحقيقة
جسده من دخان
وأسماله على الرصيف
لجة من نار

وذلك الغراب
فوق رأسه
ينقر لحظات الخواء
فينثر الذكريات
على أرصفة النسيان
وهذا
وذلك
وما العبث
غير ان تركب
قطار الحياة

قراءة :
********

قصيدة جميلة و قراءة رائعة حزت فيهما كلا الحسنيين فهنيئا لك وهنيئا لنا بك جمال يظل يتوسع في القلب مع كل نغمة وحرف موسيقى القراءة تساوت مع موسيقى الآلة وما ذلك إلا دليل على أن الروح في إنسجام مع الطبيعة الشعرية قطار الحياة يسير بنا ونحن في إمتلاء بالرغبة في فهم ما يجري من حولنا والأحاسيس تتحرك مع الطبيعة وتسري فيها هكذا نبأتنا القصيدة وأوحت لنا بأن الأرض والسماء في علاقة قائمة لا تنتهي وعند الشعور بسحر هذه العلاقة يتكاثر الشعور بالجمال حتى أنه غدى ملاذا لعمر الإنسان والعبث هنا عبث يبين الأشياء بأضدادها هو عبث من خلى قلبه من الفن ولم يعد يقوى أن يرى الحياة من جوانبها المفعمة شعرا جيدا وكل الشعر الذي يخرج من القلب جيد كهذا الذي أمتعتنا به اللحظة صور تزين النص ببلاغة تريد أن تقول كل شيئ باسلوب موجز يرمز للحياة والموت معا

( ينزل المطر
من الأرض
إلى السماء)

لم يقلب الشاعر الصورت ولم يعكسها كما يبدو في التعبير ولكن أتى بشيئ جديد وملاحظة جديدة وقوية فيها نوع من التأمل للجمال نوع يحفز الخيال على التتفكير الجدي وهذا هو الشعر حين يتركب بجميع معانيه فهو مؤلف من فنون وظنون وهيامات وهنا أراد لها الشاعر أن تلتقي وتتوحد لتجزل العطاء وتكمله وتركبه في معنى له خصوصيته المقبولة التي تطرب الأصحاب وتسلب الألباب فكان له ما أراد لما شق بتفكيره نحو التصور الجديد ذي الأبعاد التي قل ان تخطر على بال من يحاول الوصول والنفاد إلى الاعماق
السراب هو كل ما يأمله الإنسان من ما يجول في باله ولكن لا يمكنه الإمساك به فتظل حياته تسير على هذا المنوال من دون نهاية أي كن دون بلوغه ما يريد فهو دائم الإحساس بعدم الكمال وطبعا لن يكون له ذلك سواء أحب أم كره سراب يبقى سراب ويتبعه سراب سراب في سراب لذلك كان الحزن صوت واضح في القصيدة لا يمكن إخفاءه
وهذا وذاك العبت
أي أن الحقيقة في الأشياء وفي الوقت والامكنة وفي كل شيئ هي الفناء والزوال وعدم الثبوت والبقاء فإذا ما قال ينزل المطر من الأرض إلى السماء فلا لوم ولا حرج عليه لأنه جزء من إكتشاف الحقيقة الواقعة وهذا لا يستحق إلى ادلة وإنما يستحق أن يقع الأتفاق عليه فهو سر لا يبلغه إلا الشعراء الذين تشربوا عشق الحياة أو نفروا منها وهنا لا نستطيع ان نجزم ان الشاعر نفر من الحياة كلا وبلى وعلى ما يظهر أن الظروف المتناقضة مع طبيعة الشاعر هي التي ترغمه على الثورة مع ذاته وعليها غي نفس الآن إنه يستدعي الكثير من التصورات ويقف عندها ليفهم كنهها والإشارات التي تبعثها الفكر والنفس الغراب او الطير له رموز تتعلق بالموت والتعفن والإبادة ورموز أخرى وموقعه هنا صادم تم توضيف دوره على انه يدعو إلى النهايات المؤلمة ومن ثم مصدر الشاغر الذي ينجزه في قطعته هذه المتشائمة مع الحال التي تتقمصه والطير تاكل من رأس الإنسان الحي في كل لحظة كما أكلت من راس صاحب الحلم والحظ السيئ
فينثر الذكريات على أرصفة النسيان
لن تبقى غير الذكريات المنتثرة على أرصفة ما ماضي وانقضى من العمر المتضجر من ضجيج الايام الخوالي العمر يمر بسرعة فيصبح كالحلم لا لذة ولا متعة مجرد تعذب قبالة كل بسمة دمعة كما وسم جبران خليل جبران احد مؤلفاته ب دمعة وابتسامة . او العنوان الآخر الارواح الهائمة أو التائه او المجنون وكما شعر أبو العلاء المعري فأشعر الناس هذا جناه علي أبي وما جنيت على أحد وطلب أن يكتب البيت الشعري على شاهدته وكما شعر غيرهم من الذين تعذبوا في الحياة وسجلوا ذلك ولم يخفوه عن الناس كانت الحياة بالنسلة لهم عذاب صعب أخذ منهم وقتا طويلا بل عمرا كاملا في شرحه وتفسيره ووصفه على ما هو عليه كحقيقة يجب أن تعلم من هذا التصور او المنطلق نشعر ان الشاعر نور الدين برحمة يكون نظرته ويظيف سطورا من فكره إلى ماكان ويكون مستقبلا تلك القراءات التي فسر بها وجهة رايه المنتقدة للواقع والحياة بكل تحولاتها وإنجرافاتها
وهكذا :
تركب قطارات الحياة وتنزل
في مدينة بلا أحلام
Omar
Omar Hamdaoui
بلا أحلام حقيقية تسعد بلا منجزات حقيقية تدخل البهجة والسرور في قلوب الناس التواقة إلى السلم والامن والمحبة و العدل بلا آمال مرجوة تطمئن وتهدف إلى نشر الخير والفضيلة وتعميممها بلا رحمة ينال كل فرد منها نصيبا يرضيه حياة نكداء تأكل لحم البشر حياة قاسية حياة بلا حياة حياة فاسدة هي مجرد إسم هي حبر على ورق و كلام فضفاض ضايع بلا روح او معنى ياتيها الإنسان وينسحب وقد يصيبه الجنون فيعيشها بلا عقل منطقي ولا فهم فيكون كالغريق في اليم دون اكسجين أوالمحترق في النار الملتهبة دعه يحترق الى ما لا نهاية وأذكر هنا مقطع الشاعر عبد اللطيف اللعبي أريد أن أحيا المهمة شاقة
وفعلا السيد يعني ما يقول فقد هجم على بيته لصوص اغراب همج فقرر الرحيل مع زوجته الفرنسية إلى الخارج عله يجد بغيته هناك وينعم في هداة وسكون ولو قليلا افضل من ان تتسبب لنفسكوغي الهلاك على علم ودراية كمن يتربص بنفسه
الاضرار هناك من يسير في الحياة وهناك من يحملها وبينهما فروق بقدر السعيد والشقي كل بيئة وما تنتجه كل محيط وما يدور فيه من هواء فاسد او نقي والاستاذ بالرحمة يعني ما يقول :
تشد بيد عاشقة خرساء كالزمن
لا تسمع منها غير اغنيات السكة
كزمننا هذا الذي نعيشه كالانعام كزمننا هذا الذي نعيشه ونحن له كارهون مما لحقنا منه من ذل على جميع المستويات والطبقا و هذا ليس تيئيسا كما يزعم الزاعمون بل هو الهول والويل واليأس الذي يصدره أعوان الشيطان وكيف ينكر ذلك كله وهذاحسن اوريد بقول يئست حتى من نفسي
ونحن وجدنا قوله مناسبا لوصف المرحلة التي علينا قطعها بصبر ايوب اما صبر الشعراء والعلماء فقد نفد ولم بيقى منه ما يكفي لقطع مسافة الحياة المؤلمة وصدق الفيلسوف حين قال حياة قصيرة واسعة خير من حياة ضيقة طويلة .
وقال الشاعر سعادة أبو أعراق :
هل من شرعة
العدل
أن نكون
ولا نكون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى