سعيد كنيش - الشعب السوداني في مواجهة حكم العسكر

المجلس العسكري الانقلابي بعد المحاولة الانقلابية الاولى المصطنعة لترهيب الشعب السوداني، عاد اليوم للقيام بانقلاب عسكري مكشوف ومكتمل الأركان بعد الاعلان على حل الحكومة واعتقال أعضائها والسيطرة على الاذاعة والتلفزيون وإغلاق الانترنت والتصدي بالرصاص الحي للمتظاهرين.
الانقلابيون "البرهان" و"حميداتي" ومن لف لفهم ليسوا إلا توابع لنظام البشير. أما الذين هندسوا ما يسمى بالمرحلة الانتقالية، أعني usa وحلفائها في المنطقة، فهم من فتح لهم الباب من خلال الاتفاق على تقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين القادمين من الخارج أمثال عبد الله حمدوك،( يعني المحمولين جوا من الغرب).
كان الهدف من تقاسم السلطة مع المؤسسة العسكرية- بؤرة الثورة المضادة- هو سرقة أحلام الثوار والقوى الثورية التي صنعت الثورة في 2018 وخلعت المجرم عمر البشير؛ وذلك لقطع الطريق على أهداف الثورة من أجل سودان ديمقراطي وموحد ينهي مع الحروب التي مزقت الشعب والبلاد وتحقيق السلام العادل بين مكوناته.
بعد أن ذاق الانقلابيون حلاوة السلطة في السودان رفضوا تسليم السلطة إلى المدنيين في شهر نوفمبر 2021 كما نصت عليه الوثيقة الدستورية لاتفاق تقاسم السلطة المبرم في 2018 الذي رعته الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وباركته usa ؛ بدأوا يخلقون الاسباب لحل حكومة عبد الله حمدوك والاستئثار بالسلطة كاملة.
الحكومات الغربية وضمنها الإدارة الامريكية نددت إعلاميا بالانقلاب لكنها ظلت في الحقيقة تدعم المجلس الانقلابي و سياسته القمعية لقوى الثورة في السودان، وتشجع خطواته التطبيعية مع الكيان الصهيوني ومشاركته في الحرب العدوانية على الشعب اليمني. تم ألا يعد مشبوها اللقاء في الخرطوم الذي جرى عشية الانقلاب بين المبعوث الامريكي جيفري فيلتمان والمجلس العسكري، وهو يزور المنطقة؟
أحيانا تقع أحداثا تاريخية في خضم الصراع، وتكون دافعا لعملية التغيير الثوري. والخطوة الانقلابية التي أقدم عليها "البرهان" و "حميداتي"، تعتبر سببا لعودة الشعب السوداني إلى الشارع للتصدي للانقلابيين والسير بثورته لتخطي "أنصاف الحلول" و كنس سلطة العسكر هذه المرة من الحكم نهائيا، التي ظلت جاثمة على حياة الشعب السوداني وكانت سببا مباشرا في الويلات والمآسي التي أحاطت به منذ الاستقلال السياسي.
كل التضامن مع الشعب السوداني وقواه الثورية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني.

سعيد كنيش/ تمارة في 2021/10/26

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى