طارق حرب - الخلنجي أحد قضاة بغداد في العهد العباسي الذي امتحن أهل بغداد بمذهب المعتزله ويقول بخلق القرآن

في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا كلمات عن الخلنجي قاضي بغداد الذي كان من أكابر شيوخ مذهب الاعتزال والذي امتحن أهل بغداد في مسألة خلق القرآن القول العظيم عند المعتزله وهو عبدالله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي أحد أصحاب الرأي نحو ما يصفه مؤرخ بغداد الخطيب ولي قضاء الشرقيه في أيام الخليفه الواثق الذي تابع الخليفه المأمون في مؤازرة مذهب الاعتزال الذي تولى الحكم ببغداد عام 227هج 842م الذي كان شريباً طروبا الذي مات محترقاً بالنار بعد ان وصف له بأن علاجه من مرضه فيها ذلك ان المعتز عزل قاضيين في بغداد وولى بدل أحدهما القاضي الخلنجي الذي كان من المجودين بخلق القرآن المعلنين به حيث انه كان من أصحاب القاضي الوزير شيخ شيوخ الاعتزال في بغداد أبو عبد الله بن أبي داود وكان الخلنجي حادقاً بالفقه على مذهب أبي حنيفه واسع العلم ضابطاً وكان قد تقلد المظالم بالجبل ووصلت أخباره الى أبي داود قاضي القضاة المعتزلي فكلم الخليفه المعتصم فولاه القضاء في همدان أولا ولما ولي القضاء في بغداد بعد ذلك ظهرت عفته وديانته لأهل بغداد وكان فيه كبر شديد وكتب اليه الخليفه المعتصم في أن يمتحن البغداديين في خلق القرآن فكان يضبط نفسه في أحكامه في هذا الشأن وحصل أن تقدمت اليه احدى النساء طالبة التفريق عن زوجها مدعية ان الزوج لا يقول بما يقول به أمير المؤمنين الخليفه في خلق القرآن فصاح عليها ولم يحكم لها وأستمر قاضياً ببغداد حتى سنة 237 هج حيث عزله الخليفه المتوكل وأمر أن يكشف ليفضحه بسبب ما أمتحن الناس في خلق القرآن ذلك ان المتوكل أبطل مذهب الاعتزال ولاحق شيوخه والقائلين به
ذلك ان الخليفه المتوكل عزل قبله قاضي القضاة المعتزلي أحمد بن أبي داود والقاضي عبيد الله بن أحمد بن غالب عام 234 هج لأنه يقول بمذهب المعتزله أيضاً على الرغم من انه فقيهاً عالماً على مذهب أهل العراق كما يصفه المؤرخون اذ بعد ان كان الاعتزال المذهب الرسمي للدولة العباسيه في خلافة المأمون ضعف هذا المذهب بعد حرب المتوكل وحرب علماء السنه عليه وهكذا ذهبت سطوة الاعتزال المذهب الذي أسسه واصل بن عطاء عندما أعتزل مجلس الحسن البصري العالم الزاهد بسبب قوله ان مرتكب الكبيره فاسق في حين يراه الحسن البصري منافق وأهل الاعتزال يفضلون أن يطلق عليهم أصحاب العدل والتوحيد بدلا من المعتزله وجوهر المعتقد الاعتزالي يقوم على خمسة أصول هي: التوحيد والعدل والوعد والوعيد فالوعد خبر يتضمن النفع والوعيد خبر يتضمن ضرر والمنزلة بين المنزلتين فمرتكب الكبيره يعتبر فاسقاً والفسق منزله بين منزلتين لا منزلة كفر ولا منزلة ايمان والمبدأ الاخير للمعتزله هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك وقف المعتزله مع الامام علي في صراعه ضد معاويه والمبدأ الاول التوحيد طرح مسألة خلق القرآن يريدون بذلك ان الله كتب القرآن في لوح محفوظ أولا ثم انزله( إنا أنزلناه) وهو( تنزيل الكتاب من الله) ومن المعرفين من المعتزله ابن أبي حديد شارح نهج البلاغه بعد ثلاثة قرون من زمن القاضي الخلنجي


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى