أمس بدأت السماء تتلبد بالغيوم ولأن الفقر غول كاسر لاتصح معه المواثيق؛ افترسني هذه الأيام،نظرت في سقف حجرتي الطينية ، وجدت بعض الثقوب التى أصلحتها العام الماضي،الفئران رتعت طوال الصيف ،تنادت وأزمعت أن تقضي الشتاء معنا، لم تنفع حيلة جلب نبات الحلفا الجاف؛لنستعين به،فقد طوحت به الريح،بعثرته كأنما هي ذلك الكريه الذي انتشى بدماء الحملان حين هاجم حظيرة الشيخ حسن في تلك الليلة الحالكة السواد،غاب القمر،فانتشى بفعلته،وهاهو يأتي كل ليلة ويعوي ثم يعود منتشيا؛ صارت مثل خرابة اليهود هاهي الريح تزمجر خارج الحجرة اليتيمة التى ترقد مثل متسول لا مأوى له غير أسفل الكباري،وجوار مواقف السيارات،على كل لم أنم تلك الليلة،عضني الجوع، قمت إلى صرة الطعام ، أتحسس بعض كسرات خبز أو قطعة جبن قديمة،نزعت عنها ذلك الغطاء الأبيض من ثوب ديدان المش،أعواد اللفت كانت تسرح في الطبق،بقايا حساء عدس كانت أمي قد طبخته، تلقفته أصابعي حيث نفدت كسرات الخبز، يتساقط المطر مثل مكلف بهدم جدار أصابته عوامل الدهر فنالت منه، نظرت في ركن الحجرة الطينية، تحرك في نغسي شعور عداء لهذه الكومة المكدسة من كتب ما عادت تجدي نفعا، يا لحمق من تعلق بسقراط وأفلاطون!
ويا لمضيعة من عكف على ديوان المتنبي، وهل أجدى علي نفعا امتلاك تلك التلة؟!
أوصالي ترتجف، الغطاء الذي نال منه الفأر ما عاد يدفيء، يا لهول الليل وظلمته!
أشعلت النار في صفيحة صدئة بجانبي ، وضعت الكتب فيها علا صوتي بالضحك، انتشيت، انتقمت من نفسي، ما ضرني لو أنني ادخرت ثمنها؟
ربما استطعت يوما أن تكون بجواري؛تقاسمني هم الوحدة، تؤنسني في تلك الليلة الباردة!
أخذت أصلح الخلل،وكلما أصلحت واحدا ظهر لي أخر، بلغ بي التعب موضعه،ساعة ذلك انتفضت واقفا، وضعت تلك الشهادة الورقية طعاما للنار،بدأت تخبو بعدما ابتلعت كنزي الذي حرسته بعمري!
ولأن الوحدة قاتلة ، خرجت ألتمس هدوء نفسي المشتعلة مثل مرجل بائعة الفول التى تصحو مع الفجر ومن ثم نتصبح كل يوم على صوتها ذي العراك والتعالى !
وقفت أمام كومة الرماد كأنما تلك البقايا هي سنوات عمري التى سرقتها مني تلك المراة المتبطرة!
علها كرهت في ذلك الترهل ومن ثم التكاسل!
أخرجت ثياب الشتاء من كومتها،انتقيت واحدا كانت أمي قد غسلته ووضعته ليلة كاملة تحت غطاء صوفي ثقيل ؛ كأنما هو قد مسته يد كاو ماهر !
على كل حال ما تفيد الثياب الثمينة في الدفء إلا مثل زينة عروس عجز العطار أن يخفي بعض دمامة في وجهها؟
الماء تسلل إلى سريري، نسيت أن أضع الغطاء البلاستيكي فوق السطح، ستكون سيمفونية بيتهوفن الثامنة كأن آلة العزف بحاجة لمن يصلح خللها كلما تتابعت قطرات المطر!
أتعبتني الحيلة،لم يبق إلا أن أخرج إلى العراء،سيقولون عني: مصاب بهاجس الوحدة،أو لعل بعضهم يظن بي لوثة عقل!
تذكرتها ،كم أنا عاق، لم تركتها وحيدة ؟
مثل حمل وديع رغم أن عمري تجاوز الخمسين، تسللت إلى مرقدها وضعت رأسى تحت يدها اليمنى ،ناديتها أمي أريد أن تقصي لي حكاية الذئب والشيخ حسن !
لكن أمي ارتحلت إلى الضفة الأخرى!
ويا لمضيعة من عكف على ديوان المتنبي، وهل أجدى علي نفعا امتلاك تلك التلة؟!
أوصالي ترتجف، الغطاء الذي نال منه الفأر ما عاد يدفيء، يا لهول الليل وظلمته!
أشعلت النار في صفيحة صدئة بجانبي ، وضعت الكتب فيها علا صوتي بالضحك، انتشيت، انتقمت من نفسي، ما ضرني لو أنني ادخرت ثمنها؟
ربما استطعت يوما أن تكون بجواري؛تقاسمني هم الوحدة، تؤنسني في تلك الليلة الباردة!
أخذت أصلح الخلل،وكلما أصلحت واحدا ظهر لي أخر، بلغ بي التعب موضعه،ساعة ذلك انتفضت واقفا، وضعت تلك الشهادة الورقية طعاما للنار،بدأت تخبو بعدما ابتلعت كنزي الذي حرسته بعمري!
ولأن الوحدة قاتلة ، خرجت ألتمس هدوء نفسي المشتعلة مثل مرجل بائعة الفول التى تصحو مع الفجر ومن ثم نتصبح كل يوم على صوتها ذي العراك والتعالى !
وقفت أمام كومة الرماد كأنما تلك البقايا هي سنوات عمري التى سرقتها مني تلك المراة المتبطرة!
علها كرهت في ذلك الترهل ومن ثم التكاسل!
أخرجت ثياب الشتاء من كومتها،انتقيت واحدا كانت أمي قد غسلته ووضعته ليلة كاملة تحت غطاء صوفي ثقيل ؛ كأنما هو قد مسته يد كاو ماهر !
على كل حال ما تفيد الثياب الثمينة في الدفء إلا مثل زينة عروس عجز العطار أن يخفي بعض دمامة في وجهها؟
الماء تسلل إلى سريري، نسيت أن أضع الغطاء البلاستيكي فوق السطح، ستكون سيمفونية بيتهوفن الثامنة كأن آلة العزف بحاجة لمن يصلح خللها كلما تتابعت قطرات المطر!
أتعبتني الحيلة،لم يبق إلا أن أخرج إلى العراء،سيقولون عني: مصاب بهاجس الوحدة،أو لعل بعضهم يظن بي لوثة عقل!
تذكرتها ،كم أنا عاق، لم تركتها وحيدة ؟
مثل حمل وديع رغم أن عمري تجاوز الخمسين، تسللت إلى مرقدها وضعت رأسى تحت يدها اليمنى ،ناديتها أمي أريد أن تقصي لي حكاية الذئب والشيخ حسن !
لكن أمي ارتحلت إلى الضفة الأخرى!