طارق حرب - ماسنيون شيخ المستشرقين الذي يعشق بغداد وحلاجها

يوم 2016/11/13 وفي احدى المجالس البغدادية كانت لنا محاضرة عن اعظم واضخم واكبر وشيخ المستشرقين وهو المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون هذا المستشرق الكبير الذي جعل مقام حجه في بغداد عندما يزورها ويزور قبر الحلاج ووصل به عشقه لبغداد والحلاج ان تمت تسميته (عبده لويس ماسنيون) وعبده يعني عبد الله (عبد هو) بالواو المخففة على الهاء وهي تسمية سماها قاضي بغداد سنة 1908 علي الالوسي لهذا المستشرق في زيارته الثانية حيث ابتدأت زياراته لبغداد من سنة 1907 حتى 1945 وتم عمل ختم بهذا الاسم على طريقة اهل بغداد في ذلك الزمان بعمل اختام باسمائهم وتولى حفر هذا الختم السيد محمد تقي بالكاظمية وكان ماسنيون عندما كان يتبادل الرسائل مع اهل بغداد ومثقفيها وعلمائها كالالوسييَن وعباس العزاوي والاب الكرملي يكتب في نهايتها الفقير اليه سبحانه عبده لويس ماسنيون والذي ولد في باريس سنة 1883 وتوفي سنة 1962 والذي كان يعد شيخ المتصوفة الحلاج في بغداد بانه شخصية انقاذ كشخصية السيد المسيح ويعتبر آلامه تفوق آلام السيد المسيح لان السيد المسيح صلب فقط اما الحسين ابن المنصور الحلاج شيخ متصوفة بغداد فقد ضرب الف صوط وقطعت يديه ورجليه وحز رأسه (قطع راسه) وعلق رأسه على جسر في بغداد وجمعت اشلاؤه وتم حرقها وجمع الرماد في كيس وتم نثره في نهر دجلة من شمال بغداد الى جنوبها وكان ماسنيونيعتب الحلاج من اهل التوحيد وداعية العشق الالهي لذلك كتب العشرات من الكتب عن الحلاج فبعد ان كانت زيارته الاولى للمراقد المقدسة في كربلاء والنجف وسلمان باك وكان همه الدراسي عن المكون الشيعي سرعان ما تحولماسنيون الى الحلاج والفكر الصوفي وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان عذاب الحلاج المقَدمة الى جامعة السوربون الفرنسية بجزئين باكثر من الف صفحة سنة 1922 والتي راجع فيها مؤلفات وكتب تتصل بالحلاج بلغت 1736 مصنفا وكلها تتصل بالحلاج وسيرته وارائه كما كتب العديد من المقالات وناقشها مع المستشرقين الاخرين بحيث ان سمعة ماسنيون فاقت سمعة شيوخ الاستشراق السابقين كـ(كولد تسيهر المجري) ونيلدكا الالماني وكان يتولى في كل زيارة الى بغداد الذهاب واجراء مراسيم الحج للقبر الرمزي للحلاج في محلة المنصورية في كرخ بغداد نسبة الى اسم الحلاج الحسين بن منصور الحلاج الذي يسمى (ابو المغيث وابو المصطلم وابو عمارة) كما يذكر ذلك الاب الكرملي في مجلده قبل مراجعته وزيارة اصدقائه ومحل سكناه ويقول انه لا يصف لحظة وقوفه امام هذا القبر وقد ارتدى ماسنيون الزي الرسمي المقرر لطلبة العلم في بغداد ايام التلمذة فيها وكان يقرأ سورة الفاتحة على روح الحلاج في الجامع الكبير في مدينة باريس لا بل انه طلب من احد اصدقائه وهو القس دهان الموصلي العراقي المقيم في باريس باقامة قداس سنوي خاص على روح الحلاج هذا حصل سنة 1953 في ذكرى وفاة الحلاج يوم 24 ذي القعدة 309هـ المصادف 26/3/922م وتؤكد الكثير من الكتب والبحوث والمقالات على ان ماسنيون قد اهتدى على يد العلامة علي الالوسي في بغداد بدليل اضافة اسم عبده وناقش علماء بغداد في الاختصاصات الصوفية والفلسفية والتاريخية وتوسط في قبول عراقيين للدراسة في باريس كإبراهيم السامرائي وهشام الشواف واكرم فاضل وكانت له مناقشات ومناظرات كثيرة مع العراقيين واهم هذه المناظرات مناظرته التي جرت يوم الجمعة 27/4/1945 في دير الكرمليين بعقد النصارى في رصافة بغداد مع المؤرخ والمحامي المشهور عباس العزاوي ولم تنته هذه المناظرة واستمرت المكاتبات بينهم حتى اتفقوا سنة 1948 على اعتماد (وحدة الشهود بدلا من وحدة الوجود) ذلك ان العزاوي كان ميالا الى القضاة الذين حاكموا الحلاج ويتفق مع الدراسات التي تذم الفكر الصوفي لا بل ان دائرة المعارف الاسلامية قد احتاجت الى ماسنيون عند تعريف بعض موادها الخاصة بالفكر الصوفي وبذلك كان ماسنيون اكثر ايمانا ببغداد والحلاج ولطالما كان يردد آيتين من الكتاب الكريم رددهما الحلاج قبل وفاته


الخبير طارق حرب



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى