محمود حمدون - ميتا فيرس , وجود مادي جديد

فاجأنا السيد " زوكيربرج" , مؤسس " فيس بوك" أشهر مواقع التواصل الاجتماعي الآن, الذي يُعتبر الأداة الافتراضية التي قاربت بين أواصل العالم بصورة جعلته فعلا قرية صغيرة , بل زقاقًا في حارة ضيقة .. فاجئنا بالإعلان عن تحوّر ثوري في مفهوم التواصل الاجتماعي الافتراضي , المفاجأة لنا نحن أبناء شعوب العالم الثالث بعد المائة, بُحكم أنن نتلقّى كل جديد ,نتفاعل معه بصورة على النحو الذي يُرضينا.

العالم الجديد الذي بشّر به " زوكيربرج" وفريقه, يعني التقريب الرهيب بين الوجود المادي كما نحياه الآن, أو كما ندركه بحواسنا, وبين العالم الموازي أو الوهمي أو الافتراضي, ترقيق الفاصل بين الخيال والواقع , ليمتزج الإثنان في صورة جديدة, لم تعرفها البشرية من قبل, تجرّنا حال التفكير فيما سيحدث بعد عشر سنوات فقط,إلى ما يقع خارج نطاق العقل البشري الحالي ..

لعلّ الفكرة قد أشار لها " المتصوّفة" من قبل, عن صورية العالم الذي نراه أو أنه خيال أو أقرب إلى ذلك! ,حتى جاءت إلينا الفكرة على يد " ميتا فيرس" لينهار الفاصل بين الإثنين . منظار تضعه على عينيك, قفّاز .. ثم تندفع إلى مجهول افتراضي رقمي محسوس ملموس مادي..
تمارس حياتك فيه, تفعل الخير والموبقات دون رقيب, حتى أننا لا نعرف ما طبيعة الجرائم الأخلاقية المستجدة بهذا العالم؟ كيف يمكن تقنينها, تجريمها؟
لكن المؤكد أن " ميتا فيرس " هو عالم جديد, كون آخر سندخله بإرادتنا أو قسرًا,لكنّا نحن أبناء العالم الثالث بعد المائة لن يكون لنا فيه موضع قدم, لن نرى منه غير غرف دردشة ومواقع نلهو فيها وتلهو بنا, مخدرات من نوع حديث , آيات من إدمان لم يعرفها بشر من قبل . ستجر علينا مشكلات نفسية وقانونية واقتصادية ومجتمعية , تدعو كل ذي عقل وبصيرة لتدبّرها من الآن ووضع مقترحات لمواجهتها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى