تماضر الطاهر - عودة الإخوة دالتون

سلسلة فكاهية مصورة، ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻣﺆﻟﻒ ﺍﻟﻜاﺮﺗﻮﻥ ﺍﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ ﻣﻮﺭﻳﺲ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٦، وأسهم في تجديد حبكها عدد من المؤلفين والرسامين، بعد رحيل مؤلفها، وقد لقيت رواجاً ومتابعة في جميع انحاء العالم، لطرافتها وتميزها وجمال رسوماتها وشخوصها.
تبدأ القصص المتسلسلة بمشهد ثابت للبطل الأوحد (لاكي لوك)، وهو يغني :
( ﺃﻧﺎ ﺭﺍﻋﻲ ﺑﻘﺮ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻭﺣﻴﺪ، ﺃﻳﻦ ﻣﻨّﻲ ﻣﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ).
يجوب الغرب الامريكي على صهوة حصانه الأبيض (جولي جمبر)،صاحب الصبر الجميل والبال الطويل، الذي يتحمل وزنه الخفيف ومهامه الثقيلة، ويظهر عناء المشاوير جلياً في مفاصله البارزة مثل كراتً اربع، برع الرسام في تكويرها وإظهار حالة من عدم التناسب بينها وبين نحافة ارجله.
كما يرافقه في جميع رحلاته كلبه الوفي الناطق (رانتان بلان) وهو كلب بني اللون، يميل إلى الغباء والكسل والسخرية.
اشتهر (لاكي لوك) بانه (الرجل الذي يطلق النار، أسرع من ظله)، دون ان يقتل من يطاردهم من المجرمين، فقط يجردهم من سلاحهم، ثم يودعهم في الحبس تمهيدا لمحاكمتهم، ويمضي في طريقه لمهمة أخرى.
يتميز رسمه بقبعة الكاوبوي، وسيجارته التي تتدلى من فمه دائماً، فلا تسقط ولا تغيب في كل الظروف، ومع حسمه وإجادته لعمله بطرافة، تتمتع شخصية (لوك) بجاذبية تدفع المتابعين لترقب المزيد من حلقاته.
وﻣﻦ ألطف ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻣﻄﺎﺭﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺩﺍﻟﺘﻮﻥ المكونة من ‏( ايفريل ، جو، ويليام،جاك)، فما أن يتم تخليص الغرب من شرهم وإجرامهم، ويطمئن (لوك) لدخولهم السجن، حتى يعاودوا الهرب بطرق مبتكرة و مختلفة، فيسمع بظهورهم هنا او هناك، ويعود لتعقبهم من جديد.
الإخوة دالتون، وبقدرة قادر، توجد منهم نسخة محدثة في كل البلاد، ونحن ايضاً نمتلك نسخة منهم واظنها الأخطر والأسوأ.
يظهرون مع ما يسمى بالتدابير الأمنية، لتخويف المواطنين او منعهم من التظاهر والتعبير السلمي الرافض لسياسات ما.
وغالباً ما يأتي ذكرهم في البيانات الرسمية كمندسين او مخربين او نيقرز او متفلتين، وبعد انتهاء التظاهر بالخسائر المتوقعة في الأجساد والأروح، ينطوي ذكرهم مع آمال من خرجوا لإصلاح حال مال كل الميل أو بعضه، ولم يجد له (شعبة) تسنده من سقوط وشيك.
همهمات هنا وهناك، ونظاميون ينتشرون في الشوارع وإغلاق كامل شامل يشل الحياة ربما ليوم او يزيدون.
يخرجون للشوارع حسب ،البيان التوجيهي، بغرض الحفاظ على سلامة (المحتفلين) -على حد قولهم- من شر الإخوة دالتون فرع السودان.
دعوات من الثوار ولجان المقاومة وأسر الشهداء وغيرهم، للخروج في ٣٠/يونيو لتصحيح مسار الحكومة ، والمطالبة بتحقيق العدالة ، وتشكيل المجلس التشريعي والسلام على حد قولهم، وكل ما لم تتجه الحكومة لتحقيقه خلال عام كامل، وهي ليست دعوات للاحتفال.
تظل القلوب على حال الوجل والترقب والخوف القديم، من عودة الإخوة دالتون للتغلغل بين الجموع وإفساد المواكب السلمية بالمزيد من الإضرار بالأنفس والممتلكات.
يستمر الخوف، طالما ليس بين تلك القوات التي اوكل لها حماية المواكب، راعي بقر مسكين وحيد، يتحلى بالإنسانية، ويسعى لتحقيق العدالة، ويهتم بسلامة الجميع ولو كانوا مجرمين.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى