أحمد طنطاوي - قراءة نقدية في نص القصة القصيرة جداً بعنوان: كابوس للأستاذة إيمان السيد

لابد أن تتوقف العقارب ( و يصمت ) الزمن _مع لعبة الملك الذى يتحرك
_ على رقعة من لونين _هما الموت و الحياة
لكن التراجيديا \ الملهوية فى لعبة الملك هذه أنه قد يسترد عرشه_
_ بعد فترةٍ ربما كانت دقيقةً فى دورٍ ثانٍ بأملٍ جديدٍ .
هو كلاعبٍ تزلج فى صالة الجليد يمكنه أن يسقط سقطةً مدويةً .. ثم يقوم، _
_ و هكذا جدلٌ دائمٌ : _سقوطٌ و عودةٌ .. سقوط و عودة , لكن لابد لكل
_ شىء من نهاية
مع هذه الحركة سيتوقف الزمن ،_ولن نلحظ مع الدوران السريع إلا ثباتًا
_(لو تحرك أحد بسرعة الضوء فإنه يختفى)
حين توقفت العقارب أدرك خطورة موقفه، فاستند إلى آخر ملاذٍ تبقى.
مربعات الرقعة مجهزة دومًا للرثاء، و لأنها تدرك النهايات كونها مسرح المآسي، فقد أطلقت نشيدها الجنائزى الحزين.
_هذا المسكين، توأم الملك الذى أدرك أن ساعته قد حانت أصبح الآن وحيدًا
مع شمسٍ غاربةٍ فى لجةٍ يصارعها بلا أملٍ و هو ينظر النظرة الأخيرة إلى قوس قزح مخادع و زائف، ____وغمرات الماء تجتذبه إلى أسفل حيث الظلام المطبق
[ 2 ]

قراءة الزمن فى نص
" كابوس "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزمن هنا متوقف فى لعبة أمكنة تحدد كنهه، و المكان و الزمان وحدة لا تنفصل فى النسبية، و الزمان بوصف آينشتين هو :
" تعبير عن انتقالات رمزية فى المكان "
الزمان و المكان إذن مقولتان فى متصل واحد " متصل الزمان \ المكان "
Space_ Time continuum .
" توقّفتْ عقاربُ السّاعة بغتةً
اتّكأ على حائطِ ظلّه.
وحدها مربّعات الشّطرنج مَن تعرف كُنْهَ المَلك ، فترثيه "
حين توقف الزمان فلابد أن يضيع المكان فى نفس اللحظة , لذا كانت
عبقرية السرد هي فى النتيجة المباشرة التلقائية :
اتّكأ على حائطِ ظلّه ــــــــــــــــــــــــــــــ
( المكان الوهمي للذات )
وحتى مربعات الشطرنج ( مواضعات المكان ) أصبحت باهته لانعدام زمنه، لهذا فهى ترثي ضياعه الحتمي التلقائى، و التأكيد التالي لفداحة التوقف الزمني الممثل للوجود و الحياة هو تلك اللوحة المكانية\الزمانية :
نبذوه وحيداً في( اليمّ ) فودعت سفينتَه (نور الشّمسِ)
فأصبحت الدوائر كابوسًا كان يمثل له قبلا عمرًا قزحيًا ملونًا
أخال هذا النص يماثل حجج " زينون الإيلي " فى نفي الحركة و التى أحد
أمثلتها حجة السهم الطائر :
هو ساكن لأنه لابد أن يكون فى كل لحظةٍ ساكنًا فى مكانٍ فلا يعقل أن يكون فى مكانين فى نفس اللحظة معًا، ومجموع لحظات السكون = سكون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هذا النص لإيمان واصفًا الرحلة السرابية للإنسان هو مونولوج ماكبث فى مسرحية شكسبير
النص: كابوس:
"توقّفتْ عقاربُ السّاعة بغتةً
اتّكأ على حائطِ ظلّه.
وحدها مربّعات الشّطرنج مَن تعرف كُنْهَ المَلك ، فترثيه .
نبذوه وحيداً في اليمّ غرقتْ سفينتَه في لجّة البحرٍ مودّعةً نور الشّمسِ
على حافةِ كابوسٍ كان يظنّه عمراً من ألوانٍ."

“غداً، وغداً، وغداً، وكل غد يزحف بهذه الخطى الحقيرة يوماً إثر يوم حتى المقطع الأخير من الزمن المكتوب،
وإذا كل أماسينا قد أنارت للحمقى المساكين.
الطريق إلى الموت والتراب، الا انطفئي، يا شمعةً وجيزةً!
ما الحياة إلا ظل يمشى، ممثلٌ مسكينٌ يتبختر ويستشيط ساعته على المسرح، ثم لا يسمعه أحد: إنها حكاية
يحكيها معتوه، ملؤها الصخب والعنف، ولا تعني أى شيء”
( ماكبث \ شكسبير )
---------------------------
نصوص الزمن ، ومخاتلته تأملا و كتابة ، تصيبنا بالقشعريرة.
هى رعدة الخوف على حد تعبير ســــورين كيركجورد كعنوان
كتاب وجودي ..
مرور الزمن كالبرق يصيب بالجزع و الرعب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى