هل قابلت يوما سيده استحقت لقب أمراه استثنائية ؟
حين طلبت مني صديقتي أن أحضر إحدى حفلات الطبقة المخملية، في سفارتنا بالخارج وألقي بكلمة حول المرأة ودورها في المجتمع، قبلت بعد إلحاح منها لأني في الحقيقة لا تستهويني مثل تلك الحفلات. .
دخلت القاعة على استحياء، ابحث عن مضيفتي التي كان من اللائق أن تكون في استقبالي لكنها كانت منشغلة بأمر أهم من الترحاب بي، بمراجعة البوفيه والتأكد أن كل شيء على أكمل وجه، لكنها فور ملاحظتها لوجودي دنت مني مما زال عني الشعور بالحرج. .
وطلبت مني الجلوس في المكان المخصص حيث الشخصيات العامة وصفوة الصفوة، لكنني طلبت منها ألا تشغل بالها بي فسوف أجد لي المكان المناسب. . .
ولأنها كانت تعرف أني لا أحب الرسميات تركت لي حرية الاختيار واستأذنت مني لتهتم ببعض الأمور. .
في نظرة سريعة وبينما كنت أبحث عن مكان هادئ بعيد عن الثرثرة لفتت انتباهي، سيدة بدا عليها الوقار، ولكنه لم يكن وقار مصطنع، جالسة في زاوية بعيدة، وعلي وجهها ابتسامة تملا وجهها، مما جعل لها جمال من نوع خاص، شعرت وكأنها تشع بريقاً أخاذ ينعكس على وجوه الحاضرين. .
تهدي تلك الابتسامة الرقيقة لكل من ينظر لها، حتى أني حينما تلاقت نظراتنا التفت خلفي ظنا مني أنها تبتسم لأحد خلفي، مما زاد توتري، حيث إني لم اعتاد أن التقي بتلك الوجوه الباسمة في مثل هذه الحفلات التي غالبا ما تتراشق فيها النساء بالنظرات قبل الكلمات. .
لاحظت السيدة ارتباكي فأشارت لي أن اقترب واجلس إلي جانبها. .
فاقتربت دون أن أبدي أي رد فعل، وجلست إلى جوارها. .
بادرتني هي بالتحية، وسألتني بهدوء هل تلك أول مرة أحضر مثل تلك الحفلات. .
شعرت بشيء من الود من محاولتها أن تزيل عني التوتر لان في الغالب حين يتحدث الإنسان يزول عنه القلق والتوتر. .
أجبتها أني غير معتادة لكني حضرت فقط إرضاء لصديقتي وسوف ألقى كلمة وألوذ بالفرار. .
ابتسمت لي تلك الابتسامة الهادئة فسألتها عن سبب حضورها قالت إنها حضرت للتكريم باعتبارها الحاصلة على لقب الأم المثالية في مسابقة نظمتها إحدى الجمعيات الخيرية ورشحت لها من خلال ابنتها. . . في محاولة مني للتقرب منها قلت لها انها بالتأكيد تحمل قصة كفاح تستحق لها هذا التكريم. .
أجابتني هي لا تجد سبب لهذا التكريم حيث إنها لم تقوم بشيء قد يميزها عن باقي الأمهات من وجهه نظرها أنها قامت فقط بدور الأم كما يجب أن يكون. .
تكريمها كان لان ابنتها رأت أن أمها تستحق والأم رأت أنها لم تفعل غير الطبيعي.
سألتها وما هو الطبيعي الذي قمتي به لتطالب ابنتك بتكريمك وتري لجنة التحكيم استحقاقك للقب. .
قالت حين تزوجت سافرت وزوجي لبلاد بعيدة هناك حيث لا أحد بهتم بغيرة وعشت إلى وقتنا هذا. .
كان من المفترض أن أعيش بضعه أعوام وأعود وزوجي لنكمل حياتنا بين الأهل لكن هذا لم يحدث لأن الله وهبني إحدى العطايا والمنن ابنه تحتاج رعاية خاصة مني، بعد أن وهب لي ابنتي الكبرى، هي الآن طبية متميزة في مجال اختصاصها. .
لم نستطع العودة لان ابنتي الصغرى كانت تحتاج رعاية صحية ولا تتحمل السفر. .
وكأنني أصبحت حبيسة هذا البلد حتى أني لم أستطع أن أودع والدي ووالدتي الوداع الأخير كنت نظرا لظروفي اصل متأخرة بعد فوات الأوان لأحضر عزائهم عوضا عن لقاءهم. .
سرقت مني الظروف حلمي بالعودة لأرض الوطن. .
لكن ظل بقلبي شيء واحد لا يتغير هو ما ساعدني على أن أتجاوز كل المصاعب أنه الرضي
حتى أنني أشعر بالامتنان لكل الأشياء الجميلة التي جاءت إلى علي غير موعدها حينما توسلت إلى الله في لحظة ضعف وانكسار أن يمنحني العوض فرزقني به
أشعر بالامتنان لدعوات أمي وتحصين أبي، لكل يد امتدت لتمسح دمعه عاصية سقطت رغما عني. .
لكل من همس لي أني لست وحيدة بالغربة. .
حتى أني ممتنة إلى أولئك الذين لم يكونوا عند حسن ظني وخذلوني بوقت من الأوقات لأنهم جعلوني أستفيق من غفوتي واعرف قدري لديهم. .
حين أنهت حديثها معي لم أجد ما أقوله لها التزمت الصمت. .
وسمعت صوت ينادي اسمي كي أصعد المنصة لأتحدث ببعض الكلمات المنمقة عن دور المرأة في أسرتها. .
اتجهت إلى المنصة ووقفت انظر للحاضرين، وبعد تقديم التحية قلت أني أترك الكلمة لسيدة استثنائية التقيتها اليوم وهي بيننا لتتحدث عن دور عظيم من أدوار المرأة دورها ك أم. .
صعدت السيدة إلى المنصة وسط ترحيب الحضور. .
وغادرت أنا القاعة بعد أن أدركت أن هناك من النساء الفضليات من تستحق لقب أمراه استثنائية. .
حين طلبت مني صديقتي أن أحضر إحدى حفلات الطبقة المخملية، في سفارتنا بالخارج وألقي بكلمة حول المرأة ودورها في المجتمع، قبلت بعد إلحاح منها لأني في الحقيقة لا تستهويني مثل تلك الحفلات. .
دخلت القاعة على استحياء، ابحث عن مضيفتي التي كان من اللائق أن تكون في استقبالي لكنها كانت منشغلة بأمر أهم من الترحاب بي، بمراجعة البوفيه والتأكد أن كل شيء على أكمل وجه، لكنها فور ملاحظتها لوجودي دنت مني مما زال عني الشعور بالحرج. .
وطلبت مني الجلوس في المكان المخصص حيث الشخصيات العامة وصفوة الصفوة، لكنني طلبت منها ألا تشغل بالها بي فسوف أجد لي المكان المناسب. . .
ولأنها كانت تعرف أني لا أحب الرسميات تركت لي حرية الاختيار واستأذنت مني لتهتم ببعض الأمور. .
في نظرة سريعة وبينما كنت أبحث عن مكان هادئ بعيد عن الثرثرة لفتت انتباهي، سيدة بدا عليها الوقار، ولكنه لم يكن وقار مصطنع، جالسة في زاوية بعيدة، وعلي وجهها ابتسامة تملا وجهها، مما جعل لها جمال من نوع خاص، شعرت وكأنها تشع بريقاً أخاذ ينعكس على وجوه الحاضرين. .
تهدي تلك الابتسامة الرقيقة لكل من ينظر لها، حتى أني حينما تلاقت نظراتنا التفت خلفي ظنا مني أنها تبتسم لأحد خلفي، مما زاد توتري، حيث إني لم اعتاد أن التقي بتلك الوجوه الباسمة في مثل هذه الحفلات التي غالبا ما تتراشق فيها النساء بالنظرات قبل الكلمات. .
لاحظت السيدة ارتباكي فأشارت لي أن اقترب واجلس إلي جانبها. .
فاقتربت دون أن أبدي أي رد فعل، وجلست إلى جوارها. .
بادرتني هي بالتحية، وسألتني بهدوء هل تلك أول مرة أحضر مثل تلك الحفلات. .
شعرت بشيء من الود من محاولتها أن تزيل عني التوتر لان في الغالب حين يتحدث الإنسان يزول عنه القلق والتوتر. .
أجبتها أني غير معتادة لكني حضرت فقط إرضاء لصديقتي وسوف ألقى كلمة وألوذ بالفرار. .
ابتسمت لي تلك الابتسامة الهادئة فسألتها عن سبب حضورها قالت إنها حضرت للتكريم باعتبارها الحاصلة على لقب الأم المثالية في مسابقة نظمتها إحدى الجمعيات الخيرية ورشحت لها من خلال ابنتها. . . في محاولة مني للتقرب منها قلت لها انها بالتأكيد تحمل قصة كفاح تستحق لها هذا التكريم. .
أجابتني هي لا تجد سبب لهذا التكريم حيث إنها لم تقوم بشيء قد يميزها عن باقي الأمهات من وجهه نظرها أنها قامت فقط بدور الأم كما يجب أن يكون. .
تكريمها كان لان ابنتها رأت أن أمها تستحق والأم رأت أنها لم تفعل غير الطبيعي.
سألتها وما هو الطبيعي الذي قمتي به لتطالب ابنتك بتكريمك وتري لجنة التحكيم استحقاقك للقب. .
قالت حين تزوجت سافرت وزوجي لبلاد بعيدة هناك حيث لا أحد بهتم بغيرة وعشت إلى وقتنا هذا. .
كان من المفترض أن أعيش بضعه أعوام وأعود وزوجي لنكمل حياتنا بين الأهل لكن هذا لم يحدث لأن الله وهبني إحدى العطايا والمنن ابنه تحتاج رعاية خاصة مني، بعد أن وهب لي ابنتي الكبرى، هي الآن طبية متميزة في مجال اختصاصها. .
لم نستطع العودة لان ابنتي الصغرى كانت تحتاج رعاية صحية ولا تتحمل السفر. .
وكأنني أصبحت حبيسة هذا البلد حتى أني لم أستطع أن أودع والدي ووالدتي الوداع الأخير كنت نظرا لظروفي اصل متأخرة بعد فوات الأوان لأحضر عزائهم عوضا عن لقاءهم. .
سرقت مني الظروف حلمي بالعودة لأرض الوطن. .
لكن ظل بقلبي شيء واحد لا يتغير هو ما ساعدني على أن أتجاوز كل المصاعب أنه الرضي
حتى أنني أشعر بالامتنان لكل الأشياء الجميلة التي جاءت إلى علي غير موعدها حينما توسلت إلى الله في لحظة ضعف وانكسار أن يمنحني العوض فرزقني به
أشعر بالامتنان لدعوات أمي وتحصين أبي، لكل يد امتدت لتمسح دمعه عاصية سقطت رغما عني. .
لكل من همس لي أني لست وحيدة بالغربة. .
حتى أني ممتنة إلى أولئك الذين لم يكونوا عند حسن ظني وخذلوني بوقت من الأوقات لأنهم جعلوني أستفيق من غفوتي واعرف قدري لديهم. .
حين أنهت حديثها معي لم أجد ما أقوله لها التزمت الصمت. .
وسمعت صوت ينادي اسمي كي أصعد المنصة لأتحدث ببعض الكلمات المنمقة عن دور المرأة في أسرتها. .
اتجهت إلى المنصة ووقفت انظر للحاضرين، وبعد تقديم التحية قلت أني أترك الكلمة لسيدة استثنائية التقيتها اليوم وهي بيننا لتتحدث عن دور عظيم من أدوار المرأة دورها ك أم. .
صعدت السيدة إلى المنصة وسط ترحيب الحضور. .
وغادرت أنا القاعة بعد أن أدركت أن هناك من النساء الفضليات من تستحق لقب أمراه استثنائية. .