د. أيمن دراوشة - مسرحية وبالوالدين إحسانا للأطفال

ة

المشهد الأول

يفتح الستار على ولدين يشاهدان التلفاز بحماس شديد دون اكتراث بمـــــا يدور حولهما يدخل من الباب والدهما وهو شيخ كبير طاعن في السن وهو محمَّل بمجموعة من الصناديق حتى لا يكاد يرى وجهه مـن كثرتها.

فجأة يتعرقل الأب بمجموعة من الألعاب والكتب المبعثرة هنا وهناك ويسقط الأب مع الصناديق وأولاده غير مكترثين لما حصل لأبيهم.

الأب : لا حول و لا قوة إلا بالله.

ثم ينادي على أبنائه.

الأب : عادل ، سعيد تعالوا.

عادل : ماذا تريد ؟

الأب : تعالوا وساعدوني .

سعيد : ألا ترى أننا مشغولان ؟

الأب : و ماذا يشغلكم ؟

سعيد : المباراة النهائية لكأس العالم.

عادل : أرجوكما كفى أريد أن أتابع المباراة بهدوء دون إزعاج.

الأب : اللهم اهدهما إلى الصواب.

وينتهي هذا المشهد بمتابعة الأبناء للمباراة بشغف والأب يجمع الصناديق الملقاة على الأرض و بين الحين والآخر ينظر إلى أبنائه ويهز رأسه متحسرا عليهما .




المشهد الثاني

الأب جالس أمام أحد المحلات ومعه صديقه الشيخ حسن .

يأتي شاب صغير هو ابن الشيخ حسن ويسلم عليهما و يقبل رأس أبيه ويجلس معهم.

تدمع عين الأب ويراه الشيخ حسن.

الشيخ حسن : ما بك ؟

الأب : لا شي فقط عيناي تؤلماني .

وأثناء حديثهما يدخل الأبناء عادل وسعيد.

عادل : أبي أريد عشرة ريالات .

الأب : ألم أنصحك حينما تدخل على مجلس أن تسلم على من فيه أنت وأخيك ؟

عادل ينظر يميناً ويساراً بتأفف قائلاً : السلام عليكم . الآن خلصني هات العشرة ريال بسرعة.

الشيخ حسن : يا ولدي كيف تكلم أباك بهذه الطريقة ؟

عادل : لا علاقة لك ، فهذا الأمر لا يخصك ولا أريد نصائح من أحد. هيا يا أبي بسرعة الشباب ينتظروني .

الأب : أخرج من هنا لن أعطيك ريالاً واحداً بسبب قلة أدبك معي ومع الشيخ حسن .

عادل : أقول لك هات ويحاول أن يتطاول على أبيه بيديه و يمنعه الشيخ حسن فيسقط الأب مغشياً عليه من هول الموقف.

وهنا ينتهي المشهد.






المشهد الثالث

يفتح الستار على مراسم العزاء حيث يقف في الصف الشيخ حسن وابنه وعادل وسعيد حيث يتلقون العزاء في وفاة الأب.

ثم يغلق الستار.



المشهد الرابع

يفتح الستار على مكتب يدخل إليه رجلان أحدهما يجلس على المكتب والآخر أمامه ويتبادلان الحديث والضحك بصوت عالٍ .

يدخل عليهما السكرتير

السكرتير : آسف يا سيدي على المقاطعة و لكن هناك رجلان يصران على الدخول.

الشخص الأول الذي على المكتب : من هما و كيف أشكالهما ؟

السكرتير : لا أعلم يا سيدي و حالتهما صعبة ثياب مرقعة و رائحة غريبة تخرج منهما .

الشخص الأول : اعطهما مبلغاً من المال وأخرجهما فنحن مشغولان.

السكرتير يخرج ويرجع الشخصان للحديث والضحك.


ثم يعود السكرتير ويدخل على الرجلين مرة أخرى قائلاً : لقد ردَّا المبلغ و يقولان بأنهما أبويكما.

الشخص الثاني : ليس لنا أبوان فقد ماتا منذ زمن بعيد.

يدخل عادل وسعيد عليهما بثياب مرقعة وعليهما آثار الفقر والحاجة ويصيحان أتنكُرانا بعد ما تعبنا عليكما وربيناكما حتى وصلتما إلى هذا المنصب.

الشخص الأول منادياً حراس الأمن أخرجوهما من هنا بسرعة فهذا المكتب ليس جمعية خيرية.

ثم يوجه خطابه لهما انسوا أن لكما ابنان فنحن شخصيات مهمة ولا نريد أن يعرف أحدٌ بأن لكما علاقة بنا فنحن نختزي من الاعتراف بكما.

يدخل حراس الأمن و يسحبان الرجلان (عادل و سعيد ) و يخرجاهما من المسرح وهما يبكيان و في هذا المشهد تأتي خلفية صوتية ويفضل أن تكون بصوت أحد الطلاب.


بسم الله الرحمن الرحيم


"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" ....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى