محمد عباس محمد عرابي / هي لنا دار(13) مكة في ديوان "عناقيد الضياء" للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي

تحدث الشاعر الدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي عن مكة المكرمة في ديوان عناقيد الضياء حيث بين أنه: حُق لمكة أن تتيه فخرا لانطلاق الدعوة المحمدية من ربوعها وعن سعادة مكة بالبعثة المحمدية، ، وبين أن البعثة المحمدية أمان لمكة . أمان مكة الخير ، وبين أن مكة الخير منبع هداية ، كما تحدث عن شموخ مكة الغراء، وعن الهجرة من مكة إلى المدينة، وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك :
حُق لمكة أن تتيه فحرا لانطلاق الدعوة المحمدية من ربوعها :
بين الشاعر عبد الرحمن العشماوي أنه حق لمكة أن تتيه فحرا لانطلاق الدعوة المحمدية من ربوعها:
(بعثة ٌ)للهدى، فوجه حراء **يتجلى على كل ساح
(دعوة)يا ربوع مكة تيهي **وابدئي رحلة الهدى والكفاح
(هجرة )يا رياح هبي رخاء **واهتفي يا بحار للملاح
(ثاني اثنين )يا خيول قريش **هل سيجدي فيكن كبح الجماح
(ثاني اثنين )والعدو قريب **وحفيف الأشجار صوت نُواح
(ثاني اثنين )والإله مجيب **وحمة مصطفاه غير مباح
(ثاني اثنين )أيها الغار بشرى **صرت رمز على طريق الفلاح
هذه (طيبة ) فشوق فؤادي **مستفيض ،وطرف ذكراي صاح
هذه (طيبة ) سطور كتاب ** لم ينلها تلاعب الشراح .
وقفوا دون فهمها ،وأراقوا ** حبرهم خشية من الإفصاح
أرني مسجد الرسول وقف بي ** عند محرابه وقوف ارتياح (1)
سعادة مكة بالبعثة المحمدية :
وتحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن سعادة مكة بالبعثة المحمدية حيث يقول :
هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السـَّاري*** وعـلامَ تبقى حَيْـرةُ المحتــار
ضحـكَ الطريقُ لسالكيهِ فقلت*** لمن يلوي خطاهُ عن الطريقِ حذار
وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل*** عن فرحة الأغصان والأشجــار
غنَّت بواكير الصباح فحركـت*** شجـوَ الطيورِ ولهفةَ الأزهــار
غَنَّت فمكـة وجهـها متألـقٌ*** أملاً ووجـهُ طغـاتها متــوارِ
هَلَّ الهلالُ فلا العيـونُ تـرددت*** فيما رأتـهُ ولا العقـولُ تـماري
والجاهليـة قد بنت أسوارهـا*** دون الهدى فانظـر إلى الأسـوار
واقرأ عليها سـورة الفتـحِ التي*** نزلـت ولا تركـن إلى الكفـار
أو ما ترى البطحاء تفتح قلبهـا*** فرحـاً بمقـدم سيـد الأبـرار(2)
البعثة المحمدية أمان لمكة :
بين الشاعر عبد الرحمن العشماوي أن البعثة المحمدية أمان لمكة ؛ حيث يقول في قصيدة قف أيها التاريخ :
هذا رسول الله يختصر المدى ** للسالكين ،ويقرأ القرآنا
أهدى لمكة بعد رحلة خوفها **أمنا ،وبعد ضلالها الإيمانا (3)
أمان مكة الخير :
تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن أمان مكة الخير ؛ حيث يقول في قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة :
مكة الخير للأمان، فماذا **يبتغي المعتدي بهذا التصابي؟
ودعاني صوتٌ كأن المآسي **أفرغت فيها حسرتي وعذابي .
قال لي والدموع تنبئ ** وبه من جراحه مثل ما بي
أيها الشاعر الذي يتغنى **بأمانيه في الدروب الصعاب
أين تغدو؟ وأي درب تراءى** لك في صدره خداع السراب ؟(4)
مكة الخير منبع هداية
بين الشاعر عبد الرحمن العشماوي أن مكة الخير منبع هداية ؛ حيث يقول في قصيدة لك الله يا صوت الضمير :
فلاحت أمامي مكة الخير منبعًا **ومن حوله الكون الفسيح يدور
كأن الوجود الرحب شرقًا وغربًا **أكف إلى البيت الحرام تشير
وقصاد بيت الله تصفو قلوبهم ** وماء سواقي الذاكرين نمير ُ
ولاء لرب الكون لا رب غيره **خبير بأسرار القلوب بصير
يلبون والآفاق تصغي ،فتنتشي **جبال ،وتهفو للجبال صخور
تغرد في وجه الرمال بشاشةٌ**ويشرق في وجه التلال سرور (5)
شموخ مكة الغراء :
تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن شموخ مكة الغراء ؛ حيث يقول في قصيدة" عندما يتشامخ البدوي ":
يتشامخ البدوي
هذي مكة الغراء ترفع رأسها ...
وسط الزحام
هذي خيوط الفجر تنسج ثوب عزتها ...
وهذي بئر زمزم والمقام
هذي ملامح سيدها اليتيم ...
تصوغ للدنيا حكايتها الفريدهْ
هذي انطلاقتها الجديدْ(6)
الهجرة من مكة إلى المدينة:
تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي، في قصيدة "حداء في موكب الهجرة" عن الهجرة من مكة إلى المدينة حيث يقول:
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي *.*.*.* أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ *.*.*.* حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا
ورحلتَ نحو الفجر ؛ والليلُ الذي *.*.*.* خلّفْتَ أمسى بالضلالةِ مُقفرا
ودّعتَ مكةَ والفؤادُ يحبّها *.*.*.* وتركتَ فيها الكفر يلعب ميْسِرا
وتركتَ ليلَ الشرك يأكلُ بعضُه *.*.*.* بعضًا ؛ وقد بَرِمَتْ به أمّ القُرى
وحملتَ فجْرَكَ نحو طيبةَ ضاحكًا *.*.*.* متألّقا متهلّلا مستبشرا
تسري فيهتف من قباءٍ هاتفٌ *.*.*.* شَغَفًا ؛ ويلقاك العقيقُ مكبّرا(7)
المراجع :
عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ،الرياض ،مكتبة العبيكان ،1422


(1)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة من هنا يبدأ الطريق ،ص22-23
(2)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة حداء في موكب الهجرة ،ص5-6
(3)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة قف أيها التاريخ ،ص109
(4)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة وقفة على مشارف مكة المكرمة ، ص27-28
(5)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة لك الله يا صوت الضمير ، ص52
(6)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، قصيدة عندما يتشامخ البدوي ، ص98
(7)عبد الرحمن صالح العشماوي، عناقيد الضياء ، "حداء في موكب الهجرة" ،ص39

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى