البروفيسور إشبيليا الجبوري - الهايكوطيقيا: أدب إيضاح بديع مجالسة الطبيعة في بيان لباب المعرفة (4 / 4) عن اليابانية أكد الجبوري تابع

(4 / 4)
تابع

ـ حلقة اليوم :
ما مدخل الشطر الثالث:ـ ماذا/كيف يمكن لي أن أتوقعه/أنبهه؟ مآتى الأفهوم الأرتضاء
إن الشطر الأول والثاني وحتى هنا الثالث٬ الذي نحن بصدده٬ هي بنية تحديات متعالية٬ دون رعاية خصائص الوجوه لكل منهما٬ يعد فقدانها٬ أوجه مهمتها الحريصة في كل منهما. وهذا ما يؤكد تعاشق كبير في وجودها التأملي الطبيعي٬ وما جد لها من ثبات كلمة لوجودها المكثف والحيوي داخل كل شيء في ذاته٬ أو متعدد في أوجه ظاهره. وحينها تقوم الهايكوطيقيا من خلال الشطر الثالث٬ بمراجعة أنتماء إلى وحدة أنساق الاشطر السابقة بأهتمام المعنى٬ والنظر في شروط التفكير الداخلي بما هو قادر ما يسمى "بالتفكر الموجه" ٬ بل يأخذ إليه الأهمية إلى تشخيص أفهومية الأنتقال والتغيير٬ في الفكر الموجه الذي هو أكثر حرصا٬ بالعناية والجمال٬ ومشخصا فاحص في كثافة الأنتماء بسوابق المعنى٬ هذا الشطر٬ أي الثالث٬ تم دراسته ورفعه إلى ات المكان الجديد في الفكرة الموجهة٬ أو الأهتمام والدفع به كقيمة مضافة٬ تدرج إبداعا ضمنيا٬ العودة بذات الخصائص القبلية. كأن يقع نوع المعرفة التي يجريها نحو علاقات حية٬ فكرة الأشياء الجديدة الموجهة٬ من تحويل اتجاه المعرفة٬ أو فكرة الشيء من العياء٬ أو قدر من المشقة الموجهة؛ بين لغة بلاغة البديع و بيان الكلمات بالعودة للذات٬ بحيث تحول خلاله٬ العلائق ذاتها للشطر الأول والثاني إلى فكرة " هايكو" أفهومي٬ شعر ناظم أفهوميته بذاته٬ يقوم برفع خيبة الحدس بين علاقات إنتاج التغيير إلى مشروع معرفي للتذهين٬ أي يحوط بالنظم صيغته اللامتناهية. إذن الهايكوطيقيا الذي يهتم بالشطر الثالث٬ ليس لائحة ثابتة مغلقة أبدا٬ بل يشكل إليه معرفة تحوطه قدرة توالد القدومات٬ أكثر جديته٬ تلعب خلاله دورا مهما في تطوير الهايكوطيقيا٫ أو تحولاتها المعرفية٬ إذ ينبغي فهم بيان الكلمة٬ ومرونة اتساعها٬ في التنوع المعرفي. دون أختزالها بداعي التكثيف٬ بل الكثافة في البديع الشارح٬ معنى في وحدة الشيء٬ وحدة أنعكاسها في ذاتويته٬ وفهم وحدة ثقافة تحدي البديع في الكلمة٬ لتجعل الفكرة متعالية لنفسه.

الشطر الثالث٬ هو الموقع الممتحن٬ مناجيا نفسه٬ ومستبين عودة لذاته؛ الذي يحلق بالعمق؛ يحد خلالها أبعادا من أجل فكرة إنتاج جديد الأفاهيم٬ بمثابة الخلق الإبداعي٬ المناجي للمشقة٬ والمعنى الذي يحلق حوله البديع٬ ويفتتح عبره حقلا تأمليا٬ نزاعيا في حقل الآراء المتنافسة في المعرفة المفتوحة؛ التي يمحو بعضها بعضا كحال "قدوم الغيم أو الفصول" وهي تتغير٬ و تتواصل في ميدان الحصاد الإبداعي. ما يعد إليه المقصود في فعل التواصل الذي لا يتوقف حيويته إلا في ميدان الخلق الإبداعي. فالهايكوطيقيا إليه مثابة تحديات متعالية يصب الشطر الثالث تأملات فيه٬ نحو تفكير وتواصل قادم بأتجاهه٬ حتى يستمكن عليه لقط أدوات لغة رصينة؛ إبداع الأفاهيم لهذه الأشياء٬ لغة لها أنفعالاتها٬ والأفعال التي تحفل التأمل٬ والتفكر٬ والتواصل بين الأشياء٬ و جذوة انتقاء الكلمة السديدة٬ ألا ومستها وحدة أساليب منهجية؛ لتشكيل كليات المعرفة٬ في التغيير الداخلي٬ على مجمل أنساق الميادين الفاعلة للكليات٬ في لمح نظرية التغيير والتواصل. أي٬ إن الإبداع الكلي للأشياء٬ بمثابة منتجات أفاهيم٬ عن ميادين آراءها٬ التي تعتبر حاصل هدفه إلى خلق أجماع تأمل جمالي٬ بالعودة من الشطر الأول عن الثاني٬ والثالث في إشارته إلى محاورة اللاحق؛ والذي يسود موضوعاته التأمل والدهشة في كليات لغة التفكير.

حين يلتقي الشطر الثالث في تميزه الحقيقي؛ في كيف يخلق التمييز٬ وحين تبلغ الجمالية الفكرة المدهشة٬ يكون فيه أبتكار المراتب المعرفية؛ التي يتم بواسطتها الحكم على صحة الفعل٬ وطموحات المثل المرتقبة٬ في أقرب البناء٬ معرفة إلى تقديم المزيد من الحكمة٬ والفكرة المصيغة للتغيير.

غالبا ما كان نقاد وكتاب الهايكو اليابانيون يقدمون الشطر الثالث التي يعرضون فيه لا كمجر تعاقب لتعددية الأشياء في الاشطر المسبقة٬ أو سوابق للمبادي العامة للطبيعة٬ بل عادة ما يجعلوا من الشطر الثالث٬ مثير "مقدمات" لما تعرضه فكرة توجه الكتابة بالهايكو٬ بحيث يجعلوا منه ما كان يقابله بجذرية "الفكرة المدهشة"٬ مما يسوغونه لهم بالنتائج الصادمة٬ إن جاز التعبير. بحيث يتخذ منه نفحة بغاية الموقف الأرتيابي من تأويلات الفكرة الموجهة٬ التي قادته في تطوافه عبر صلة سوابق الشطر الأول٬ ودفع ماكن لابد به من دفعه إلى الشطر الثاني؛ التي عرضها٬ والتي تعتمده كمرحل متعاقبة لتطور "نظام واحد" بذاته. بمعنى٬ إنه الفكرة الموجه في تطور الفكر الطبيعي؛ الذي يتقدم عبره الفكر البشري٬ تقدما تنافحها بشدة "الاضداد" في سبق المواقف٬ مما يجعل للشطر الثالث في الهايكوطيقيا حصيلة هذا التطور الموجه٬ أي ما عليها "لأفهوم الهايكوطيقيا" إليه إلا أن تعده محتوى جميع النتائج الحيوية في بنية أخيرة ونهائي للهايكو٬ جاعل منه قيمة إضافية "عملية ماصة ـ فيزيائية" بنوع ما في تأليف من أسفل إلى أعلى. وهذا الأعتبار يعد إقرار بأن بديعه الدلالي لغويا بالعودة للذات٬ مشروط سوابق المثاليه المتعالية تاريخيا "للفكرة الموجهة" أو"النظام لموجه"٬ ولا يمكن أن نفهمه بإيضاح ودقة ما لم نقابله مع نظم التوجه به عما سبقه. أي٬ نجد هناك للشعراء أو الكتاب اليابانيون ما ينضجون قراءته في معظم أعمالهم٬ نواهل لتحضيرات "الفكرة الموجهة"؛ في فلسفة الدين٬ تاريخ الفكرة الموجهة كنظام سوابق ومباديء٬ تحرر في الطبيعة٬ أو صدور إضافية لفلسفة التاريخ٬ أو الجمالم أو ما ينشر خلاه عن السوابق الجمالية والاخلاقية التي زيدت عليها الذبيعة الإنسانية من إضافت طويلة غالبيتها "تفلسفية/تأويلية"٬ تضم بمجملها إصدارات شفهية "فلسفية"٬ غير صادرة عن دراية حقيقية بسوابقها "أوالفكرة الموجهة" من نشر مقدماتها الأساسية في كتابة الهايكو.

فما ينشر في كتابة الهايكو في سوابق "الفكرة الموجهة" إلا مؤلفات "صورة كتابته ـ بثلاث أسطر ـ التي نراها في الكتابات المنشورة٬ وبعض القصائد المتفرقة على مواقع الصفحات الادبية الإلكترونية. فهي مقالات وكتابات التي قلما نجد لها هدف تعليمي أو ممات إبداعي لمعنى.

ففي ما عدا الهايكوطيقيا المعرفية٬ التي لها كناية عن مقدمة نسق الهايكو٬ التي لها مؤلفات كبرى عالميا وخصوصا في المقالات النقدية أو المتخصصة التي لها مخطوطات٬ وتجارب لمذكرات التي يستخدمها الابحاث والدراسات المتخصصة في رفد محاضرات لنسقها ونصوصها في الطبيعة وما يلخص إليا مما تضم من توسع "للفكرة الموجهة" عند الشطر الثالث "تحديدا" بطريقة فلسفة الحق أو "فلسفة الفكرة الموجه بالمنطق"٬ أو باقي فروع نظام الطبيعة بفروعها من السوابق الموجهة للنظام العام٬ إذ نجد فيه "الشطر الثالث مختصرا أساسيا لمنطق العودة النشوئية للسطر الأول عن الثاني بطريقة غير متساوية٬ لتوسعة الشروحات المفصلة طويلام حول فلسفة التاريخ للطبيعة والجماليات وفلسفة الدين وتاريخ الميادين الفلسفيةم التي توضح الهايكوطيقيا بواسطته الصيغ المجردة في "الخلق/الإبداع" وما تكرسه لجميع المواهب عمد اختصاره في الكلمات "التكثيف البلاغي" اعجاز البديع لفلسفة اللغة٬ بحيث تفسح فيها الشروحات الضمنية الظاهرة والمفصلة والأمثلة "السيميائية" التي تقدر بواسطتها لنسقية نظام "الفكرة الموجهة" بتكريسها في ميادين المعرفة٬ بصورة زمينة بقدر الإمكان٬ التي تكتب فيه القيم الجمالية للمنطق والاخلاق والدين والمعرفة بفروعها المتعددة٬ وتسمح بتوضيح فك الصيغ المجردة للمخطوطات عن الطبيعة باستخداماتها في توسيع المعارف البرانية٬ التي يمكن لها أن تتوقف عندها الذات "قوة موجهة" أمينة قد تحررها أي الذات" من تحرريها من جزئياتها٬ والتي تتراكم فيها الملاحظات والملاحقات الهامشية العديدة. كما هو أستخدامها في الضرورات الاساسية لنقل المعرفة وموارد الملاحظات التي تعيد دراية الأمثولات المفصلة البرانية إلى مدركات داخلية لقوة مخطوطات الذات الإنسانيةم أمنة بشفافية تحررها الجزئي٬ والتي تصحح بعضها بعضا٬ عبر أنتقاء الكلمة التي سمحت انتباها٬ في جمع الملاحظة المدهشة في "الفكرة الموجهة٬ أو الكلمة "الصادمة التي تتراكم فيها الملاحظات الدقيقة ـ الناعمة٬ وتجعلها متكاملة بإضافة القيمة التي دونتها الدلالة في الاشطر السابقة٬ وجعل من "الكلمة الشفهية" لها دلالة مقابلة بجمالياتها الدلالية الخاصة بالشيء لنفسه.

وبهذه الطريقة الاساسية٬ تكرس الهايكوطيقيا٬ نشر المعرفة "كفكرة دونتها الفكرة الموجهة" في أعادة تثقيفها من خلال ملحقات ما ينشر إلى فلسفة الحق المعرفي٬ والجمالي في كتابة تنوع وتعدد الهايكو؛ تصنيفاته كما هو معروف جماليا٬ إن كان حسب "الفكرة الموجهة بالدين"٬ أو الجانب الاساسي من فلسفة التاريخ٬ أو فلسفة الروح أو في الدروس الاساسية للطبيعة الخالصةمكما ضبطت تفاصيلها في الكتابات الأولى للهايكو.

إن قراءة الشطر الثالث هي غاية الصعوبة في الإضافات٬ أبتداء من الشطر الأول ولغاية (النقطة) نهاية الشطر الثالث. غير أن معظم ما يكتب به "عربيا" تعد أعمالا بحاجة إلى مراجعة٬ وليس إهماله٬ لإنها تجربة مهمة وغاية منشودة للتعديل والنشر والاستمرار٬ وليس الاستخفاف بهام إطلاقا٬ بل غاية في الاهمية رغم الصعوبات التي يواجهها معظم من حاول في مزاولة الكتابةبه.
إن إعادة التمكين هو بحق "الفكرة الموجهة" هي فكرة غاية في الصعوبة نظرا لجذالة التبصر بالأسلوب والنقد وحضور اللغة التي إليها فيها لائحة المصادر الدلالية في نهاية تجذب هطا البديع قيام مجيئها. وهذا المجيئ يقود نظارته دقة في تركيته اللغوية٬ من المجردات المبهمة في غالب الأحيان٬ وكذلك تسحب التوتر الشديد والحستس في "الفكرة الموجهة" من الكاتب/ة٬ التي ترتبظ فكرته/ا دائما بصورة وثيقة بالكلمة/اللغة المتعالية/المكثفة البديع بدلالة المعنى٬ بحيث تكثف أستخدامها معبرة عن جوهر طاقتها بشكل واسع لمعطى حقيقة الشيء في لائحته وثقته النقدية بجوهره. وتجعل من خلال الللغة لها "فعل" قابل أن يترجم فاعليته التي تسهل مقاربتها على الباحث/ة سعيه للمتلقي تقديمها٬ وتجعل من خلال العرض لغويا٬ مقياسا أخلاقيا للأفهوم بطاقته المعرفيه بشكل واسع٬ وتجعل م خلالها ترسم إطارا معرفيا لفلسفة التاريخ والأخلاق وتاريخ الجمالم وفلسفة الروح...م بحيث يكون الشذر الثالث "موقفا" مختصر في مراجعة أسطره الأولى "الفكرة الموجهة" العودة إلى الذات في خطوات مؤلفاتها الكبرى للنظام المعرفي العام.

الحلقة القادمة (الخلاصة)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى