خالد محمد مندور - بين فنين.. الفن الشعبي وفن حثالة المدن

هل احتاج حقا للتميز بين الفن الشعبي وفن حثالة المدن؟ ولا يقصد بفن حثالة المدن الإساءة لمن يمارسه ولكنه وصف اجتماعي لسكان المدن اللذين لا يمارسون اعمالا منتظمة بل يعتمدون على تلقيط الرزق .
اما الفن الشعبي فهو فن تمارسه الجموع بدون مؤلفين او ملحنين ، ويمارس في مختلف المناسبات الاجتماعية ، فما زلت أتذكر كيف كنت اذهب الى مطبخ منزل ابى كي اسمع غناء " الفواعلية " وهو يبنون منزلا جديدا خلفة ، غناء ملئ بالشوق الى العائلة والأولاد والزوجة الباقين في قراهم في الصعيد .
اما فن حثالة المدن فهو انعكاسا لحاله المدن الاجتماعية التي تشكل جزءا من الحالة الاجتماعية العامة ، ففن محمد عبد المطلب البديع تدهور مع تدهور المدن ليصل الى حموا بيكا وعمر كمال ، والمصيبة الأعظم هو حجم الانتشار والتأييد الذى يحظى بها من بعض كبار الرأسماليين تعبيرا عن حاله مجتمعيه جديرة بالانتباه اليها .
فالرأسمالية المصرية الناهضة والتي كانت تبحث عن التحرر من النفوذ الأجنبي هي من أنشأت ستوديو مصر ، اما رأسماليتنا الحاضرة التي أصبحت شريكا للرأسمال الأجنبي داخل وخارج البلاد والتي تتمتع بقصر نظر اقتصادي وسياسي كبير فأنها رأسماليه حثالة المدن ، رأسمالية حمو بيكا ونجيب ساويرس فلا نامت اعين الجبناء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى