د.خالد محمد عبدالغني - ما دلالة هجوم العلامة قدري حفني على فرويد؟

لقد خرج العلامة قدري حفني من المعتقل بعد ما يقترب من أربع سنوات ليرفض عرضا قدمته له السلطة للعمل في الصحافة مفضلا العودة لعمله الأصلي أخصائيا نفسيا بمصلحة الكفاية الإنتاجية ولم نقرأ له في هذه الفترة – بعد الخروج من المعتقل - له سوى ثلاث مقالات تمثل عروض كتب أجنبية في علم النفس والتحليل النفسي منشورة بمجلة "المجلة" عام 1965، وقد سبقتها ترجمته لكتاب مشكلات الحياة الانفعالية 1959. ويبدو هنا أنه سوف يبدأ في الانشغال بقضايا علم النفس بعيدا عن السياسة وما جرته عليه من ويلات، وربما سيعد رسالته للماجستير كبقية أبناء جيله وخاصة أنه لم يكن قد تم تعيينه أكاديميا بعد بالجامعة وهو الأول على دفعته وربما واقعة الاعتقال منعت عنه ذلك التعيين وربما أمور أخرى يعلمها معاصرو تلك المرحلة، وإني لأتصور أنا أمرا ما قد وقع بينه وبين مصطفى زيور قاده للهجوم على فرويد عملا بميكانيزم الإزاحة الذي دفعه لتوجيه العدوان لفرويد بدلا من زيور الذي يخرج على المعاش في عام 1967، ولم يتم تعيينه - اي قدري حفني - بالجامعة إلا في عام 1972 بعد أن أنجز رسالته للماجستير في مجال علم النفس الصناعي 1971، ونشر كتابه تجسيد الوهم 1971، وفار عنه بجائزة الدولة التشجيعية التي كانت حكرا على العاملين بالجامعة يومذاك، ومنحته تلك الجائزة فرحة صاحبته طوال حياته فيما بعد لذلك السبب. وسجل خطة الدكتوراه 1972 بإشراف أستاذه السيد خيري الذي سبق وأشرف على رسالة الماجستير أيضا، وقد قام قبل ذلك بترجمة كتاب هانز أيزنك، الحقيقة والوهم في علم النفس، 1969. ومعروف بالطبع المدرسة السلوكية التي يمثلها المؤلف وكتابه والانتقاد البالغ للتحليل النفسي الذي يمثله ومؤسسه - في آن - في مصر والعرب مصطفى زيور ليقول قدري حفني عن ذلك: فكتاب الحقيقة والوهم لعالم النفس البريطاني السلوكي هانز أيزنك، والمدرسة السلوكية تقف علي طرف النقيض من مدرسة التحليل النفسي التي يعتبر أستاذي الراحل مصطفي زيور رائدها في مصر والعالم العربي؛ ولم يكن زيور كعادته يخفي رأيه في السلوكية وهانز أيزنك تحديدا، ولكني وجدت لزاما علي وقد صدرت ترجمة الكتاب أن أذهب بها متوجسا إلي أستاذي الجليل زيور، الذي أمسك بالكتاب ناظرا إلي عنوانه متمتما "ألم تجد إلا أيزنك"، وفتح الكتاب، وكنت قد كتبت إهداء له جاء فيه "إلى الدكتور مصطفى زيور الذي لم يشأ أن يعيد صنع تلاميذه على شاكلته" فتبسم وتفهم ومر الموضوع(قدري حفني :2018)".




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى