طارق حرب - بغداد تشهد لأول مره اقامة قرية في ضواحيها خاصه بالشرب والقيان والملاهي والغلمان يقيمها والي بغداد العثماني مرتضى باشا سنة ١٦٥٢م

في سلسلة بغداد تراث وتاريخ كانت لنا محاضرة عن حكم بغداد من قبل الوالي العثماني سلحدار مرتضى باشا وانشائه قرية في ضواحي بغداد ضمن سائر أساليب اللهو وأشكال الملاهي وجمع فيها المغنيات والمغنين والقيان والغلمان مع انواع الشرب المعروفه في أواسط القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي وكان ذلك في العام 1063هج الى العام 1072 هج سنة 1652 م الى سنة1661 م ذلك ان هذا الوالي حكم بغداد لمرتين في هذه الفتره الزمنيه المرة الاولى كانت لسنتين والثانيه كانت لثلاث سنوات وكان توليه بغداد زمن السلطان العثماني محمد الرابع الذي تولى السلطه في الأستانه لمدة احدى وأربعين سنه حيث تولى السلطه وهو ابن سبع سنين سنة1058هج أي كان عمر السلطان اثني عشر سنه تولى الوالي مرتضى باشا ولاية بغداد وتعتبر فترة هذا السلطان بداية بالاصلاحات بالاضافه الى صغر عمر السلطان مما يشجع الولاة بما فيهم ولاة بغداد على اتخاذ ما يشاؤون من اجراءات يضاف الى ذلك سرعة تبدل الصدر الاعظم أي رئيس الوزراء ففي عشر سنوات كان هنالك اثني عشر صدر أعظم في عهد السلطان مراد الرابع ودخلت الدوله العثمانيه في حروب كثيره مع مستعمراتها في اوروبا سواء في حدود ايطاليا والمانيا والمجر وبولونيا يضاف الى ذلك ان والي بغداد كان برتبة سلحدار أي قائد السلاح والمسؤول عنه وهي رتبة عاليه في الجيش العثماني تخول الحاصل عليها سلطات وصلاحيات تفوق سلطات وصلاحيات ولاة بغداد من غير الحاصلين على هذه الرتبه يضاف الى ذلك انه أشتهر في بغداد بالأفراط في معاشرة النساء كما يصفه من كتب عن فترة حكمه بغداد وقالوا عن فترة حكمه ان الفحشاء راجت في زمانه حتى انهم يقولون عن مجلسه انه كان ملوناً بتصاوير أمثال هذه الفواحش على حد من كتب عن تلك الفتره وذلك بسبب تربيته في البلاط العثماني حيث أفضل اللوحات الاوروبيه وغيرها تملأ جدران قصور البلاط العثماني لذلك يمكن قبول تصرفه حيث أمر بنصب خيام خارج بغداد وفي ضواحيها على شكل قرية صغيره مخصصه لسائر أساليب اللهو والملاهي بحيث امتلأت بأماكن الغناء والطرب والشرب وحيث الجواري والقيان والمطربات وأماكن قضاء اللهو غير البريء وخمارات وكل ما يمكن أن يحقق قيام مجتمع للهو والغناء والملاهي وما هو من مكملات هذه الامور واعلن الوالي في بغداد أن هذه المخيمات على شكل مجموعه من محلات اللهو وهذه القريه الصغيره والمخيمات مفتوحه للعامه والخاصه بقصد ارتيادها للهو والمجون كما يقول المحامي عباس العزاوي في كتابه تاريخ العراق بين احتلالين.
الذي أسماها بملاهي الخيم
والعجيب ان هذا يحدث وبغداد أبتليت بحوادث السرقه ليلا ونهاراً وصار اللصوص لا يخشون أحداً وأستولى الخوف والرعب على أهد بغداد وتحصنوا في مساكنهم ومع ذلك فأن الوالي مرتضى باشا ألغى الضرائب حيث عرف عنه انه كان مرافقاً للعوام في طباعهم جالباً لحبهم حتى انه في دار الحكومه ببغداد لا يوجد حاجب يمنع المراجعين أو يرصد الباب بوجوههم لابل ان يقرأ المولد النبوي السنوي ويقدم الطعام لكنه كان شجاعاً بسط الأمن لفترة غير قصيره وكانت أطواره بين شدة وغضب مشوباً في بعض الاحايين بالقسوة والظلم لكنه فشل في احتلال البصره وقد تولى عدة وظائف بعد ولاية بغداد لكنه شعر بأن موته قد حان لذلك هرب الى مدينة العماديه وعند حاكمها يوسف بن سيدي خان حيث تم قتله وجماعته هناك بأمر السلطان.


طارق حرب خبير قانوني ومحام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى