حمدي العطار - على هامش معرض الكتاب الدولي في السليمانية.. المدينة التي تجيد التقليد

منذ ان صار عندي وعيا سياسيا وانا لا احب السلطة واميل الى المعارضة، فالمعارضة محبوبة وفيها كاريزما على عكس رجال السلطة دمهم ثقيل ومكروهين ومغرورين ويتصفون بالكذب والعنف والاستحواذ على ثروات البلد! لا اعلم هل انا مكشوف (كمعارض) الى هذا الحد، فكل من يلتقي بي يبدأ بسب الحكومة ولا يخاف مني! وحدث هذا في كل الازمنة والانظمة!
عندما اردت الذهاب الى معرض الكتاب في السليمانية استأجرت سيارة تكسي ، وكالعادة انت منين ؟ هذا السؤال مفتاح للثرثرة والتوقعات وجس النبض، من بغداد/ لا يكف مثل هذه الاجابة المقتضبة، من اين في بغداد؟ - الكرادة، قال وهو ينظر الي (جانبا) انه من (الشيخ عمر) وانتقلت الى السليمانية لأنهم – يقصد الارهابيون او عصابات الجريمة المنظمة- كادوا يقتلوني بثلاث محاولات! وسرد علي تلك المحاولات وجميعها تخلص منها لوجود شخص يعرفه معهم! ثم بدأ يتطرق الى الفوارق الطبقية قائلا انت تفاصلني على الاجرة بمقدار الف دينار واكو ناس تصرف باليوم ملايين/ قلت له / بالعافية؟ رد بعصبية بالعافية ما دام الدجاجة حافية! واشار لي على طابور طويل للسيارات بأنتظار شراء البنزين ، قائلا : يكلي بالعافية عمي كون سم وزقنبوت (كول) ان شاء الله !هكذا هم الناس البسطاء يشعرون بالظلم وعدم المساواة لكنهم يقتنعون اخيرا بالقسمة والنصيب، وتبقى السلطة تتنعم بالخيرات والناس (تتلكا) الكفخات!
*سوق مولوي
اشهر اسواق مدينة السليمانية هو سوق مولوي وسيمون (السوق الكبير) لأتساعه وتنوع المحال فيه وتشعب الاسواق ، عندما قررت الذهاب اليه لشراء بعض الحلويات والكرزات والملابس – على فكرة هذا السوق متعدد المحال وتستطيع شراء اي سلعة او حاجة منه وبسعر رخيص ولا تستغرب حينما تجد محل لبيع اللحم (القصاب) وبجانبه محل لبيع الهواتف النقالة، وبجنبهم محل لبيع الفواكه والخضروات وغير بعيد عنهم محل لبيع المشروبات الكحولية، وهناك تجد العسل الاصلي والمزيف وسوق لبيع الطيور، والعطاريات، والاقمشة والملابس، كل شيء، حينما سألت عن اصل اسم (مولوي) قالوا بالصوفية يطلق هذا اللقب على الشيوخ المتصوفة، ويبدو ان الشاعر الكردي القادم من حلبجة واسمه (عبد الرحيم بن الملا سعيد) وهو من مواليد 1806 قد حصل على هذا اللقب عندما تزوج من فتاة افغانية تدعى (عنبر خاتون) واكتسب زوجها هذا اللقب من الافغان! صاحب التكسي قال لي امام سوق مولوي تظاهرات الطلبة يمكن اوصلك الى مكان قريب من السوق، لكن عندما وصلنا الى سوق مولوي كانت القوات الامنية منتشرة ولم نر المتظاهرين وتعجبت من شدة الازدحام في السوق بسبب اننا في يوم الجمعة وينتشر الباعة الجوالون في السوق حتى يصعب علينا المرور!
*شارع سالم سهولكة
وهو يضاهي في شهرته سوق مولوي، وهذا الشارع (ليلي) اي الحركة فيه بالنهار اعتيادية لكن ما ان تغرب الشمس حتى يبدأ البيع بالعربات وينادون على المارة لشراء الوجبات السريعة (كبدة – لبلبي- كنافة- لحم مثروم- عصائر- فلافل- العاب اطفال- بقلاوة - مقاهي على الرصيف – عازفون الات موسيقية من اجل الرزق،) جلست في احدى المقاهي ولفت ندري شكلا حديديا يشبه القلب وضعت عليه اقفال حديدية بلا مفاتيح، وهذا يذكرني بحديد جسر (بونت دزأرت) او جسر الفنون الشهير على نهر السين بفرنسا، حيث يقوم العشاق بوضع الاقفال والقاء المفاتيح في نهر السين بعد ان يكتب على الاقفال اسماء العشاق، سألت صاحب المقهى عن هذه الاقفال اجابني بأن العشاق يقفلون قلوبهم على حبيب واحد فقط.
المدرج الكولوسيوم الروماني
اهل السليمانية يجيدون التقليد لتعتقد بإنه الاصل، هذا ما شعرت به وانا ازور المدرج الروماني في متنزه هواري وهو نسخة مطابقة للكولوسيوم الروماني على غرار مدرج موجود في روما ، لكنه مهمل وقد يستخدم فقط للمناسبات والكروبات تزور هذا المكان للالتقاط الصور وسط مجموعة من الكلاب الجائعة لكنها مسالمة!


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى