المحامي علي ابوحبله - الاحتلال يمارس أقسى الانتهاكات بحق الصحفيين

يعدّ الثالث من أيار/مايو بمثابة الضمير الذي يذكر الحكومات بضرورة الوفاء بتعهداتها تجاه حرية الصحافة، ويتيح للعاملين في وسائل الإعلام فرصة التوقّف على قضايا حرية الصحافة والأخلاقيات المهنية. ولا ننسى أن اليوم العالمي لحرية الصحافة يعدّ كذلك فرصة للوقوف إلى جانب وسائل الإعلام الملجومة والمحرومة من حقها بحرية الصحافة ومساندتها. ويعدّ هذا اليوم أيضاً فرصة لإحياء ذكرى أولئك الصحفيين الذين قدموا أرواحهم فداءً لرسالة القلم.

يُعتبر موضوع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، ضمن الجهود المستمرة لدعم حماية الصحافيين وتعزيز ثقافة حرية التعبير، في حين كان يُنظَر إلى حرية التعبير والخصوصية، في زمن ما قبل الإنترنت، على أنّهما مترابطتان يبعضهما البعض فقط عندما ينقل الصحافيون أخبارًا عن شخصيات عامة باسم الحق في المعرفة، لا ينفك ترابط هذين الحقّيْن يبعضها البعض يزداد أكثر فأكثر. ويعكس هذا الترابط نماذج الأعمال الرقمية، وتطوير تقنيات مراقبة جديدة، وجمع البيانات، وحفظها على نطاق واسع. وتشكّل التغييرات مخاطر من حيث الانتقام من العاملين في مجال الإعلام ومصادرهم، ما يؤثر على الممارسة الحرة للصحافة.

لا شك أن احتفالية هذا العالم لحرية ألصحافه تختلف عن سابقاتها فالشعب الفلسطيني يعيش منذ السابع من أكتوبر بركان الحرب المسعورة وسياسة التنمر في ظل الحرب المدمرة على قطاع غزه والضفة الغربية والقدس على أيدي الاحتلال الإسرائيلي، ونزوح وتشريد ما يقارب مليون ونصف مواطن من مناطق سكناهم في غزه ، وسط حالة كارثية على المستوى الإنساني، حيث القتل المستمر للأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء العزل، وحيث الدمار الكامل للمباني والمساكن العمرانية عبر قصف المدافع والطائرات المستمر بشكل متواصل، أضف إلى ذلك شبح الموت الذي يداهم خيام النازحين والمشردين من محافظات غزة وشمالها بسبب نقص المواد الغذائية والصحية والأدوية وخصوصا من الأطفال الصغار الذين يحتاجون لرعاية صحية وغذائية خاصة”.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة تستمر آلة الحرب والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلة وأيضا في قطاع غزة على وجه الخصوص، والواقع السياسي والإنساني للفلسطينيين في حالة مأساوية وصعبة حيث لا أفق ولا خيارات للخروج من الواقع المرير الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عبر القتل والقصف والتدمير في كل لحظة”.

ونحن نحتفل في هذا اليوم العالمي لحرية ألصحافه كصحفيين فلسطينيين نودع أكثر من 140 شهيدا صحفيا سقطوا جراء قصف طائرات ومدافع جيش الاحتلال، إضافة لإصابة الألوف من الصحفيات والصحفيين بجراح متعددة ومتفاوتة، واعتقال العشرات منهم في السجون الإسرائيلية، وتدمير المئات من منازلهم”.

في اليوم العالمي لحرية الصحافة، وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، وتعرض المئات من الصحفيات والصحفيين للقتل والاعتقال والإصابات وتدمير منازلهم على رؤوسهم ورؤؤس عائلاتهم بأكملها لا بد أن تكون هناك وقفة جادة من دول العالم ومن المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية ومن الأمم المتّحدة من أجل تأمين حماية الصحفيات والصحفيين من شبح الموت الذي تعرض له زملائهم وما زال الآخرين يتعرضون له على أيدي الاحتلال الإسرائيلي”.

مطلوب من كل المؤسسات الدولية ومن كافة المنظمات الحقوقية التي تعنى بحقوق الإنسان ومن كافة الجهات ذات العلاقة أن تقف وقفه فاعله وضاغطة على الاحتلال باحترام المواثيق والقوانين الدولية التي نصت على حرية العمل الصحفي في أوقات الحروب والأزمات، وعدم التعرض للعاملين في حقل المهنة الإعلامية وعدم اللحاق بهم وإلحاق أي أذى أو مكروه” بهم وبأسرهم

نطالب كافة المؤسسات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة ، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة على ضرورة البحث عن كافة السبل والضمانات من أجل الحرية الصحفية والاعلامية في الأراضي الفلسطينية كافة، وخصوصًا ما يتعرض له قطاع غزة من حرب أباده مستمرة وأن يقوم أصحاب المهنة الصحفية بممارسة عملهم بكل حرية دون خوف أو قيود من الإجراءات التي تضعها سلطات الاحتلال على حرية عملهم الإنساني، وكذلك حمايتهم من سياسة القتل والاعتقال والإصابات في ميدان العمل

في اليوم العالمي لحرية الصحافة نسطر أسمى آيات الفخر والاعتزاز لأرواح كافة الزميلات والزملاء الذين ارتقوا شهداء كشف الحقيقة ، والتحية للمصابين والشفاء العاجل لهم والحرية للمعتقلين في سجون الاحتلال من الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين أصحاب الرسالة الإنسانية المقدسة الداعمة لتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والتحررمن الاحتلال و إقامة دولته الفلسطينية المستقلة”.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى