خالد محمد مندور - تاريخ الأفكار والادب والفن والصراع الطبقي.. الناس اللي فوق والناس اللي تحت!

لا أستطيع البدء بتعليقي هذا دون ان أتذكر نعمان عاشور، فلقد لخص المسألة كلها، الناس اللي فوق والناس اللي تحت، اى بالتماثل العلاقة بين البنية الفوقية والبنية العلوية، بين الأفكار الاجتماعية والتطور الأدبي والفني وبين تطور البنية التحتية، التركيبات الطبقية وصعود واضمحلال الطبقات الاجتماعية وصراعها ومحاولاتها للاستقلال النسبي عن النفوذ الأجنبي، فكيف تطور البناء الفوقي في علاقته بتطورات البناء التحتي وبالصراعات الاجتماعية الكبرى.
وإذا كان تاريخ بلادنا قد كتب عنة الكثير بتوجهات مختلفة الا أن هذا المكتوب توقف عند التغييرات السياسية والاقتصادية وأحيانا نادرة عند التغييرات الاجتماعية ولم يمتد ليشمل تغييرات الأفكار والادب والفن الا فيما ندر.
ولا ازعم انى لا امتلك رؤية لمثل هذا التصور، ولكنها تبقى رؤية انطباعية تحتاج الى دراسة أكثر تخصصا من علماء الاجتماع وأخصائي الادب والفن والفكر، بل ومن السياسيين.
فلماذا ظهر محمود سامي البارودي ومحمد عثمان، ولماذا قاسم امين في زمانه، وكيف انفجر سيد درويش وخرجت من عباءته الموسيقى المصرية الحديثة ولماذا اخفى لزمن طويل ما عدا تحويلة الى صنم بدون الحانة.
لماذا " الإسلام واصول الحكم " ولماذا " في الشعر الجاهلي "وكيف دارت المعارك حولهما وكيف كشفت عن عمق التبلور الطبقي والسياسي واختلافات المصالح ومدى نضج الطبقات الاجتماعية، بل نضج الحركة الوطنية والشعبية.
ولماذا ظهرت ام كلثوم وانقرضت منيرة المهدية، ولماذا ظهر الشعر الجديد وانتصر ولماذا ظهر المسرح المصري الحديث والقصة الطويلة والقصيرة والتيارات النقدية الجديدة بميزانها الجديد.
لماذا ظهرت رومانسية عبد الحليم، والموجي، والطويل وجاهين.
لماذا تغيرت مواقف كبار الادباء وانتقلت من تحطيم أكبر راس في البلاد الى الإشادة بالملك الطفل البائس الضحية لعصرة وزمانه وأسرته.
لماذا اصبح طة حسين الملعون بكتابة في الشعر الجاهلي وزيرا في وزارة من لعنوة وتخلوا عنة وسط ازمة شخصية وفكرية كبرى.
لماذا يلمع الان حمو بيكا وسيكا وزعبلة ويلقى الدعم من بعض من كبار الرأسماليون اللذين دعم اجدادهم طة حسين وعلى عبد الرازق والتعليم الجامعي.
هل نطمح الى كتابات جديدة تقدم رؤية واسعة في أصول المسالة المصرية الفكرية والأدبية والفنية ، برغم إدراكي انها مهمة صعبة وتحتاج الى ملكات ورؤية تاريخية وادبية وسياسية خاصة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى