جميلة سعدون - النسوية الماركسية وإعادة الإنتاج : مرحلة تصالح جديدة - الحلقة السادسة

الحلقة السادسة


مفهوم العمل
يعتبر شعار "الشخصي، سياسي" شعار للخوض في تفكيك العلاقات المنظمة لدائرة إعادة الإنتاج: العمل المنزلي، الانجاب، العلاقات الحميمية.
شعار طرحته الحركة النسائية 70 القرن العشرين ردا على فصل دائرتي الإنتاج وإعادة الإنتاج الذي انتهجته الحركة الماركسية فيما قبل.
انطلق التأصيل النظري للأسس المادية للهيمنة الذكورية ومفهوم إعادة الانتاج مع سيلفيا فدريسي وليز فوجيل و تتيهي بتشاريا وسينيزيا أروزا ونانسي فرايزر.. ومع نقاش موقع العمل المنزلي داخل النظام الرأسمالي وعلاقة أنشطة إعادة الإنتاج بفائض القيمة.
لعبت دولة الرفاه دورا نسبيا في تخليص النساء من مهام البيت. انتهت الثلاثون المجيدة وحلت مرحلة أخرى بانطلاق صدمات جديدة للنظام الرأسمالي
انطلقت هذه المرحلة بفرض التقويم الهيكلي، وإعادة إدماج أنشطة إعادة الإنتاج ضمن الأنشطة الاسرية، وبرمجة’’ سياسات اجتماعية’’، باستيراد يد عاملة نسوية رخيصة لإنجاز المهام التي كانت تقوم بها الدولة
لم يكن تخلص الدولة من انجاز مهام إعادة الإنتاج وحده كافيا لتفسير الانخراط الواسع للنساء داخل السوق، فتدمير الزراعات المعيشية وانهيار قلاع صناعية احتكرت من طرف الذكور وارتفاع حدة الطلاق وغلاء المعيشة، وإعادة هيكلة الاقتصاد كلها أسباب ضمن أخرى تفسر هذا التوسع
شجعت الرأسمالية اليد العاملة النسوية على الانخراط في السوق وتدشين هيكلة جديدة وقطاعات ذات طبيعة نسوية مع بروز التأنيث كظاهرة في سياق تحولات جديدة لعالم الشغل
هذا الانخراط الواسع في العمل المأجور ليس سببا كافيا لتفسير ظاهرة التأنيث فتعميم الهشاشة وعدم الاستقرار وتوسع القطاع الغير مهيكل والعمل الجزئي، والضغط على الكتلة الاجرية أسباب رئيسية لتفسير هذه الظاهرة، فالمربيات والخادمات، ومقدمات الرعاية للمرضى وكبار السن وعاملات الجنس، كل هذه الوظائف أصبحت في تزايد مستمر أمام الحاجة الى هذا النوع من الأنشطة وأمام توسع الهجرة في صفوف النساء وبروز أنشطة خارج الحدود
أشكال من العمل كانت بالأمس القريب استثناء لتجاوز مرحلة ما، أصبحت اليوم قاعدة ملزمة للجميع وصيغ جديدة لتغذية الرأسمالية في مرحلتها الحالية، كقطاعات للاستغلال والاستنزاف
قطاعات بأكملها كانت بالأمس على هامش السوق، أصبحت اليوم قلبه النابض، فالبويضات والارحام والحيوانات المنوية طالها التسليع ولم يعد أي شيء خارج النسق
كل الحواجز بين دائرتي الإنتاج وإعادة الإنتاج، دمرت على ضوء تحولات عالم الشغل الحالية




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى